مؤتمر التعصب الرياضي بجامعة القصيم يناقش آثار التعصب السلبية على الرياضة

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

تناولت الجلسة الأولى لمؤتمر التعصب الرياضي المنعقد بجامعة القصيم محور الآثار السلبية لظاهرة التعصب الرياضي على الألعاب والرياضات في المملكة ، وتأثير ذلك على تميزها وقدرتها على المنافسة محليا ودوليا .وناقشت الجلسة التي ترأسها رئيس قسم الإدارة الرياضية والترويحية بكلية علوم الرياضة والنشاط البدني الدكتور عبد الإله الصلوي ، في البداية دراسة الدكتور ناصر الزهراني الأستاذ المساعد بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى بعنوان " الانعكاسات الاجتماعية للانتماء للوسط الرياضي : دراسة مطبقة على عينة من الرياضيين المنتمين للأندية السعودية ، وعرض مُقدَم نايف بن راشد داخل الرحيلي من الإدارة العامة للدفاع المدني بالمدينة المنورة لبحثه الذي جاء بعنوان " التعصب الرياضي وتأثيره على أمن المجتمع مع تصور مقترح للحد منه "، والذي هدف إلى التعرف على ظاهرة التعصب الرياضي وتأثيرها السلبي على أمن المجتمع من خلال إيضاح المفهوم والمؤشرات والأسباب وأشكال هذه الظاهرة، وصولاً إلى النظريات المفسرة لها، وبيان تأثيرها على أمن المجتمع بمفهومه الشامل، موضحا أن للأمن دور هام في الحد من ظاهرة التعصب الرياضي من خلال التعامل مع المشجعين قبل المباراة وبعدها.ووضع الرحيلي في دراسته تصورا مقترحا للحد من التعصب الرياضي ، ولتحقيق أهداف البحث استخدم الباحث المنهج الوصفي من خلال مدخل تحليل المحتوى النوعي بالطريقة الاستنتاجية، وتوصل إلى عدة نتائج من أهمها أن يتم مواجهة ظاهرة التعصب الرياضي من خلال أربعة ركائز أساسية ( قانونية، وأمنية، وتربوية وإعلامية )، وبناء عليه اقترح الباحث عدة توصيات يأمل أن تسهم في معالجة ظاهرة التعصب الرياضي منها : أن تتولى الهيئة العامة للرياضة تشكيل فريق عمل من جميع أجهزة ومؤسسات الدولة المدنية والأمنية ذات العلاقة بالرياضة، ومن جميع التخصصات العلمية يتولى هذا الفريق وضع خطة وطنية شاملة للتعامل مع ظاهرة التعصب الرياضي داخل الملاعب وخارجها، وأن تتعاون مع مؤسسات التعليم العالي في جميع مناطق المملكة العربية السعودية في تنظيم ندوات ومؤتمرات لمناقشة ظاهرة التعصب الرياضي وغيرها من الظواهر السلبية ذات العلاقة بالرياضة للوصول إلى حلول تحد منها.من جهته, استعرض الدكتور إبراهيم بن صالح الربيش ورقة بحثية بعنوان "التعصب الرياضي : حجمه ومؤشراته، وأسبابه ونظرياته، ومقترحات مواجهته"، أوضح فيها الفرق بين التعصب والانتماء، ومظاهر التعصب الرياضي عالميا ومحليا ومؤشراته، كما تطرق لمفهوم التعصب الرياضي ونشأته والنظريات المفسرة للعوامل ذات العلاقة بمشكلة التعصب الرياضي، مشيرا الى أن الجماهير والإداريين ووسائل الإعلام من أهم الأسباب التي تعمل على إثارة ظاهرة التعصب، نظرا لسلوكيات المشجعين الخاطئة وتصريحات الإداريين والأعضاء وتصرفاتهم التي تثير التعصب بين المشجعين وتؤدي إلى حدوث المشاكل و النزاعات، كما أن بعض وسائل الإعلام سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة زادت من المشكلة وهذا بكتابتها أو إذاعتها لبعض أشكال التعصب مما يثير باقي المشجعين ويؤدي لكراهية الأندية الأخرى.وقدم الربيش في دراسته عددا من المقترحات لمواجهة ظاهرة التعصب الرياضي بالمملكة انطلاقاً من أهمية الموضوع ولما له من آثار سلبية على وحدة المجتمع وتلاحمه، وعلى العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، تبدأ هذه المقترحات بتوعية المجتمع السعودي بأبعاد وآثار التعصب الرياضي، وتأهيل الأبناء لمواجهته، وإكسابهم قيم التعايش مع الأخر وقبوله، وتفعيل دور المدرسة في تنمية قيم التنافس الشريف وتقبل الهزيمة، وتشديد الرقابة على المواقع الإلكترونية الرياضية، وإجراء المزيد من الدراسات العلمية والبحوث الميدانية في كافة الموضوعات المتعلقة بمشكلة التعصب الرياضي.