يوم الأحد الماضي، كان الصحافي والناشط الليبي سليمان البيوضي يقود سيارته في الطريق الساحلي بمنطقة الدافنية غرب مدينة مصراتة، ليتفاجأ بسيارة أخرى تعترضه يستقلّها مسلحون مجهولون، شرعوا فور الاقتراب منه، في إطلاق وابل من الرصاص على سيارته بنيّة تصفيته جسدياً، قبل أن يتدخل مرافقوه ويطلقون النار على السيارة المجهولة، لتلوذ بالفرار. ولا يعلم البيوضي، الذي تعرض إلى إصابات بعد اصطدام سيارته بإحدى الأشجار، هويّة الجهة التي حاولت اغتياله، لكنه لا يستبعد أن تكون الميليشيات المتطرفة هي التي استهدفته، بسبب مواقفه السياسية وتوجهاته الفكرية. ويقول للعربية.نت "أثبتت التجربة في ليبيا منذ 2011، أن الجهات التي تدير عمليات الاغتيال الجسدي أو التفجير، هم المتطرفون، إنهم يعيشون اليوم أسوأ حالاتهم في ليبيا من انحسار وانكسار تحت وطأة الإرادة الليبية لأبناء ليبيا، وطبيعي أن يلجؤوا لهذا الأسلوب من جديد، فهم عندما يخسرون، يكون العنف دائما طريقتهم ووسيلتهم، أدبياتهم تعطل الفكر والنور وتجعلهم يستبيحون كل شيء لتحقيق أوهامهم بالتمكين، لكنّهم باتوا مشروعا ميتا في وعي المواطنين الليبيين". تهديدات ومحاولات تشويه ومحاولة الاغتيال التي نجا منها البيوضي بصعوبة، سبقتها تهديدات ومحاولات تشويه تعرّض لها خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه مع ذلك سيستمرّ في مواصلة الدفاع عن مواقفه الرافضة لقوى التطرف والمتحالفين مع الإرهاب، رغم أنه متأكد من أن محاولات استهدافه ستتواصل. وهذه الحادثة تأتي ضمن سلسلة من عمليات الاغتيال والقتل التي يعرفها غرب ليبيا، خاصة العاصمة طرابلس، وتتم هذه الحوادث بوتيرة تكاد تكون شبه يومية، وتستهدف خاصة القيادات الأمنية والناشطين في ظروف غامضة، وتنفذها "فرق اغتيالات" لا تزال مجهولة، وذلك في وقت تسعى فيه حكومة الوفاق الوطني جاهدة إلى إنهاء دور الميليشيات، عبر خطة أمنية تقضي بتركيز قوى عسكرية وأمنية نظامية.
مشاركة :