مكتبة الملك عبدالعزيز تقيم ندوة عن المصاحف القديمة والنادرة بمشاركة الحميري والحجي

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في ندوة بعنوان "المصاحف القديمة والنادرة" استضافت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض مساء أمس الأربعاء كلاً من الدكتور بشير بن حسن الحميري خبير المخطوطات والمتخصص في الدراسات القرآنية وأستاذ مساعد في قسم الدراسات القرآنية بجامعة طيبة، وصالح بن سليمان الحجي مدير المخطوطات بجامعة الملك سعود. وتحدث الضيفان عن تاريخ طباعة المصحف، وأبرز المصاحف المخطوطة على مَرّ التاريخ الإسلامي، وأبرز الخطوط التي كُتبت بها، والمكتبات العالمية والإسلامية التي تقتني أبرز مخطوطات المصاحف. وفي الندوة التي أدارها نائب المشرف العالم على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، الدكتور عبدالكريم الزيد، عرض صالح الحجي مجموعة من صور المصاحف المخطوطة في عصور عدة، وأصولها محفوظة في جامعة الملك سعود، منها قطعة من الرق مكتوب على وجهَيْها آيات كريمة من سورة (الفرقان)، ونموذج لمصحف من القرن التاسع الهجري (نسخ في 898هـ)، وقد كُتبت أسماء السور بماء الذهب في أول كل سورة، مع زخارف في أطراف الصفحات. كما عرض لنسخة مكتوبة في العام 1072هـ، عدد أوراقها تصل إلى (500) ورقة، مبينًا أن القاسم المشترك بين مختلف النسخ هو الزخرفة والتذهيب والخط. فيما عرض صورة لنسخة نادرة لصفحات من مصحف، كتب في (31) ورقة، جميع سطورها تبدأ بحرف الألف، وهي نسخة نادرة، تسمى نسخة (ألفية). وتساءل الدكتور بشير الحميري: "لماذا ندرس المصاحف في العالم الإسلامي؟". ورأى أن لذلك بُعدًا تاريخيًّا لقراءة تحولات الكتابة والنسخ، وكذلك لتثبيت دعائم الدين. ورأى أن كتّاب المصاحف عانوا أمورًا صعبة من حيث تجهيز الأحبار وصناعتها، وأن الخطاط كان يخط بروحه لا بيده فقط. وعرض الحميري لمجموعة من صور المصاحف النادرة، وأشكال الكتابة في الصفحات المزخرفة والمذهبة. وأشار إلى أن هناك تناظرًا فنيًّا في كتابة الآيات من ناحية البدء بحروف معينة، والانتهاء بها. وقد كانت الكتابة من دون تنقيط، وكان المسلمون يعتمدون على الحفظ لا على الكتابة. كما عرض ورقة من مصحف موجود بجامعة كيمبردج. وكان الدكتور عبدالكريم الزيد قد رحب بالضيفَين المشاركَين، وعرض نبذة تاريخية عن المصاحف المخطوطة، والدور الثقافي الذي تقوم به مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في إثراء المشهد المعرفي بالعديد من المنتجات الثقافية المتنوعة، وأن المكتبة هي أول مكتبة عربية قامت بتحويل مخطوطاتها إلى صيغة إلكترونية، وهي متاحة للباحثين في جميع أنحاء العالم. ولفت إلى أن العالم الإسلامي يمتلك مليونَي مخطوطة من المصاحف التي كُتبت خلال الخمسة عشر قرنًا الماضية، مبينًا أن القرآن الكريم هو كتاب الله الأغلى والأثمن في حياة كل مسلم، ويحظى بمكانة كبيرة منذ ظهور الإسلام. وهذه المصاحف لم تنسخ كوسيلة للتجارة أو الإهداء، بل كانت وسيلة لإقامة الشريعة والإسلام، وتطبيق المسلم شرع دينه. كما أكد أن المصحف الشريف استحوذ على أكثر من نصف المخطوطات الإسلامية من الشرق إلى الغرب، والمصاحف كُتبت بخطوط مختلفة، ووجدنا فيها أشكالاً زخرفية منذ بدايات الإسلام حتى وقتنا الحاضر. وصاحب الندوة معرض لنماذج صور المصاحف الموجودة بالمكتبة؛ إذ تقتني مجموعة نادرة من المصاحف المخطوطة، منها مصحف شريف على شكل رول بطول 642.5 x 17.7 م ب، تتخلله آية الكرسي، وشيء من الزخرفة بشكل مفرغ بطول الرول، وقد زُين بزخرفة نباتية ملونة ومذهبة في بدايته ونهايته، وكُتب المتن داخل إطارين مذهبين. وكذلك نسخة فخر الدين السهروردي سنة 1284، وأيضًا مصحف شريف يقع في 30 ورقة، كل صفحتين متقابلتين تطويان جزءًا كاملاً من القرآن الكريم. كما عرضت عددًا من المصاحف النوعية التي كُتبت في عدد من البلدان العربية والإسلامية.

مشاركة :