القاهرة: وليد عبد الرحمن في محاولات وصفها مراقبون بأنها استكمال للتصعيد الذي أعلنت عنه جماعة الإخوان المسلمين في ذكري ثورة 25 يناير، شهدت ربوع مصر في جمعة الإصرار والتحدي أمس، انفجارات وحرائق متعددة بعبوات ناسفة بدائية، لكنها لم تسفر عن خسائر بشرية أو مادية جسيمة. وقالت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش أغلق محيط وزارة الدفاع وميادين رئيسية بالقاهرة، بينما تواصلت المصادمات بين قوات الأمن وعناصر الإخوان في ضاحية المطرية (شرق القاهرة)»، مضيفة: «تصدينا لاستهداف كبير لمترو أنفاق القاهرة شرق العاصمة عقب زرع عدد من العبوات الناسفة في محطة مترو عزبة النخل»، مؤكدة أن «العبوات البدائية والهيكلية التي انتشرت أمس، هدفها ترويع المواطنين وإظهار ضعف سيطرة الأمن». وأضافت المصادر أن «شوارع وميادين العاصمة المصرية خاصة رابعة العدوية والتحرير ونهضة مصر مؤمنة بشكل كامل.. وهناك انتشار أمنى مكثف على المصالح والمنشآت الحكومية والأماكن العامة والخاصة». ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) من العام قبل الماضي، يتظاهر مؤيدو جماعة الإخوان، التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا، في عدة مدن وقرى مصرية أيام الجمع من كل أسبوع؛ لكن هذه المظاهرات ارتفعت وتيرتها منذ الأحد الماضي (ذكري ثورة يناير)، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. وشهدت البلاد سلسلة انفجارات في أماكن متفرقة نفذتها الجماعات الإرهابية بواسطة أفراد أمس، بدأت التفجيرات بانفجار عبوة بدائية بجوار إحدى محولات الكهرباء في بورسعيد، وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، إن «العبوة أسفرت عن مقتل من زرعها وهو طالب ومن العناصر الإخوانية النشطة». كما تمكن خبراء المفرقعات بالجيزة من إبطال مفعول 3 عبوات ناسفة بجوار غرفة غاز بمحطة المطبعة بشارع فيصل، كما اندلعت اشتباكات بين أهالي حي فيصل بمحافظة الجيزة ومتظاهرين مؤيدين لجماعة الإخوان، عطلوا حركة المرور في الشارع الرئيسي، وطارد الأهالي المتظاهرين في الشوارع الجانبية، وتدخلت قوات الأمن بين الطرفين، ورد أنصار الإخوان بالحجارة وزجاجات المولوتوف، فيما قطع عناصر الإخوان الطريق الدائري بمنطقة صفط اللبن وأشعلوا النيران بإطارات السيارات. وتمكنت السلطات الأمنية من تفريق تجمع من أنصار الإخوان في منطقة حلوان (جنوب القاهرة) بواسطة قنابل الغاز، وذلك عقب الانتهاء من صلاة الجمعة. وفي حي المطرية، تجددت المصادمات بين أفراد الأمن وعناصر جماعة الإخوان، بعد قطع عناصر الإخوان شارعي الترولي والحرية المتفرعين من شارع التعاون بمنطقة المطرية، وقاموا بإشعال النار في إطارات السيارات. وقال مصدر أمني في قسم شرطة المطرية – فضل عدم تعريفه - إن «قوات مكافحة الشغب بالقاهرة تمكنت أمس، من التصدي لمحاولات الإخوان التظاهر مجددا في ميدان المطرية». وشهدت القاهرة أحداثا دامية في منطقتي عين شمس والمطرية خلال الذكرى الرابعة للثورة. في السياق نفسه، قالت مصادر مصرية مسؤولة، إنه «تم تأمين محطات مترو الأنفاق والقطارات أمس، بالتزام أقصى درجات الحذر واليقظة لحماية الأرواح، وتم نشر قوات مدعمة بخبراء المفرقعات وفرق قتالية وعناصر الشرطة السرية في محطات المترو لتأمينها من أية أعمال عنف». وأوضحت المصادر: «تصدينا لاستهداف كبير لمترو أنفاق القاهرة شرق العاصمة عقب زرع عدد من العبوات الناسفة في محطة مترو عزبة النخل»، لافتة إلى أنه تم تحويل حركة قطارات الخط الأول (المرج – حلوان) وإغلاق 4 محطات هي المرج الجديدة والمرج وعزبة النخل وعين شمس لمدة ساعات، حتى تم تفكيك العبوات الناسفة. وفي القليوبية، أصيب 4 أشخاص إثر انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع بجوار سور مجلس مدينة الخانكة. وفي بني سويف، أحرق مجهولون سيارتين لضابطين في الأمن المركزي ومباحث مديرية الأمن في حي الزهور، بعدما ألقوا مواد مشتعلة على السيارتين ووضعوا إطارات كاوتشوك أسفلهما. وفي الإسكندرية، انفجرت قنبلة في قوة أمنية في منطقة المكس غرب الإسكندرية مما أسفر عن إصابة 2 من أفراد القوة الشرطية، كما أصيب ضابط شرطة في استهداف غرب الإسكندرية. وتحاول السلطات الأمنية في البلاد التصدي لمحاولات الجماعات الإرهابية إرهاق الأمن بتفجير عبوات بدائية. وأضافت المصادر المصرية المسؤولة نفسها، أن «أجهزة الأمن كثفت من وجود قواتها المعززة بمجموعات الانتشار السريع والفرق القتالية، في محيط جميع السجون، وأقسام الشرطة والسفارات، تحسبا لاستهدافها أو اندلاع أعمال شغب من جانب جماعة الإخوان، ونشرت مجموعات قتالية في محيط محطات المياه والكهرباء، لمواجهة أي محاولات لارتكاب أعمال تخريب». في السياق نفسه، تواصل وزارة الداخلية حملتها لضبط عناصر الإخوان المتهمين في أحداث عنف وشغب، وكذا ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، وتمكنت أجهزة الأمن في محافظة المنوفية من ضبط 5 أشخاص من المنتمين لجماعة الإخوان كونوا خلية إرهابية لاستهداف رجال الشرطة، وأكدت التحقيقات الأولية أن «المتهمين كونوا خلية إرهابية لتمويل المظاهرات المناهضة للدولة، ورصد تحركات رجال شرطة وشخصيات عامة، تمهيدا لقتلهم»
مشاركة :