سفير كوريا الجنوبية لـ«القبس»: الكويت نموذج لنشر السلام

  • 12/5/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غنام الغنام – أكد سفير كوريا الجنوبية هونغ يونغ جي ان العلاقات الكورية ــ الكويتية تنطلق من روابط ثنائية قوية في كثير من المجالات منذ عام 1979. وكشف جي في لقاء خاص مع القبس أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يسير بشكل متزايد وسريع، حيث تجاوز 10 مليارات دولار في 2017. وبشأن مشاركة بلاده في «رؤية كويت 2035»، قال جي: إن الشركات الكورية تشارك في كثير من مشروعات البنية التحتية كشركاء مخلصين وفق الرؤية السامية لسمو امير البلاد «رؤية الكويت الجديدة 2035». وحول تقييم دور الكويت إقليمياً ودولياً، قال جي: إن الكويت ساهمت من خلال عضويتها في مجلس الأمن وتعزيز جهودها ودورها في إقرار السلام والأمن بشكل أكبر وأوضح، مردّدا في الوقت نفسه: إننا نقدر وندعم جهود الوساطة الكويتية للوصول الى حل للخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء: • كيف تصف العلاقات الثنائية بين كوريا والكويت؟ ــ مضى على وصولي إلى الكويت قرابة 6 أشهر، وحقيقة أدهشتني الديناميكية القوية التي تشهدها العلاقات الثنائية المثمرة بين البلدين؛ إذ بدأت العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1979. ومنذ ذلك الحين، بنى البلدان روابط ثنائية قوية في كثير من المجالات، بدأت بمشاركة شركات الإنشاء الكورية في المشروعات الإنشائية الكويتية في فترة السبعينات، وهذا مستمر حتى هذه اللحظة، ثم توسعت تلك العلاقات لتشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إن آفاق التعاون بين الدولتين في المرحلة الراهنة تنمو وتتسع في مجالات جديدة؛ كالصحة والطيران والطاقة المتجددة وفوق كل شيء، أشعر بالامتنان الشديد لاهتمام كثير من الشباب الكويتيين واستمتاعهم بالموسيقى والثقافة الكورية. زيارات متبادلة • ما الزيارات الأكثر أهمية بين البلدين؟ وهل هناك زيارات مرتقبة في المستقبل؟ ــ أعطت الزيارات المتبادلة بين مسؤولين رﻓﻴﻌﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮى من كلا البلدين دفعة كبيرة للعلاقات الثنائية، منها الزيارة المهمة لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك إلى كوريا في مايو 2016، وكذلك زيارة رئيس مجلس الأمة الكوري تشانغ سيه ساي كيون للكويت في أبريل 2017، تلبية لدعوة رسمية من نظيره الكويتي مرزوق الغانم الذي زار كوريا في مايو 2015. وفي أكتوبر من هذا العام قامت وزيرة الأراضي والبنية التحتية والنقل الكورية كيم هيون مي بزيارة الكويت. وأنا على يقين بأن علاقاتنا الثنائية ستشهد المزيد من التقدم بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا العام المقبل التي ستتخللها زيارات رفيعة المستويات. التبادل التجاري • ماذا عن التبادل التجاري بين البلدين؟ ــ عند إلقاء نظرة سريعة نجد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في تزايد بشكل سريع وملحوظ؛ فقد تجاوز 10 مليارات دولار في عام 2017. ويتضح مدى قوة التعاون الاقتصادي بين البلدين ومساهمة كل منهما في التطور الاقتصادي للآخر بشكل فعّال، عبر التعاون الثنائي الوثيق. وتعد كوريا أول وأكبر مستورد للنفط الخام من الكويت، في حين إن الكويت هي ثاني أكبر مصدر للنفط في كوريا، كما تعد الكويت ثالث أكبر سوق للإنشاءات للشركات الكورية التي شاركت العاملة منها في مجال الانشاء والهندسة في مشروعات التنمية الوطنية الرئيسية بالكويت منذ أوائل السبعينات، وأثبتت قدراتها وكفاءتها، ويمكن للمرء ان يلاحظ ذلك عند مشاهدة بعض الطرق والجسور والمناطق السكنية، وساعدت هذه الشراكة بين بلدينا جمهورية كوريا على تخطّي الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها عقب أزمة النفط خلال فترتَي السبعينات والثمانينات. جسر جابر • هل ستشارك كوريا في «رؤية كويت 2035»؟ ــ تشارك الشركات الكورية حتى هذا التاريخ وبكل فخر في كثير من مشروعات البنية التحتية في الكويت؛ مثل ميناء مبارك الكبير، وكذلك مشروع المصفاة الجديد، وذلك كشركاء مخلصين في بناء مستقبل مشرق للكويت، وفق الرؤية السامية لسمو الامير «رؤية الكويت الجديدة 2035». وتعمل شركات كورية حاليا على إنشاء مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد، الذي سيعد فور الانتهاء منه أحد أطول الجسور في العالم، وتشكّل مشروعات الطاقة المتجددة التي وردت في رؤية 2035 كبرنامج الطاقة الشمسية أحد المجالات الجديدة للتعاون بين البلدين، إضافة الى بعض المشروعات الرائدة في مجال الرعاية الصحية وتشييد المدن الذكية. مشروعات تقنية • ما المشروعات الأكثر أهمية التي تقوم بها شركات كورية في الكويت حالياً؟ ــ حرصت الشركات الكورية على الارتقاء بدورها وخدماتها من النواحي التكنولوجية والاقتصادية من أجل المشاركة في تطوير العديد من مشروعات البنية التحتية في الكويت، وتركز شركات الهندسة الكورية حالياً على مشروعات تكنولوجية معقدة ودقيقة كمصافي النفط الجديدة ومحطات الطاقة ومحطات معالجة المياه ومحطات الغاز الطبيعي المسال (LNG). وشهدت العلاقات بين البلدين خلال السنوات القليلة الماضية قفزة نوعية من خلال التعاون في مجال بناء المدن الذكية، حيث قامت مؤسسة الأراضي والإسكان الكورية LH بعمل التصميم التفصيلي لمدينة جنوب سعد العبدالله التي ستستوعب 30 ألف وحدة سكنية وتعد أول مدينة ذكية صديقة للبيئة في البلاد. تشغيل المطار • تقوم شركة إنشيون العالمية للمطارات حالياً بتشغيل وإدارة مبنى الركاب في مطار الكويت الدولي هل من خطط للمساهمة في تشغيل المزيد من مباني مطار الكويت الجديد، تحت الإنشاء؟ ــ يمكنني القول انه لا أحد يستطيع منافسة مؤسسة إنشيون العالمية الكورية في تشغيل المطارات. إذا سمحت الفرصة لأي مواطن كويتي بزيارة مطار إنشيون الدولي، فسيلاحظ الخدمات السهلة والمرنة المقدمة للركاب وسيستمتع بالتسوق في أفضل سوق حرة في العالم. يتربع مطار إنشيون الدولي على المركز الأول في تقييم الخدمة في العالم للسنة الـ12 على التوالي، ولهذا السبب اختيرت مؤسسة إنشيون العالمية الكورية لتشغيل مبنى الركاب رقم 4 (T4) في مطار الكويت الدولي. وستسعى الشركة لبذل قصارى جهدها لتحسين أداء النقل الجوي والارتقاء بخدمات مبنى T4 بهدف المساهمة في تحقيق أهداف «رؤية الكويت 2035». وبالطبع عندما تنجح الشركة في تحقيق نتائج إيجابية في المستقبل، سيمنحها ذلك فرصة للمشاركة في تشغيل مباني ركاب اخرى. تعاون ثقافي • ماذا عن التبادل الثقافي بين البلدين والخطط المستقبلية لتطويره؟ ــ تعد الفعاليات الثقافية أمثلة جيدة على تبادل القيم الحضارية والثقافية بين الشعوب. قامت سفارتنا بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة والناجحة على مدار السنوات القليلة الماضية لاقت جميعها حضورا لافتا نظراً لإعجاب عدد كبير من المواطنين الكويتيين بالموسيقى والثقافة الكورية. وأنا ممتن جداً لهم لدعمهم القوي لفعاليات السفارة. وقد زار الكويت حتى اليوم العديد من الفرق الفنية الكورية التي قدمت عروضاً رائعة، ومنها تلك العروض التي استمتع بها الشعب الكويتي في مهرجان قافلة الصداقة بين كوريا والعرب الحادي عشر، الذي أقيم في أكتوبر من هذا العام ولاقى نجاحاً منقطع النظير. وانا على ثقة من أن العلاقات الثقافية بيننا ستصبح أكثر توطدا وقرباً بمناسبة الذكرى الأربعين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العام المقبل، حيث تعتزم السفارة تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية مثل حفلة أغاني البوب الكورية، وعرض مشترك للأزياء الشعبية الكورية والكويتية وأسبوع الطعام الكوري. بلا تأشيرة • كم عدد السياح الكويتيين الذين زاروا كوريا؟ وما متطلبات التأشيرة لزيارتها؟ ــ في عام 2016، بلغ عدد السياح الكويتيين إلى كوريا حوالي 2100 شخص، وبلغ عددهم العام الماضي نحو 2800 شخص، ويتزايد الرقم عاما تلو الآخر. تزخر كوريا بالكثير من المعالم السياحية التقليدية والحديثة الجاذبة للسياح مثل القصور القديمة والمناظر الطبيعية الخلابة، ومراكز التسوق الحديثة للملابس العصرية ومستحضرات التجميل، وخدمات الرعاية الصحية العالية الجودة والأنشطة الثقافية التي تشمل أغاني البوب الكورية. ويستطيع المواطن الكويتي السفر الى كوريا من دون تأشيرة ويمكنه الاقامة فيها مدة 90 يوما. دور دولي • كيف يمكن لك أن تقيّم دور الكويت إقليمياً ودولياً؟ وكيف ترى عضويتها في الأمم المتحدة؟ ــ إن الكويت من الدول المحبة للسلام، وهي تسعى جاهدة لتحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وساهمت عضويتها الحالية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تعزيز جهودها ودورها في إقرار السلام والأمن بشكل أكبر واوضح. وعلى الأخص اشتهرت الكويت بدعمها للقيم الإنسانية، ومنحت منظمة الأمم المتحدة سمو الأمير لقب قائد للعمل الإنساني. ولعبت الكويت دوراً رائداً في العمل الإنساني بالشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وأنا شخصياً أقدر مساهمات ومشاركات حكومة الكويت في هذا المجال. الجهود الدبلوماسية • ما موقف كوريا الجنوبية من قضايا الشرق الأوسط، وبصفة خاصة الأزمة الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجي؟ هل تدعم جهود وساطة الكويت في حل هذه الأزمة؟ ــ ان أمن واستقرار الشرق الأوسط أمر في غاية الأهمية للمجتمع الدولي بأكمله، وتأمل حكومتنا في حل أزمة دول مجلس التعاون بطرق ودية من خلال الحوار والجهود الدبلوماسية بين الأطراف المعنية، وفي ضوء ذلك، فإننا نقدر وندعم جهود الوساطة الكويتية للوصول الى حل للخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي. شعب حكيم حول انطباعه عن الكويت والمجتمع الكويتي، قال السفير هونغ يونغ جي ان الكويت فعلاً دولة رائعة لديها عادات وتقاليد جميلة مثل حب السلام والتسامح والانفتاح على الآخرين والثقافات الاخرى، وأعجبت كثيرا برؤيتها التنموية التي تتجسد في الرؤية السامية «كويت جديدة 2035»، كما أنني وجدت خلال التقائي بالعديد من أفراد الشعب الكويتي خاصة في الديوانيات أنهم شعب حكيم وطيب ومتفتح، وهناك عادات مشتركة بين شعب الكويت وكوريا مثل الاحترام الشديد للأسرة وكبار السن. 2500 كوري في الكويت بشأن عدد أبناء الجالية الكورية في الكويت وأهم المشكلات التي تواجههم، قال جي يعيش حاليا نحو 2500 مواطن كورى في الكويت، عدد كبير منهم أقام فيها منذ السبعينات ويعمل معظمهم في الشركات الإنشائية والهندسية والتجارية، وشهدت السنوات الماضية قدوم العديد من الشباب الكوريين الى الكويت للعمل في عدة مجالات كالملاحة والتمويل والاستشارات والعلاج الطبي، والجالية الكورية تحترم القوانين والعادات الكويتية ولا توجد مشاكل كبيرة تواجههم. سلامٌ دائم وعلاقات بين الكوريتين سألت القبس السفير هونغ يونغ جي عن آخر التطورات الخاصة بالتسوية بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، فرد قائلا: شهد العام الجاري الكثير من التطورات في شبه الجزيرة الكورية، وبالتأكيد هناك تغييرات مذهلة ونحن نشهد صناعة التاريخ. ففي العام الماضي تصاعدت حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية، وكان هناك حديث عن خيارات عسكرية لمواجهة الأعمال الاستفزازية المتكررة لكوريا الشمالية من استخدام الصواريخ البالستية والنووية، ولكن الآن وبعد عقد ثلاثة اجتماعات قمة بينهما، يبذل الجانبان جهوداً حثيثة لتطبيق الاتفاقات التي توصلا اليها خلال اجتماعات القمة كمواصلة المحادثات حول العديد من القضايا مثل الغابات والأمور العسكرية والرياضية والطبية والصحة العامة، وستواصل حكومة جمهورية كوريا جهودها نحو النزع الكامل للسلاح النووي وإقامة سلام دائم من خلال تطوير العلاقات الثنائية بين الكوريتين. أطول جسور العالم قال السفير جي ان جسر الشيخ جابر الأحمد سيصبح عند الانتهاء منه أحد أطول الجسور في العالم، وتشارك شركة هيونداي للإنشاءات الكورية في بناء هذا المشروع الضخم المتوقع الانتهاء منه في بداية العام المقبل، وأتوقع إقامة احتفالية بهذه المناسبة يشارك فيها وفد كوري رفيع المستوى.

مشاركة :