نشرت صحيفة «كوارتز» الإلكترونية، في صفحتها المخصصة لكبار المفكرين، المُعنونة بـ «أفكار كوارتز»، بتاريخ 4 ديسمبر 2018، مقالاً للرأي بعنوان «لدى دولة قطر خطة لتحقيق المساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط.. وقد أثبتت نجاحها»، بقلم سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.استهلت سعادة الشيخة هند مقالها بالتأثير الإيجابي الذي أحدثه الحراك الجماهيري المؤيد لتحسين أوضاع المرأة في التعليم والعمل، والذي شهده العالم خلال العام الماضي، كحملتَي «#أنا أيضاً»، و»تايمز أب»؛ معتبرة أن هذا الحراك تحوّل من حراك جماهيري عابر إلى حراك قادر على إحداث التغيير نحو الأفضل في النُّظم والمنظومات الثقافية المختلفة حول العالم. وأضافت الصحيفة، بالاستناد إلى مقال سعادتها: «بصفتي امرأة أتحمل مسؤولية الرئاسة التنفيذية لإحدى كبرى المؤسسات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط، فأنا أدركُ ماهية هذه المسائل عن كثب.. تماماً كما أدركُ أنها ليست المرة الأولى التي تُضطر فيها شعوب المنطقة إلى التعامل مع مسألة التمثيل غير المتكافئ، وظروف العمل. وقد استحضرت حملة (#أنا أيضاً) إلى أذهاننا حراكاً أكثر هدوءاً وأقلّ سرعة شهده مكان آخر في هذا العالم، وهذا المكان أُسميه بكل فخر وطني قطر». وانتقلت سعادة الشيخة هند، في مقالها بصحيفة «كوارتز»، من تجربة الحراك المجتمعي الذي شهده العالم من أجل تمكين النساء إلى التجربة القطرية في هذا المجال، وقالت: «لقد انطلق الحراك التعليمي في قطر منذ ربع قرن، استجابة لعدد من التحديات التي يواجهها العالم الغربي اليوم. وانطلاقاً من رؤية قيادات مؤسسة قطر الهادفة إلى إطلاق قدرات الإنسان، استعرضت سعادة الشيخة هند، من خلال مقالها بالصحيفة، تجربتها كنموذج للمرأة القطرية في إحداث التغيير الإيجابي في التعليم، وقالت: «عندما أسست والدتي، صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، منذ أكثر من 20 عاماً، وجّهت المؤسسة اهتمامها نحو تعليم الشباب والشابات؛ بدءاً من مرحلة الطفولة، مروراً ببلوغ سنّ الرشد، وصولاً إلى اختيار المهنة التي يتطلعون إليها. وتابعت سعادتها في مقالها: «بعد مرور 23 عاماً، نحن اليوم نفتخر بأن النساء أصبحن يُشكّلن الأغلبية في مجتمع مؤسسة قطر التعليمي والبحثي، عبر 11 مدرسة، و9 جامعات، وعشرات المرافق البحثية التابعة لمؤسسة قطر، علماً أن هذه الأغلبية لم تُسجّل في الولايات المتحدة الأميركية بهذا المجال». وعن العوامل المعززة لتمكين المجتمع المحلي، قالت سعادة الشيخة هند في مقالها: «نحن نؤمن بأن التمييز على أساس الذكر أو الأنثى لا يعدّ عائقاً يُثنينا عن تطوير الذات. وفي مثال على ذلك، تبلغ نسبة الإناث اللواتي تخرجن في جامعة تكساس أي آند أم في قطر، بتخصص الهندسة، نحو 50% من العدد الإجمالي للطلاب. ومقارنة بالحرم الجامعي الرئيسي للجامعة نفسها، فإن هذه النسبة تُجاوز الـ 20% بنسبة طفيفة، وهذه النسبة بدورها تُمثّل المعدّل الوطني التقريبي لعدد النساء المهندسات في الولايات المتحدة الأميركية كاملةً. أضف إلى ذلك، أن نسبة الإناث الملتحقات بجامعة كارنيجي ميلون في قطر وصلت إلى 63%، وهي علامة فارقة، مقارنة بـ 49% في حرم الجامعة الرئيسي في بيتسبرغ». ومن ثَمّ، تطرقت سعادة الشيخة هند، إلى أهمية احترام الاختلاف بين الجنسين سعياً نحو تحقيق المساواة، قائلة: «لا بد من الإشارة إلى أهمية التمييز بين مفهوم المطالبة بالمساواة، وبين الادعاء بأن الرجال والنساء يتشابهان.. بالطبع لم يكن من السهل على القطريات بلوغ هذه المرحلة لفترة طويلة من الزمن، في ظل تمسكنا بالقيم الثقافية وتلبية احتياجاتنا كأمهات، حيث كانت الكثير من النساء يترددن في الحديث عن متطلباتهن في ميادين العمل التي كانت تعد حكراً على الذكور. وتابعت سعادتها: «ومن أجل تمكين النساء والرجال -على حد سواء- من الابتكار وتحقيق النجاح على قدم المساواة، كان لا بد من تصميم بيئة العمل بما يعزز من النتائج الإيجابية لهذه الاختلافات». وانطلاقاً من موقع سعادتها، إلى جانب الكثير من القيادات في مختلف المؤسسات والشركات والمنظمات، تساءلت سعادة الشيخة هند: «ما الذي يمكننا أن نُساهم به أيضاً لتمكين النساء والفتيات كما تم تكمين الرجال؟ وما الذي يمكننا أن نقوم به لضمان تمكين النساء والرجال معاً من أجل تحقيق المساواة؟». وأردفت الصحيفة، نقلاً عن سعادة الشيخة هند: «لقد قطعنا شوطاً طويلاً في رحلة المساواة، وما زال أمامنا طريق طويل لاجتيازه، ولكنني على الرغم من ذلك، أشعر بالاطمئنان لأننا نسير على الدرب الصحيح، وأن المزيد من التغيير سيحدث». وختمت الصحيفة، نقلاً عن سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني: «قد يعتقد الكثير من النساء في المجتمع العالمي أن دولة قطر بعيدة عنهن جغرافياً، وأن الكثير من الشعوب لا يرتبطون معنا بأواصر مشتركة؛ ولكنني بصفتي امرأة من قطر، كلي ثقة بأننا نتشاطر مع مختلف نساء العالم التحديات نفسها، وأن هناك إمكانية لتحقيق الاستفادة الأمثل من الحلول نفسها».;
مشاركة :