مثقفون ومثقفات سعوديون: دعم الملك سلمان يمتد من همّه الوطني والثقافي

  • 1/31/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

جدد الأمر الملكي بتعيين الدكتور عادل الطريفي وزيراً للثقافة والإعلام الأمل في نفوس الكثير من المثقفين، في أن تستعيد الثقافة وهجها وحيويتها. وأكد مثقفون في استطلاع لـ«الحياة» حاجة الثقافة في السعودية إلى قيادة شابة وطاقة فتية، لفتح آفاق جديدة تليق بالمثقف السعودي وما يخلّف من إبداع متنوع يشمل المجالات كافة. وعبّر هؤلاء المثقفين عن امتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على دعم الثقافة وأهلها في المملكة، والمتمثل في صرف مبلغ 10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي، موضّحين أن هذا الدعم من شأنه أن يُوظف لخدمة الأدب والثقافة. وتمنّى مدير إدارة الأندية الأدبية الدكتور أحمد قران الزهراني على الأندية الأدبية «تخصيص جزء منه في استثمارات تُدر دخلاً مستمراً عليها»، مشيراً إلى أنه «دعم جاء في وقته فكما هو معروف أن الأندية الأدبية تحتاج لهذا الدعم، خصوصاً أن الدعم السابق من الملك عبدالله، تم صرفه من معظم الأندية في إنشاء مقرات لها فضلاً عن أن لكل نادٍ أدبي خطته وأنشطته، وبالتالي فهذا الدعم سيكون في خدمة المثقف»، معدداً بعض النتائج الإيجابية لهذا المورد الجديد على الثقافة السعودية. وقال الزهراني: «جاء الدعم للأندية الأدبية ليؤكد أن مرحلة ثقافية جديدة ستبدأ وأن هذا الدعم يدل على الاهتمام بالثقافة والمثقفين في المرحلة المقبلة، ولهذا أتطلع أن يهتم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي بالجانب الثقافي داخلياً وخارجياً، حتى نستطيع أن نعكس الصورة الحقيقية التي وصلت الثقافة السعودية إليها المبنية على أصالة ثقافية تاريخية»، مؤكداً أنه سيعمل «مع الأصدقاء في مجالس إدارات الأندية الأدبية للاستفادة القصوى من هذا الدعم وتوظيفه لصالح الثقافة والمثقفين، والسعي إلى استكمال وتطوير الأنشطة بأشكالها وتنوعاتها كافة». وتوقف الأديب حمد القاضي أن يشهد القطاعان الثقافي والإعلامي بتعيين وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عادل الطريفي، تطوراً كبيراً بما يحمله من تجربة عملية ناجحة في الشرق الأوسط وإدارته لـ«العربية». وقال رئيس نادي جازان الأدبي الشاعر حسن الصلهبي: «لا يخفى أبداً الدور المهم الذي تلعبه الثقافة في ترسيخ الخصوصية الحضارية وقيادتنا الرشيدة ممثلة في الملك سلمان وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، تدرك هذا الدور وتعززه بالوسائل كافة، ولذلك جاء هذا الأمر الكريم ضمن حزمة قرارات كلها تصب في خدمة الوطن والمواطن ومن هنا أصبحت المسؤولية على الأندية ومجالس إداراتها عظيمة جداً وليس أمامها إلا أن تحقق عملاً ثقافياً جديداً ومختلفاً ويعزز روح الانتماء والولاء لهذا الوطن، ويذكي روح التنافس بين الشبان لاحتواء قدراتهم ومواهبهم من خلال البرامج والأنشطة الثقافية». وأضاف أنهم في أدبي جازان يستقبلون هذا الدعم بـ«نظرة مشرقة للمستقبل لما يملكه النادي