خوف الدول الخليجية -وفي مقدمتهم البحرين- من العقلية التدميرية التي تتملك النظام الإيراني له أسبابه، بل إن ذلك الخوف بلغ الكثير من الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وهي الدول التي ترزح حالياً تحت الوصاية الإيرانية، حتى الدول ذات المصالح المتقاطعة مع الدول العربية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أصبحت على قناعة تامة بخطورة ذلك النظام على السلم العالمي. النظام الإيراني سار خلال السنين الأربعين الماضية على مسارين، الأول هو التحشيد للمذهب والاصطفاف الطائفي حتى جعل نفسه وصياً على أتباع المذهب الشيعي في العالم، وهو الأمر الذي دفعه للتدخل في الكثير من دول العالم بوصفه الوصي عليهم رغم أنهم رعايا ومواطني دول خارج الإقليم الإيراني. الأمر الآخر هو التسلح الإيراني، فخلال السنوات الماضية قامت إيران بتطوير منظومتها العسكرية من صناعة الأسلحة والصورايخ، وتخصيب اليورانيوم، بل وقامت بتزويد الميليشيات التابعة لها بأحدث الأسلحة والصواريخ، مثل حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية والأحزاب العراقية الموالية لإيران. وفي تقرير مفصل للسيد براين هوك الممثل الشخصي للولايات المتحدة الأمريكية لإيران وكبير المستشارين السياسيين لوزير الخارجية في قاعدة عسكرية بمدينة واشنطن أثناء عرض عتاد عسكري ايراني، لقد عرض الدور التخريبي الذي تقوم به إيران لزعزعة أمن وإستقرار دول المنطقة، ودعمها ومساندتها للجماعات والمليشيات المسلحة في البحرين والكثير من الدول العربية، من فتح المعسكرات، وتدريب الجماعات الإرهابية على الأعمال العنيفة والإجرامية، وتزويدهم بالأسلحة والمتفجرات والأموال، وتسخير الكثير من المنصات الإعلامية مثل القنوات الفضائية ومراكز التواصل الاجتماعية لقلب الحقائق وتشويه الوقائع. إن التهديد الإيراني لدول المنطقة في تزايد مستمر، وهذا ما يشاهد من أسلحة وصواريخ إيرانية في أيدي حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية، وهو الأمر الذي يعتبر انتهاكاً واضحاً لقرارات الأمم المتحدة، وقد ذكرت السفيرة نيكي هالي المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن بشهر ديسمبر العام الماضي (2017م) بأن «النظام الإيراني تعمق في دعم المقاتلين الحوثيين وللأنشطة الإرهابية في جميع أنحاء العالم، كما استمرت جهوده لتقويض الاستقرار الإقليمي»، فقد استمر النظام الإيراني في دعم الجماعات الإرهابية، ووضع مزيد من الأسلحة في أيدي المزيد من وكلائها! لقد عرض السيد براين هوك الأسلحة والصواريخ الإيرانية التي تستهدف دول المنطقة لزعزعة أمنها، فذلك العتاد يكشف عن ممارسات النظام الإيراني الذي يعمل خارج القانون فيصدر الأسلحة لمن يشاء رغم القيود المفروضة عليه منذ العام 2006م بموجب قراري مجلس الأمن 1737 و1747، ومن تلك الصواريخ (صياد سي 2)، وهي التي كانت إيران تسلمها للحوثيين لاستهداف طائرات التحالف، وصواريخ (طوفان وطوسان) والتي تم ضبط أحدهما في مركب شراعي في بحر العرب، والآخر تم ضبطه خلال غارة سعودية على اليمن، وصورايخ (فجر) الموجهة ضد الدبابات، ونظام جوي (الشاهد 123) والتي تم اعتراضها في بداية العام (2018م)، بالإضافة إلى الأسلحة الصغيرة الجديدة مثل بنادق قنص وأر بي جي وأسلحة AK والقنابل اليدوية، وهي التي كشفتها الأجهزة الأمنية بالبحرين في عملياتها الاستباقية ضد الجماعات الإرهابية. البحرين من الدول التي تعرضت وبشكل مستمر للتدخلات الإيرانية، فمنذ الاستقلال العام 1970م والنظام الإيراني يحمل نفس العقلية والتوجه ضد الشعب البحريني، وقد ارتفعت وتيرة التدخلات الإيرانية مع بداية العام 2011م، وتلك التدخلات أصبحت اليوم ظاهراً شاهراً بعد أن فقد النظام الإيراني الكثير من أعوانه في الداخل، وأصبحت أياديها مشلولة؛ لذا تمارس التدخل بشكل سافر، وهذا ما وصفه قائد الحرس الثوري الإيراني سعيد قاسمي في العام 2016م حين وصف البحرين بـ(الإقليم الإيراني) وأن إيران تدعم ما يسمى بـ(الثورة في البحرين)!!. إن النظام الإيراني لازال مستمراً في زعزعة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط لتغير هوية أبنائها، والأسلحة والصواريخ التي ترسلها إيران للجماعات الإرهابية بالمنطقة هو تأكيد على تصدير الثورة الإيرانية القائمة على القتل والدمار والخراب، واستمرارها في إطالة أمد الأزمة بالمنطقة وإلحاق الضرر من موت وتشريد وتجويع، لقد كشف السيد براين هوك الممثل الشخصي للولايات المتحدة الأمريكية لإيران عن السلوك الإيراني الخبيث وما تحمله عقلية النظام الإيراني تجاه الدول العربية من حقد وكراهية!!.
مشاركة :