أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن اسقاط قواعد الاشتباك مع اسرائيل، مؤكداً انها «لم تعد تعنينا ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين ومن حقنا في القانون الدولي ان نواجه العدوان أياً كان وفي أي زمان وأي مكان وكيفما كان». وشهدت بيروت أمس تحركاً لافتاً للسفيرين الأميركي دايفيد هيل والفرنسي باتريس باولي، الذي نقل الى وزير الخارجية جبران باسيل رسالة عاجلة من حكومة بلاده. وقال نصرالله في كلمة ألقاها عصر أمس في ذكرى سقوط كوادر الحزب الستة والجنرال في الحرس الثوري الإيراني محمد علي الله دادي في الغارة الاسرائيلية على منطقة القنيطرة السورية في 18 الجاري، وبعد يومين من العملية الثأرية التي نفذها الحزب في مزارع شبعا: «لا نريد الحرب لكن لا نخشاها... وسنواجهها إن فرضت علينا». (المزيد) وتحدث نصرالله في مهرجان تأبيني أقيم في ضاحية بيروت الجنوبية، من خلال شاشة كبيرة، في حضور رئيس لجنة الأمن والخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، الذي زار كبار المسؤولين اللبنانيين. وسُمع اطلاق نار كثيف في الهواء قبيل ظهور نصرالله وبعد فراغه من إلقاء كلمته في بيروت والضاحية. ووجه نصرالله كلامه إلى «الاسرائيلي الذي يجب أن يفهم ان هذه المقاومة غير مردوعة، هي حكيمة، وهناك فرق بين الحكمة والخوف». كما هدد نصرالله اسرائيل بأنها «إذا اغتالت من الآن فصاعداً أياً من كوادر حزب الله فسنحملها المسؤولية وسنرد في أي زمان وأي مكان بالطريقة التي نراها مناسبة». وإذ تحدث عن امتزاج الدم اللبناني والدم الإيراني في القنيطرة، شبَّه اغتيال كوادر الحزب فيها والجنرال الإيراني، بعملية اغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي في الجنوب بصاروخ عام 1995، واعتبر ان «الاسرائيلي افترض ان حزب الله سيبلع العملية، لكن المفاجأة الأولى جاءته من أن الحزب أعلن عن تعرض مجموعته لغارة وأصبح القاتل مرتبكاً والمقتول غير مرتبك وواضحاً». ورد نصرالله على التأويلات بأن ايران ستتصل لتقول إنها في مفاوضات على ملفها النووي «ولا تخربوا علينا»، وأن «القيادة في سورية ستقول لنا إذ لديها أولويات»، مؤكداً انه «لم تحصل اتصالات من أي منهما ولا أحد من المحبين يرضى أن تسفك دماؤنا ونحن نتفرج». ودعا الى الإقلاع عن «سمفونية الملف النووي الإيراني هذه»، مؤكداً ان «لا شيء في لبنان له علاقة به، لا رئاسة الجمهورية ولا رد المقاومة. ايران تحترم مواقفنا». وأضاف: «منذ الساعات الأولى (لعملية القنيطرة) كان قرارنا أنه يجب أن نرد ولم يكن هناك من تردد واعتبرنا أن الأمر يستحق التضحية ولو ذهبت الأمور الى النهايات، وبنينا على أسوأ الاحتمالات وأخذنا مجموعة من الإجراءات، وهذا ما فهمه الإسرائيلي منذ يوم الأحد الماضي، لأنه يراقب ويتنصت... وربما هذه من بركات الجواسيس...». وقال: «قتلونا في وضح النهار وقتلناهم في وضح النهار»، معدداً الفوارق بين عمليتي القنيطرة ومزارع شبعا. وكان بروجردي أكد في تصريحاته خلال جولته على المسؤولين، اهتمام طهران بالاستقرار والأمن في لبنان وبتحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية. وتقدمت الخارجية اللبنانية أمس بشكوى الى مجلس الأمن ضد اسرائيل، مطالبة بإدانة قصفها لبنان (إثر عملية الحزب) وانتهاكها سيادته وقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701.
مشاركة :