من رصيد مالي يتجاوز 19 مليوناً وعليه فإن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً نوعياً في طبيعة العمل الثقافي وفي مستوى الإصدارات ولكن تحقيق مثل هذه الأهداف يحتاج لتضافر الجهود بين مجلس الإدارة والجمعية العمومية ومثقفي ومثقفات جازان، للخروج برؤية جديدة للعمل الثقافي تخدم الأدباء الشبان وتكرّس الوحدة الوطنية»، وأكد الصلهبي أن مستقبلاً ثقافياً مختلفاً «يطل علينا اليوم وليس لأحد العذر في التقاعس أو التأخر عن الركب». في حين أكد رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله السلمي أنه: «حين يصدر مثل هذا الأمر فإن ذلك يأتي من منطلق الاهتمام بالثقافة والمثقفين والمثقفات، باعتبار هذه الأندية هي منارات ثقافية وفكرية تُسهم في نماء المجتمع ورفع مستواه الثقافي والفكري، وسيُسهم ذلك في تحقيق طموحات المثقفين والمثقفات من خلال المزيد من العطاءات الأدبية والفكرية والثقافية، فضلاً عن التواصل المستمر مع أصحاب الفكر والإبداع من خلال المنابر والفعاليات داخل أروقة الأندية، التي من شأنها أن ترفع ثقافة المجتمع والاهتمام أيضاً بالموهوبين والموهوبات في مجالات الأدب والثقافة ليصبحوا ذوي شأن في قادم الأيام، ويصبحوا لبنات في البناء الحقيقي للوطن». ولفت السلمي إلى أن هذا الدعم جاء بعد «استشعار حقيقي لدور هذه المؤسسات في الوقت الراهن كونها المؤسسة الثقافية الرائدة في بلورة البعد الفكري واحتواء كل التوجهات الثقافية»، مضيفاً أن ذلك سيُسهّل للنادي توسيع نشاطاته المتنوعة لتحقق رضا جميع الأطياف الثقافية، مع «توسيع دائرة نشاطاته لتشمل مساحة أوسع وصولاً إلى جميع المحافظات من خلال اللجان الثقافية، وكذلك تحقيق الدور الفاعل والمهم في الحراك الثقافي؛ ليسهم ويساعد في قيام الأندية بعملها الثقافي ودورها الريادي المنوط بها على أكمل وجه». وقال الكاتب الدكتور علي الرباعي: «الدكتور عادل الطريفي، وزير شاب ومثقف مهني وشخصية لها مهارات متميزة. إن الصورة جلية أمامه والقدرات متوافرة، وأثق أنه سيعمل من أول يوم فهو قليل الكلام وعاشق عمل، وهذا ما سيتجلّى في فعاليات وقرارات غير مسبوقة». ورأى المسرحي فهد الأسمري في هذا الدعم «محفزاً للمبدعين نحو توظيف إبداعاتهم في خدمة الوطن والمواطن، فمجالس الأندية الأدبية تتحمل مسؤوليات يستشعرها الملك، لذلك نتوقع أن يحظى الشباب بدعم مشاريعهم الإبداعية، في مختلف الأنشطة المعرفية والثقافية التي تقدمها تلك المؤسسات». ووصف الكاتب عبدالله الدوسي هذا الدعم بأنه «لحظة من لحظات مسيرة التنمية الثقافية في بلادنا التي يرعاها الملك سلمان باهتمامه وعطاءاته»، مؤكداً على ضرورة استثمار ذلك بـ«خطط استراتيجية عاجلة التنفيذ، سعياً إلى ترجمة رؤى الملك، كما أتمنى أن توظف الأندية هذه المكرمة في طباعة كتب ونتاج المثقفين والأدباء وبشكل أجمل وأسرع، إضافة إلى تكثيف الأنشطة الثقافية والمشاركات من داخل الوطن وخارجه، واستضافة كُتّاب وأدباء عرب، وعمل ملتقيات منظمة خاصة بالأدب والمهتمين به على مستوى المملكة والوطن العربي». وأوضحت الكاتبة فاطمة الغامدي