مخاطر للإدمان الرقمي على الأطفال والشباب

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - منال عباس: حذر السيد منصور السعدي المدير التنفيذي لمركز الحماية والتأهيل الاجتماعي “أمان” من مخاطر إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على سلوكيات أفراد المجتمع، لا سيما الأطفال والشباب.. داعياً إلى تضافر جهود المجتمع لمواجهة العنف والإدمان الرقمي الذي يُهدر الوقت ويؤثر سلباُ على سلوك أفراد الأسرة. وأكد أن الأسرة ومؤسسات المجتمع مسؤولة عن وضع المُعالجات المتوازنة والمناسبة وتوعية وتثقيف الطفل خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الأبناء من ألعاب إلكترونية عنيفة تؤثر على سلوك الطفل، وتفعيلاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية المرتبطة بالطفل والتي صادقت عليها دولة قطر. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “العنف والإدمان الرقمي” نظمها مركز “أمان” حول مخاطر الإدمان الرقمي وقضية الاغتراب الاجتماعي في الأسرة، بالتعاون مع مركز دعم الصحة السلوكية “دعم”، بمشاركة كوكبة من المختصين والمهتمين بقضايا الأطفال والنشء في المجتمع من منتسبي المؤسسات الاجتماعية المنضوية تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والعديد من الهيئات والوزارات والمراكز والمؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد، وذلك بهدف تعزيز الوعي الاجتماعي بتوفير الحماية اللازمة للأطفال وتوعيتهم وتثقيفهم من مخاطر الشبكة العنكبوتية. وقال السعدي: إن الندوة تتلمّس قضايا هامة وتبحث في الحلول الجذرية التي تنجم عن مخاطر الإنترنت في ظل الانتشار المتسارع لمخاطر العولمة التكنولوجية التي غزت البيوت والمجتمعات. مشيراً إلى أن الجميع أصبحوا مدمنين للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تهدر الوقت دون الشعور بخطورة ذلك. وقال: إن هذا التحول الرقمي تسبّب في تغيير نمط الحياة والعادات. تناولت الندوة محاور قضايا التفكّك الأسري الناتج عن الاغتراب الاجتماعي وإدمان الإنترنت داخل الأسرة والأطفال وعنف التكنولوجيا، إضافة إلى تأثير الإدمان الرقمي على السلوك الاجتماعي، وقدّم الندوة كل من الدكتوره ليلى شحرور أستاذ علم النفس الاجتماعي والإعلامي والدكتور بدر المشعان أستاذ الإعلام الحديث. وتم على هامش الندوة ومن منطلق الوقاية خير من العلاج، توزيع نسخ من كتاب “الإدمان الرقمي وتأثيره السيكولوجي والاجتماعي على الحضور”، وذلك تأكيداً على أهمية التوعية والتثقيف في هذا المجال.   راشد النعيمي: الإدمان الإلكتروني وراء انخفاض الأداء الدراسي  قال السيد راشد النعيمي، المدير العام لمركز دعم الصحة السلوكية “دعم”: إن ظاهرة الإدمان الرقمي أصبحت من الظواهر الخطيرة في العالم في السنوات الأخيرة نتيجة للتطور التكنولوجي الهائل الذي جعل من الأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة، وقد صاحب ذلك تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع، حيث يتسبّب الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية في قلة التركيز، وانخفاض الأداء في الدراسة والعمل، وصراعات في العلاقات مع الآخرين، والْعُزْلَة الاجتماعية، إضافة إلى الإجهاد البدني والعصبي. وأضاف: لا بد من مواجهة هذه الظاهرة حتى لا تتفاقم تأثيراتها وذلك من خلال وضع برامج لتوعية أبناء المجتمع خاصة الشباب والنشء بطرق الاستخدام المثلى للتكنولوجيا وتقنين استخدامها، وفي هذا الإطار يوفّر مركز دعم الصحة السلوكية برامج توعوية وعلاجية للذين