المونيتور: الرياض في مرمى نيران انتقادات الإعلام الغربي

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب الأميركي المختص في شؤون الشرق الأوسط، بروس ريدل، إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، طاف حول العالم في محاولة لتأهيل سمعته المدمرة، ولفت الكاتب الأميركي إلى أن ابن سلمان نال بعض النجاح بصحبة طغاة آخرين ظهر إلى جانبهم، لكنه لم يمحُ صورته شخصاً مثيراً للانقسام يُحدث ضرراً لاسم بلاده، التي باتت شراكتها طويلة الأمد مع واشنطن تحت ضغط كبير، يهدد بخسارتها دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري.أوضح الكاتب في مقال بموقع «المونيتور» الأميركي، أن اللقاء الوحيد المميز لابن سلمان في اجتماع قادة العشرين بالأرجنتين، كان مع فلاديمير بوتن رئيس روسيا، لكن حتى الرئيس الأميركي دونالد ترمب -أشد المدافعين عنه- آثر عدم لقائه وجهاً لوجه. وتابع الكاتب، أن طائرة ولي عهد السعودية عبرت الأجواء المغربية في طريق عودتها من الأرجنتين، لكنه لم يحط الرحال فيها، إذ أشادت صحافة المملكة ووسائل إعلامها بعدم استقبال الملك محمد الخامس لابن سلمان، وهو على النقيض تماماً مما حدث بالجزائر، حيث انتقدت الصحافة الحكومة لاستقبالها الأمير الشاب، الذي تتعرض زيارته المرتقبة إلى الأردن لانتقادات واسعة. وذكر ريدل أن البيت الأبيض -الذي ما زال مُصراً على الدفاع عن ولي العهد- يتعرض لحصار إعلامي وسياسي، مع تسريبات جديدة تتوالى يومياً في وسائل الإعلام عن اتصالات بين منفّذي جريمة اغتيال الصحافي المعارض جمال خاشقجي ومكتب ابن سلمان يوم وقوع الجريمة. وأضاف أن دلائل تورط ابن سلمان في جريمة خاشقجي المتعمدة قوية، وتزداد قوة كل يوم، مشيراً إلى أن أسوأ ما يواجه المملكة في قضية خاشقجي، هو جذبها الأنظار بقوة ناحية حرب السعودية الكارثية في اليمن، التي باتت موطناً لأسوأ كارثة إنسانية في العالم. وأوضح الكاتب أن التحالف السعودي يواجه إمعان نظر وتدقيق الآن في الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، منذ حظر النفط عن الغرب عام 1973، فعلى عكس تلك الفترة حينما تعلق الأمر بسياسية أميركا تجاه إسرائيل، تدور التوترات الحالية حول شخصية بعينها هي ولي العهد. وقال ريدل، إن أزمة حظر النفط عن الغرب لم تشهد دعوات للإطاحة بالملك فيصل آنذاك، لكن أزمة خاشقجي اليوم تشهد مطالبة المنتقدين بتغيير القيادة في الرياض، وهو أمر يُتوقع أن يكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً. وأشار الكاتب إلى أن الطيش والوحشية الظاهرة في سلوك ابن سلمان، هي التي أثارت حلفاء السعودية التقليديين في وسائل الإعلام وأعضاء الكونجرس، وجعلتهم يتخذون موقفاً مغايراً، مضيفاً أن زلة أخرى من ابن سلمان ستضفي مزيداً من التشويه على سمعته. ولاحظ الكاتب أن موقف الديمقراطيين في الكونجرس بات أكثر توحداً ضد السعودية مقارنة بالجمهوريين، إذ صوّت جميع أعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي لصالح قرار وقف الدعم الأميركي لحرب اليمن، بينما انقسم الجمهوريون ما بين مؤيد ومنتقد لترمب. وتوقع ريدل أن تكون هناك تداعيات سلبية على العلاقة مع السعودية إذا استمر هذا الانقسام الحزبي، قائلاً إن السعودية لم تكن يوماً محبوبة داخل الأروقة الأميركية، لكن إدارات البيت الأبيض المتعاقبة أقرّت بأهميتها كشريك قوي، لكن من غير المرجح أن يستمر ذلك في حالة صعود ابن سلمان للعرش.;

مشاركة :