حول هذا الشأن بقولها: «إن الدعم الماضي خلق نوعين من الأجواء في الأندية الأدبية، أولهما الاستفادة من في تطوير النادي، وإقامة الأمسيات والمهرجانات والإسهام في طباعة المجوعات الشعرية والقصصية وإقامة المسابقات ودعم الموهوبين، وخير مثال لذلك نادي الباحة الأدبي، أما ثاني أوجه ذلك الدعم فيتمثل في الاختلافات والخلافات والمشكلات التي تصاعدت رائحتها ولكن هناك من استطاع تجاوز هذه الخلافات والاختلافات ومضى يتقدم نحو إثبات الوجود والمنافسة». فيما أبدت عضو نادي جازان الأدبي خديجة ناجع تفاؤلها نوعاً ما بدعم الملك قائلة: «ليت مشاكلنا في النادي تكمن في المخصصات المالية» مشيرة إلى أنهم بحاجة إلى أندية مستقلة ثقافياً ومادياً، مطالبة باستقلال الأندية «من دون الخضوع ﻷي إملاءات أو تدخلات حتى يتم تفعيل اﻷنشطة، فنحن نريد إصلاحات في العمق، ونتمنى ألا تتكرر نفس المأساة الماضية للنادي لأنه لم يستفد النادي كثيراً من الدعم الماضي». وشددت على أهمية «دعم المثقفين للثقافة وأن ينبذوا الشللية والتكتلات، وكذا أهمية وجود إدارة قادرة على استغلال المرحلة وإدارة الجانب المالي على نحو مثالي وصحيح». وقال نائب رئيس نادي تبوك الأدبي الروائي عبدالرحمن العكيمي: «إن الدعم يجعل نادي تبوك الأدبي على محك جديد وتحدٍ جديد ومن الضروري أن تبدأ الأندية الأدبية باستثمار الدعم الجديد في الوصول إلى فئات الشباب، وكذلك تفعيل صندوق الأدباء الذين يحتاجون إلى وقفات خاصة. أيضا أرى ضرورة إطلاق مشاريع ثقافية جماهيرية تسهم في إعادة الحضور الجماهيري للأندية كما أتمنى إطلاق جوائز ثقافية أدبية ذات قيمة مادية عالية وتخصص للشباب المثقفين والمدونين وأصحاب المواهب جزء كبير فيها». وأضاف العكيمي أنه من المهم أن «يعاد النظر اليوم وبشكل عاجل في وضع لائحة الأندية الأدبية، التي يجب أن تكون مواكبة للمتغيرات، خصوصاً أن كل نادٍ أدبي لديه 10 ملايين جديدة. كما أتمنى أن تشمل اللائحة وضع مكافآت لأعضاء الجمعيات العمومية خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في حضور الاجتماعات». وعبّر مدير النشر في دار مدارك خالد العتيق عن تفاؤله بوزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عادل الطريفي، «متفائل جداً به. الدكتور عادل ابن الصحافة، له بصمة واضحة في مجلة المجلة، والشرق الأوسط وكان على هرم قناة العربية. الطريفي أحد أبرز الإداريين، دعمه للشباب واضح في أي مكان ينتقل إليه. أعلم أن ملف الإعلام في السعودية متعب ومرهق، وأتمنى له التوفيق والسداد». وتطلّع الشاعر محمد العطوي إلى وترى الكاتبة إلهام الجعفر أن وجود دعم يفترض أن يحقق جودة في أي مخرج اجتماعي وفردي، «إلا أن المشكلة ليست في وجوده بل في طريقة توزيعه واستغلال كل الفرص المتاحة لتفعيله في مكانه الصحيح. لهذا فإن تأثير وجود هذا الدعم لن يرفع من مستوى الخدمات المقدمة للمستفيد كون القائمين عليه لم يُبرزوا دوراً حقيقياً في الاستفادة منه». وعبرت الجعفر عن تطلعها إلى عهد جديد، وأن تكون هناك «جهات رقابية حازمة تتابع استفادة المثقفين».

مشاركة :