وفي الجلسة الثانية, تحدث عضو مركز رؤية للدراسات الاجتماعية الدكتور عبد العزيز الخالد ، موضحًا أن الدراسة التي قام بها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية كشفت أن محاولة بعض الإعلاميين الرياضيين إثارة اللاعبين والجمهور قبل المباريات هي من أبرز أسباب التعصب الرياضي بنسبة 60.6%، وكذلك التعصب الشديد من بعض المشجعين لأنديتهم المفضلة بنسبة 58.2%، فيما تأتي أخطاء الحكام والتي قد تغير من نتائج المباريات في المرتبة الثالثة بنسبة 58%، وعدم وعي بعض المشجعين بدور الرياضة الحقيقي في حياتنا بنسبة 51.9%، ومن الأسباب أيضاً الاعتراضات المتكررة للاعبين على قرارات الحكام بنسبة 25.1%.وبيّن أن ظاهرة التعصب الرياضي برزت باعتبارها ظاهرة اجتماعية متعددة المظاهر والأشكال، وترتبط بعدة أطراف أهمها : الجماهير، واللاعبون، والحكام، والمدربون، والإعلاميون ووسائل التواصل الاجتماعي، والإداريون ومسئولو الرياضة والطاقم المساعد من أمن وأطباء ومساعدين، كما يرتبط بهذه الأطراف المسئولة عن هذه الظاهرة مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع.من جانبه، شارك في الجلسة الثانية الدكتور مشيب بن سعيد ظويفر القحطاني الأستاذ المشارك بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شارك بورقة بحثية عن المخالفات السلوكية للمشجعين الرياضيين في كرة القدم المؤدية لتخريب الممتلكات العامة بمنطقة الرياض، حيث هدفت الورقة إلى اكتشاف هذه المخالفات مستخدمة منهج المسح الاجتماعي لعينة عشوائية من الأعضاء المتدربين في الأندية الرياضية.وخلصت الدراسة إلى أن المخالفات السلوكية ذات الصلة بالجمهور الرياضي تعود لمتغيرات تتضمن التصرفات الخاطئة كالتعصب، وشحن الجماهير، والهتافات النابية، وإثارة جماهير فريق ضد آخر، وتفريغ الانفعالات المكبوتة بتوجيه الغضب، واستفزاز المجتمع، بالإضافة إلى تعمد تأثير وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على تكوين تيارات رأي عام حول تشكيل التعصب، والتي تدفع بالجمهور إلى استغلال وجوده في الملعب للتعبير عن نفسه بأسلوب فوضوي غير لائق، والاعتراض على التحكيم، وعدم التسامح، والتشاجر.وأوصى القحطاني في دراسته بضرورة التشديد على دُور وسائل الإعلام في التركيز على القيام بدورها في توعية الجمهور الرياضي بخطأ التعصب، ونشر ثقافة الفوز والخسارة في الوسط الرياضي، ونبذ العنف والتعصب الرياضي، والاتزان في نشر الخبر، وعدم تضخيم الأحداث إلى أكبر من حجمها، وسَنُّ الأنظمة والقوانين التي تحكم الألعاب الرياضية لحماية اللاعبين والحكام والجماهير الرياضية والممتلكات العامة والخاصة، مع إبراز العقوبات الرادعة للمخالفين عبر وسائل الإعلام، خصوصا لمرتكبي السلوك المخالف للذوق العام.وعقدت الجلسة الثالثة ضمن المحور الخاص بالآثار السلبية لظاهرة التعصب الرياضي على الألعاب والرياضات في المملكة وتأثير ذلك على تميزها وقدرتها على المنافسة محليا ودوليا، حيث بدأت الجلسة التي رأسها وكيل كلية علوم الرياضة والنشاط البدني للتطوير والجودة الدكتور سليمان الجلعود ، بعرض الورقة البحثية التي شارك بها الدكتور عبد العزيز بن علي بن أحمد السلمان أستاذ مساعد بقسم التربية وعلم النفس بجامعة الإمام فيصل بن عبدالرحمن بعنوان "التعصب الرياضي من وجهة نظر طلاب جامعة الإمام فيصل بن عبدالرحمن"، والتي أكد فيها على تطور الرياضة بشكل عام والرياضة التنافسية بشكل خاص في مختلف أنحاء العالم.