وقّعت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، اليوم، خمس اتفاقيات لتسويق عدد من منتجاتها البحثية وبراءات الاختراع مع أربع شركات عالمية ومحلية. ويمثل هذا الحدث علامة بارزة في تاريخ الجامعة ويشهد على انطلاق المرحلة الثانية من استراتيجية الابتكار في الجامعة المتمثلة في تتجير وتسويق التقنيات التي أنتجتها الجامعة وتحويلها إلى مخرجات اقتصادية ومنتجات تقنية. ورعى حفل التوقيع، الذي أقيم في مبنى مركز الابتكار في وادي الظهران، مدير الجامعة المكلف الدكتور سهل بن نشأت عبدالجواد وكبار مسؤولي الشركات الموقعة للاتفاقية وهي "شركة يوكوجاوا، شركة ساس للخدمات البيئية، المصنع الوطني الحديث للبتروكيماويات، وشركة بتروجستكس". كما حضر حفل التوقيع مسؤولو شركات واحة العلوم في وادي الظهران وقيادات من شركة أرامكو السعودية. وقال "عبدالجواد": توقيع اتفاقيات تسويق التكنولوجيا مع شركائنا الصناعيين هو جزء من استراتيجية طويلة الأجل للتنمية الاقتصادية شرعت فيها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في عام 2006، وتهدف إلى تطوير منظومة نموذجية يحتذى بها في مجال التنمية الاقتصادية القائمة على تحويل مخرجات الجامعة البحثية وبراءات اختراعاتها إلى مخرجات اقتصادية ومنتجات تقنية. وأضاف: كل مشروع تجاري جديد للتكنولوجيا يحمل اسم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، سواء مع شركات محلية أو عالمية، هو خطوة أخرى نحو اقتصاد سعودي أكثر تنوعاً تكون المعرفة إحدى روافده المهمة. من جانبه، أكد وكيل الجامعة للأبحاث التطبيقية الدكتور ناصر العقيلي أن الكثير من اختراعات الجامعة ومخرجاتها لها تطبيقات صناعية، ويمكن تنفيذها وتسويقها، وهو ما سيسهم في توطين التكنولوجيا في المملكة في مجالات مهمة. وذكر أن ذلك يعد هدفا رئيساً لكل من برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030. وقال "العقيلي": للشركاء الصناعيين دور أساسي في التحقق من الأثر الاقتصادي للتقنيات الناشئة عن الأبحاث الجامعية، لذلك فإن الجامعة تهتم دائماً بتطوير وتفعيل الشراكات الاستراتيجية مع الشركات المحلية والدولية. وخلال الحفل، وقعت الجامعة اتفاقيات تطوير وتسويق تقنية محطة فصل الزيت عن الغاز - نظام دعم اتخاذ القرار "GOSP-ODSS" التي تعدّ بمثابة حل استشاري لعمليات تحسين ومراقبة الضغط في محطات فصل الزيت عن الغاز (GOSP) من أجل زيادة إيرادات المصنع. وتتعاون شركة يوكوجاوا العربية السعودية، وهي مورد رئيس لأنظمة التحكم في مصانع فصل الزيت عن الغاز في المملكة العربية السعودية، مع الجامعة لتطوير أداة استشارية ذكية توجه مشغلي المحطة إلى سيناريوهات التشغيل المثلى. ونظراً لأن المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، فإن تأثير أي تحسن طفيف سيؤدي إلى توفير ملايين الدولارات سنوياً. وتستخدم تقنية التحكم في تحسين الأداء "CPI" تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء صمام التحكم من أجل الحفاظ على جودة المنتج وزيادة إتاحة المصنع حتى وقت الصيانة الدورية التالية. ومن المتوقع توفير 2-3 ٪ من التكاليف الإجمالية التي كان ينفقها المصنع بدون التقنية بسبب الحاجة إلى إغلاقه، وصيانة الصمامات، ومعدل الرفض بسبب الجودة المنخفضة، وتوسيع عمر الصمام على المدى الطويل بالنسبة للمستخدم النهائي. وفيما يتعلق بتقنية التحكم في إنتاج المياه في آبار النفط والغاز، فإنه ومقابل كل برميل نفط منتَج عالمياً، يتم إنتاج ثلاثة براميل من الماء في المتوسط. وتصل التكلفة العالمية المتوقعة لمعالجة المياه المنتجة إلى ثمانية مليارات دولار بحلول عام 2019. ويساعد اختراع الجامعة، وهو عبارة عن تقنية جديدة، في الحد من عدد براميل المياه المنتجة لكل برميل من النفط المستخرج عندما يتم حقنها في الآبار، وتم اختبار التقنية على نطاق واسع في معامل الجامعة، وأظهرت النتائج تفوق التقنية عن المنتجات المنافسة. وستتضمن المرحلة التالية، بالتعاون مع الشركة التي حصلت على ترخيص الاستخدام التجاري من الجامعة، تجربة التقنية في معمل المستخدم النهائي قبل إجراء الاختبار الحقلي. وتم ترخيص التقنية للمصنع الوطني الحديث للكيماويات "MN-Chem"، وهي شركة محلية بنسبة 100٪ رائدة في إنتاج وتصنيع تقنيات الكيماويات النفطية. وبخصوص تقنية معالجة المخلفات غير المرغوب فيها المنتجة أثناء عمليات التنقيب وإنتاج النفط؛ فقد طورت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن منتجاً كيميائياً جديداً يسمح لشركات النفط بمعالجة بقايا مختلفة يتم إنتاجها أثناء عمليات الحفر والإنتاج للنفط والغاز. ويعد هذا المنتج فريداً من نوعه في طريقة عمله ويوفر حلاً يحسن بشكل كبير فوائد الصحة والسلامة البيئية. وقد قامت الجامعة بترخيص التقنية لشركة ساس للخدمات البيئية "SAS Environmental Services" وهي شركة مقرها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وتشتهر بمنتجات معالجة نفايات حقول البترول. وتعمل الشركة على دمج تقنياتها الدقيقة مع تقنية الجامعة من أجل توفير مزايا أكبر للقطاع ووضع معايير جديدة للأداء الصناعي. وفيما يخص تقنية كاسحات كبريتيد الهيدروجين، فقد ابتكرها باحثو الجامعة وهي عبارة عن مادة كيميائية مضافة لحقول النفط لتحد من غازات كبريتيد الهيدروجين السامة التي يتم إنتاجها عادة أثناء عمليات النفط والغاز. وتعد الصيغة الكيميائية المطورة حديثاً سهلة من حيث تصنيعها ولها تطبيقات واسعة النطاق في كل من قطاعي التنقيب والإنتاج في صناعة النفط. وقد قامت شركة بتروجيستكس Petrogistix""، وهي شركة سعودية تقدم خدمات وحلولاً مبتكرة لمشغلي النفط والغاز الإقليميين، بإبرام اتفاقية مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من أجل الاستغلال التجاري لبراءة الاختراع. ومن المتوقع أن يؤدي الاستخدام الناجح لهذه التكنولوجيا إلى تقليل تكاليف التشغيل والبنية التحتية الضخمة المطلوبة بنحو 200 مليون دولار أمريكي.
مشاركة :