يعانون من الإدمان الرقمي بوصفها أحد القضايا السلوكية المعني بها عمل المركز. وأشار إلى أن مركز دعم الصحة السلوكية يهدف إلى نشر الوعي السلوكي في المجتمع من خلال توعية كافة فئاته بمخاطر الانحرافات السلوكية لاسيما الشباب والنشء، وتعزيز السلوكيات الإيجابية التي تتفق مع الفطرة السليمة وتعاليم الدين الإسلامي، ونوه بأن هذه الندوة جاءت في إطار الشراكة المجتمعية لخدمة المجتمع ونشر الوعي القيمي والسلوكي، بالتعاون مع مركز “أمان” ولتحقيق الأمن الاجتماعي المنشود.                      د. بدر المشعان:مواقع التواصل سجن يؤدي إلى عواقب نفسية وخيمة تحدّث الدكتور بدر المشعان أستاذ الإعلام الحديث، عن تأثير الإدمان الرقمي على السلوك، حيث رأى أنه حتى الآن لا توجد حلول واضحة لمعالجة الإدمان الرقمي، ولكن هناك وسائل وخطوات يمكن من خلالها أن يقوم الشخص بتقنين استخدامه ما يقلل من أضرارها وآثارها السلبية. ووصف مواقع التوصل الاجتماعي بالسجن الذي يؤدي إلى عواقب نفسية كالانهيار والانجراف في بعض الحالات نحو الجرائم المختلفة، إضافة إلى أن العلماء يرجّحون سبب الإصابة بالتوحّد عند بعض الأطفال نتيجة إدمانهم للأجهزة اللوحية، وبُعدهم عن الأنشطة التي تمنحهم التفاعلية واكتساب مهارات الحياة. وأضاف أنه على الرغم من الآثار السلبية الكبيرة للأجهزة اللوحية ولكن لا يمكن منعها تماماً عن الأطفال، بل يجب أن يتم استخدامها في إطار واع وفي أعمار معينة خاصة أنه لا يمكن فصل الأطفال عن المجتمع الذي يعيشون فيه بسبب الخوف عليهم، إضافة إلى أن بعض الألعاب الإلكترونية توسّع مدارك الأطفال إذا تمّت بالشكل الصحيح، وأكد على ضرورة أن يكون استخدام الأطفال للأجهزة الرقمية خاضعاً لرقابة الأهل وتحت إشرافهم وبمواعيد محدّدة ولفترة زمنية ليست بالطويلة خلال اليوم. واستعرض نتائج دراسة حول واقع استخدام الأجهزة الرقمية في البيوت الكويتية على عيّنة من الأطفال تراوحت أعمارهم ما بين 3 إلى 5 سنوات، بيّنت أن 99ز95% من بيوت الكويتيين فيها أجهزة إلكترونية بأنواعها المختلفة، و60% من أولياء الأمور يتركون الأجهزة اللوحية مع أبنائهم طوال الوقت، بينما 33% يحدّدون أوقاتاً معينة، و40% من أولياء الأمور يعتقدون أنه لا ضرر أن يترك الجهاز المحمول مع ابنه طوال الوقت ولكن بدون إنترنت، كما أن 15% فقط من أولياء الأمور يستخدمون الأجهزة الرقمية المنزلية لأغراض تعليمية، و91% من الأطفال يملكون جهازاً لوحياً.           د. ليلى شحرور: 83% من الأطفال يدمنون الألعاب الإلكترونية  استعرضت الكاتبة ليلى شحرور في محور ”الأطفال وعنف التكنولوجيا” بعض الحقائق الهامة التي كشفت أن الأطفال في جميع أنحاء العالم يقضون يومياً فترة متوسطة تقدّر بنحو 1.6 ساعة يومياً على شبكة الإنترنت، كما مر نحو 62% من الأطفال في جميع أنحاء العالم بتجربة سلبية على شبكة الإنترنت، إلا أن 45 % من الأهالي كانوا على علم بها، وأن 51% من الأطفال يقولون إنهم يحمّلون الألعاب من شبكة الإنترنت على أجهزة الحاسب لديهم دون رقابة. وأشارت إلى أن نسبة شراء الألعاب على الإنترنت بلغت 41%، وهي نسبة أعلى من أي فئة أخرى في مجال التسوق الإلكتروني. وأوضحت أن 83% يلعبون الألعاب الإلكترونية، و73% يتصفّحون الإنترنت،71% يؤدون واجباتهم المدرسية، و67% يتحدّثون مع أصدقائهم. ونوّهت بالمخاطر الإلكترونية على الأطفال، والتي تشمل التنمّر الإلكتروني والاستدراج من قبل المعتدين على شبكة الإنترنت، والاطلاع على محتوى غير ملائم، وفقدان التحكم بالبيانات الشخصية، والإدمان على الإنترنت.

مشاركة :