زادت أعداد المهاجرين الواصلين إلى اليمن رغم تفاقم أزمته، بحسب منظمة الهجرة الدولية، التي تتوقع أن يبلغ عدد القادمين إلى هذا البلد الذي تمزقه الحرب 150 ألف مهاجر هذا العام.وأكدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن اليمن لا يزال محطة رئيسية للمهاجرين من أفريقيا إلى دول الخليج الثرية في وقت يستغل فيه مهربو البشر الفوضى الناجمة عن الحرب لتفادي التدقيق الأمني.وتوقعت أن يزيد عدد المهاجرين إلى اليمن بـ50% مقارنة مع2017، عندما قدم نحو 100 ألف.وقال المتحدث باسم المنظمة جويل ميلمان، للصحفيين في جنيف: "نحن على ثقة في تقديراتنا لعدد المهاجرين الواصلين إلى اليمن، الذي يشهد حرباً، بأنه سيبلغ 150 ألفاً هذا العام".واعتبر أن مرور هذا العدد الكبير عبر "منطقة حرب خطيرة مماثلة" أمر "استثنائي ومثير للقلق".ودفع النزاع اليمني الذي تصاعدت حدته في أواخر العام 2014، البلد إلى حافة المجاعة بينما وصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه يشكل أسوأ كارثة إنسانية في العالم.وحذرت الأمم المتحدة الثلاثاء، من أن "اليمن لم يكن يوماً قريباً لهذه الدرجة من المجاعة" كما هو الآن.لكن رغم أزمته، لا يزال اليمن يعد طريقاً أساسياً بالنسبة للمهاجرين الذين يسافرون عادة براً عبر جيبوتي قبل خوض رحلات محفوفة بالمخاطر لعبور خليج عدن إلى اليمن.ومن هناك، يحاولون الوصول إلى دول خليجية، سعياً للحصول على عمل في معظم الحالات.وقدّرت منظمة الهجرة الدولية، أن نحو 92% من المهاجرين الذين دخلوا اليمن هذا العام، كانوا من حملة الجنسية الإثيوبية بينما البقية من الصومال.وأكد ميلمان، أن قرابة 20% من المهاجرين من القُصر "والعديد منهم غير مصحوبين" ببالغين.ولدى سؤاله عن سبب زيادة أعداد الواصلين بشكل كبير رغم تردي الأوضاع في اليمن، قال إنه يبدو أن المهربين يستغلون النزاع والعنف "لتسويق" البلد نقطة عبور.وأوضح، أن المهربين يعدون المهاجرين بتوفير ممر سهل باعتبار أن السلطات "منشغلة بالاضطرابات الأهلية.. ما يمنعها من مراقبة الحدود بشكل جيد".وقال: "بالطبع فور وصولهم إلى هناك، يختلف الوضع.. فهناك حقول ألغام عليهم عبورها وتبادل لإطلاق النار".وعجزت المنظمة الدولية عن تقديم أرقام عن المهاجرين الذين قضوا وهم يحاولون العبور من اليمن، لكن ميلمان أكد 156 وفاة في البحر هذا العام، في عدة ممرات بحرية مؤدية إلى اليمن.وأوضح "لا شك في أنه لا يُبلغ عن جميع الوفيات".وأكد أن أزمة الهجرة في اليمن تعد أمراً "طارئاً" على نطاق يفوق معظم حركات الهجرة الكبيرة في العالم.وقال إن 150 ألف مهاجر يعني أنه "أكبر بعشرات الآلاف من التوقعات لإجمالي الهجرة البحرية غير الشرعية عبر المتوسط هذا العام".وفي مسعى للتعاطي مع المشكلة، أفادت منظمة الهجرة الدولية، بأنها ستعقد مؤتمراً في جيبوتي يضم 7 دول، هي جيبوتي ومصر، وإثيوبيا، والسعودية، والكويت، والصومال، واليمن، لضمان تحسين إدارة تدفق الهجرة بشكل عاجل إلى اليمن ودول الخليج.
مشاركة :