خلصت دراسة أمريكية إلى أن الفتيات اللاتي يتعرضن لمواد كيماوية يشيع استخدامها في معجون الأسنان ومستحضرات التجميل والصابون وغيرها من منتجات العناية الشخصية، ربما يبلغن قبل نظيراتهن ممن لا يتعرضن لمثل هذه المواد. وأوضح باحثون في دورية "هيومن ريبرودكشن"، أن دراسات أجريت على الحيوانات ربطت بين البلوغ المبكر ومواد كيماوية عديدة ومن بينها الفثالات التي توجد عادة في منتجات لها رائحة كالعطور والصابون والشامبو، وكذلك مادة البارابين التي تستخدم كمواد حافظة في مساحيق التجميل، ومادة الترايكلوسان، وفقاً لـ"رويترز". ورغم توصل العلماء إلى أن هذه المواد تؤثر على الهرمونات الجنسية وموعد البلوغ، إلا أن دراسات قليلة استكشفت هذه العلاقة في البشر. من ناحيتها أفادت كيم هارلي كبيرة الباحثين في الدراسة، وهي مديرة مساعدة لمركز الأبحاث البيئية وصحة الأطفال بجامعة كاليفورنيا في بيركلي؛ بأن مواد الفثالات والبرابين والترايكلوسان غير محظور استخدامها في منتجات العناية الشخصية ، وليس ثمة دليل قوي على أنها تضر بصحة البشر. وأضافت أن النتائج الأخيرة تضيف إلى الأدلة المتزايدة التي توصلت إليها دراسات علمية على أن هذه المواد يمكن أن تسبب خللا في الهرمونات الطبيعية في الجسم كالإستروجين وتؤثر عليها. ولفتت إلى أن اكتشاف الصلة بينها وبين البلوغ المبكر لدى الفتيات يثير القلق، لكن إذا أرادت السيدات الحد من تعرضهن لهذه الكيماويات فهناك خطوات يمكنهن اتخاذها. ولإجراء الدراسة، تتبع الباحثون 338 طفلاً من الولادة حتى المراهقة، وحللوا بول الأمهات خلال الحمل وأجروا مقابلات معهن لسؤالهن عن احتمالات تعرضهن للمواد الكيماوية، وبعد ذلك حلل الباحثون بول الأطفال لرصد التعرض للمواد الكيماوية عند سن التاسعة وفحصوا الأطفال لرصد أي إشارات على البلوغ كل تسعة أشهر بين سن 9 و13 عاما. وأظهر أكثر من 90 في المئة من عينات بول الأطفال تركيزات لكل المواد الكيماوية التي يمكن أن تحدث تغييرات هرمونية.
مشاركة :