العجوز والبحر.. عم عبدالمنعم: الصيد علمني الصبر

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يمضى أربعون يومًا ولم يظفر بسمكة واحدة، كل يوم كأنه الأخير فى عمره، يصارع الموت بالصيد، يهرب من فراغ حياته بعد أن خلى منها العمل والأسرة والأصدقاء، يطارده شاب كان طائشا غاضبا عصبيا، جمح كباح جواده صبر الشيبة.«عم عبدالمنعم» كهل أتم عامه الـ٦٢ على ضفاف النيل، تزوج ولم يرزقه الله بأولاد، ماتت زوجته وظل وحيدًا، آنسه عمله بالجامعة الأمريكية حتى خروجه على المعاش خالى الوفاض إلا من ٧٠٠ جنيه شهريا، لا تعينه على متطلبات حياته من مسكن وملبس وعلاج، فاتخذ «الصيد» وسيلة للقمة عيشه ومؤنسا لوحدته.يقول عبد المنعم: «ككل شىء فى الحياة عاندنى السمك أياما وشهورا حتى وجدت صيغة تفاهم بيننا، وكأنه قال لى فدوى مقابل سقوطى فى شبكتك هو الصبر.. فتعلمته».. الصيد عشان أتعلم الصبر.. ويتابع: «الصيد يحتاج إلى الصبر فعلى سبيل المثال عند قيامى بالصيد تتشابك الخيوط، وتحتاج لوقت كبير حتى يتم حلها من جديد وإن لم يكن الصياد يمتلك صفة الصبر والتحمل قد تتسبب الأسماك فى قطع الخيوط».ويحكى أنه يظل بالأيام دون أن يرزق بسمكة واحدة لكنه الأسبوع الماضى رزق بأكبر سمكة منذ ممارسته للصيد وقام باصطيادها بعد رحلة عذاب، حيث كادت السمكة أن تقطع الخيوط وتفر هاربة لولا صراعه معها الذى كان على وشك أن تفلت منه سنارته، سمكة حجمها تقدر بطول ذراعه، يصف الصراع بينه وبينها كأنها قصة ملحمية.. وعن أغرب موقف قابله، يروى أن أحد الرجال كان يتنزه على النيل فى منطقة الوراق، فطلب من الكهل أن يقف معه يصطاد معه كمساعدة له لأنه رجل كهل، ولحسن حظه شبكت سنارته بإحدى الأسماك الكبيرة فطمع بها الرجل وصمم على أخذها بدعوى أن حماته فى المنزل وهى تحب الأسماك، فقدمها له كهدية قائلا له: «علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن قلبي».علمه الصيد القدرة على مواجهة غضبه لأنه كان فى شبابه سريع الغضب والخلاف مع الجميع حيث يشير إلى تعرضه لمضايقات كثير من المارة أثناء صيده، ولكن تعلم الصبر على كل شىء.

مشاركة :