وأوضح السلمان أن هذا التطور أسهم في جلب المزيد من الجماهير المهتمة بمشاهدة الأنشطة الرياضية المختلفة وبما تتضمنه من فعاليات سواء كانت ترفيهية أو مادية للمشاهدين والمشجعين في الملاعب والأندية الرياضية، وبالتالي الحضور الحاشد من قبل الجماهير سواء لفريقها أو نجمها المفضل مما ينتج عنه أنواعاً من التعصب وبما يتضمنه من حكم مسبق مع أو ضد فرد أو جماعة أو موضوع لا يقوم على أساس منطقي أو حقيقة علمية يجعل الفرد يرى أو يسمع ما يحب أن يراه أو يسمعه هو فقط، الأمر الذي بدوره قد يؤدي إلى العنف والتعصب وجميعها قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى افتقار الأنشطة الرياضية لقيمتها الرائعة وخصائصها الممتعة الترويحية والتنافسية.وأشار إلى أن التعصب يعد من الظواهر العالمية التي تعاني منها معظم المجتمعات بصورة أو بأخرى في أي نشاط من أنشطة الحياة، وبالرغم من التقدم التقني الذي يعيش فيه الإنسان حالياً، فإنه ما زال يعاني من العديد من المشكلات التي تمارس تحت مسميات كثيرة للتعصب، مثل التعصب الديني أو المذهبي، أو التعصب السياسي، أو التعصب الاجتماعي، أو التعصب الرياضي، أو التعصب الإقليمي، أو التعصب للأفكار المستوردة، أو التعصب للذات.وشارك في الجلسة الأستاذ الدكتور عبد العزيز عبد الكريم المصطفى بورقة بحثية بعنوان "دور التنشئة الأسرية في حماية الأبناء من التعصب الرياضي من خلال بناء مفهوم التنافس الرياضي الشريف"، والتي أوضح من خلالها أن الرياضة التنافسية والترويجية مظهر من مظاهر الرقي والتقدم التي تقاس بها حضارة الأمم، لذا تحرص دول العالم على توجيه وتشجيع مواطنيها نحو ممارسة الأنشطة البدنية والحركية المختلفة إيمانا منها ببناء الروح الإيجابية للإنسان وسلامته، والأنشطة البدنية بصورها المختلفة تعتمد بدرجة كبيرة على روح المنافسة الشريفة بين البشر، لأنه يمثل القوى التي تحركهم وتثيرهم نحو ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية التنافسية والاستمرار فيها بصورة منتظمة بما يعود عليهم بالصحة الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية.وأكد المصطفى دور التنشئة الأسرية في حماية الأبناء من التعصب الرياضي وبناء مفهوم التنافس الرياضي الشريف من خلال ممارسة الألعاب الرياضية في أندية المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وأوصى الباحث بضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول تعميم ثقافة التنافس الرياضي الشريف.وتناولت الجلسة الرابعة التي رأسها رئيس قسم التربية البدنية بكلية علوم الرياضة والنشاط البدني، الدكتور عبدالله اللهيبي ، مناقشة عدة دراسات حيث قدم الدكتور أحمد بن محمد التويجري أستاذ مشارك بكلية التربية بجامعة القصيم ورقته بعنوان "تحليل محتوى مقررات الثقافة الإسلامية في جامعة القصيم في ضوء تناولها لظاهرة التعصب الرياضي" والذي أكد من خلالها على واقع تناول مقررات الثقافة الإسلامية التي تدرس لطلاب الجامعة لظاهرة التعصب الرياضي، وقدم تصورا مقترحا لتضمين ظاهرة التعصب الرياضي في مقررات الثقافة الإسلامية لتسهم في تعريف الطلاب بآثار هذه الظاهرة وسبل علاجها لدى طلاب الجامعة.وأشار التويجري إلى أن الثقافة الإسلامية هي زاد ضروري لكل مسلم يريد أن يعيش حياة إسلامية في عقيدة التوحيد، وهي سلاح قوي بيد كل مسلم يملك العزم الإيماني والإرادة القوية ليواجه تحديات العصر، ويتغلب عليها مما يتنافى مع القيم الإسلامية السمحة، فخير زاد للإنسان ثقافة إسلامية تحصن عقله، ونفسه وأسرته من أي انحراف عقدي أو سلوكي، وتضبط تصرفاته بكل وسطية دون تطرف أو غلو.