ركزت المليشيات الحوثية تشديد قبضتها منذ أن استولت على السلطة على الجامعات اليمنية، وأصبحت تشكِّل خطرًا كبيرًا على تغير مفاهيم وعقيدة أهل اليمن؛ وذلك باستبدالها بعقيدة الشيعة؛ إذ طردت الأكاديميين وشردتهم، ومنهم من تم إيداعه في السجون، وأصدرت بحقهم قرارات تعسفية، وتم طرد مئات الأكاديميين والموظفين الذين يخالفون توجيهاتهم وأفكارهم، منهم 800 أكاديمي من جامعة صنعاء خلال هذا العام، و1567 أكاديميًّا من جامعات أخرى. وقد فرضت المليشيات الحوثية على الجامعات تدريس كتب الهالك حسين بدر الدين الحوثي الطائفية. وقد أوضحت الحكومة الشرعية أن هذه القرارات تشكل كارثة على المجتمع اليمني، وفي حق التعليم الجامعي، وتحويل هذه الأماكن التعليمية إلى قنابل مفخخة في وجه مستقبل أبناء اليمن. داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى الوقوف في وجه هذه المليشيات التي تقمع الشعب في أماكن سيطرتهم بالحديد والنار، وتزج بهم في السجون. وهذه من تصرفات الحركة الإرهابية من تهديد أمن المواطن. مؤكدة أن الدولة اليمنية - بالتعاون مع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن - لن تسمح لهذه المليشيات بأن تغير مذهب أهل اليمن، وتغيير عاداتهم وتقاليدهم العربية، وسيتم معاقبة مرتكبي هذه الجرائم في حق الشعب اليمني الذي يعيش مأساة في التعليم. من جهة أخرى، رضخت مليشيا الحوثي الانقلابية للأمر الواقع، وسمحت لجرحاها المقاتلين بالصعود للطائرة الخاصة بنقلهم بعد تهديدات أطلقها المبعوث الأممي للمليشيا على خلفية عرقلتها سفر الجرحى ومرافقيهم في مسعى منها لعرقلة مشاورات السلام المزمع عقدها خلال الأيام القادمة في السويد. وقالت مصادر مطلعة إن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وجّه تهديدًا شديد اللهجة لقيادات مليشيا الحوثي الذين أصروا على استبدال جرحى من أبناء القبائل سبق اعتماد أسمائهم بجرحى آخرين من أقرباء عبدالملك الحوثي وقيادات حوثية أخرى. وعلى إثر ذلك تأخرت طائرة نقل الجرحى عن الإقلاع إلى العاصمة العمانية مسقط. وسعت مليشيا الحوثي من خلال تلك الخطوة إلى إفشال مشاورات السلام كالمرات السابقة بحجج واهية، إلا أن ذرائعها قوبلت هذه المرة بحزم من قِبل المبعوث الأممي، بحسب المصادر التي لم تكشف عن فحوى ردة فعل الأممي، واكتفت بالإشارة إلى أنه وجّه تهديدًا شديد اللهجة، خضعت بعده المليشيا، وسمحت بإقلاع الطائرة. وأكدت مصادر ملاحية في مطار صنعاء أن الطائرة الأممية التي تقل جرحى من مقاتلي مليشيا الحوثي غادرت المطار متوجهة إلى مسقط. وتقل الطائرة 50 جريحًا، ومثلهم مرافقون، و3 أطباء يمنيين وطبيب من طرف الأمم المتحدة. وقال مراقبون إن مليشيا التي عُرفت بنكثها العهود والاتفاقات استمرأت هذه العادة السيئة، لكنها في نهاية الأمر تخضع للقوة، ولا تفهم إلا لغة التهديد. وأضافت المصادر بأن المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي وصل قبل ساعات إلى مطار صنعاء أبدى استياءه من عدم إيفاء المليشيا الحوثية بعهودها، معتبرًا أن مماطلة الحوثيين في نقل الجرحى تأتي في سياق تهربهم من حضور مشاورات السلام في السويد، كما سبق لهم فعل ذلك عندما عطلوا مشاورات جنيف الأخيرة. وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن في وقت مبكر من صباح الاثنين تسهيله عملية نقل جرحى الحوثيين مع مرافقيهم إلى مسقط اليوم عبر طائرة الأمم المتحدة بطلب من المبعوث الأممي، وبتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية. وقال ناطق التحالف العقيد تركي المالكي إن طائرة أممية، ستصل الاثنين إلى مطار صنعاء لإخلاء الجرحى، يرافقهم 50 مرافقًا و3 أطباء يمنيين، وطبيب يتبع للأمم المتحدة، وذلك من صنعاء إلى مسقط.
مشاركة :