كما شارك في الجلسة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز أبو الحاج أستاذ مساعد بكلية التربية بجامعة القصيم بدراسة عن "دور معلم العلوم الشرعية في الحد من التعصب الرياضي لدى طلاب المرحلة الثانوية في منطقة القصيم من وجهة نظر الطلاب"، أكد فيها أن التعصب أتى بالعصبية , وهو أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته على من يناوئهم ظالمين أم مظلومين, والتعصب الرياضي هو الميل إلى جانب مهما كانت النتائج ويكون الجانب الانفعالي له دور كبير في الابتعاد عن الحقائق وجانب الكراهية والحقد هو الطريق لإصدار التوجيه ، كما أن التعصب عملية تراكمية من الانفعالات والمعلومات تؤثر على دائرة المخ من أجل تقبل اتجاه معين ومن ثم تؤثر على سلوك الفرد في الاتجاه ذاته.وبيّن أبو الحاج أن الدراسة ركزت على إجابة أسئلة البحث التي تمحورت حول واقع دور معلم العلوم الشرعية في الحد من التعصب الرياضي لدى طلاب المرحلة الثانوية في منطقة القصيم من وجهة نظر الطلاب، وطرق تفعيل دور معلم العلوم الشرعية في مواجهتها، كما أوضحت الدراسة وجود عدة جوانب إيجابية لممارسة الرياضة، حيث تنمي الجانب الأخلاقي والتعامل الحضاري مع الأخرين وتقبل الرأي الأخر وهي تنمي جوانب المواطنة الصالحة والالتزام بالأنظمة والقوانين والانضباط.وشارك في الجلسة وكيل عمادة خدمة المجتمع بجامعة القصيم الدكتور حمد بن عبد الله الصقعبي بورقة بحثية عن "دور الأئمة والخطباء في تعزيز بعض القيم الأخلاقية لدى مشجعي الأندية الرياضية"، وتأتي أهمية هذه الدراسة من كونها تعمد إلى تعزيز القيم الأخلاقية لدى مشجعي الأندية الرياضية من ناحية، ومحاولتها تحديد دور الأئمة والخطباء في تعزيز هذه القيم الأخلاقية لدى مشجعي الأندية الرياضية من ناحية أخرى.وأوضح الصقعبي أن الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أهم المحاضن التي تحتضن الشباب وتهتم بتحقيق رغباتهم، والاهتمام بسلوكياتهم والعمل على إشباع طاقاتهم، ولأن مرحلة الشباب بمثابة مرحلة انتقال في هذه الحياة، حيث يتشكل فيها الجانب الفكري الذي يحدد نظرة الشاب نحو نفسه ومجتمعه والعالم من حوله ، لذا كان الاهتمام بهذه المرحلة ضرورة دينيه دعوية، ولهذا تقوم الأندية الرياضية بدور كبير في تحقيق الأهداف التي تنشدها التعاليم الإسلامية ، لأن منطلقاتها وأهدافها تنطلق من منهج الإسلام، من خلال مجموعة من البرامج التي تقدم ضمن خطط هيئة الرياضة في المملكة, والتي تسعى من خلالها لشغل أوقات الفراغ لدى الشباب بما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم, ويحصِّنهم ضد الهجمات الشرسة الموجهة من قبل أعداء هذا الدين الحنيف.وأقيمت الجلسة الخامسة برئاسة هاني السعود المحاضر بقسم النشاط البدني وعلوم الحركة بجامعة القصيم ضمن المحور الثاني للمؤتمر حول دور المؤسسات التعليمية والتربوية والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع ذات العلاقة في توعية أفراد المجتمع خاصة الجماهير الرياضية بمخاطر التعصب الرياضي، وأهمية إشاعة الأخلاق الرياضية والتنافس الشريف بين الأندية وجماهيرها .وتحدث خلال الجلسة أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد ، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الباحة الدكتور محمد بن عبيد الله بن ناصر الثبيتي بورقة عمل بعنوان "المعوقات التي تحد من دور الأندية الرياضية في التوعية بمخاطر التعصب دراسة ميدانية النادي الأهلي السعودي أنموذجاً" والتي ابرز فيها المعوقات التي تحد من دور الأندية الرياضية في التوعية بمخاطر التعصب ، وقال : تبوّأَ الشباب أهميةً عظيمةً ومكانةً سامقةً في الإسلام، فهم قوة الأمة وعماد نهضتها ، ولأجل ذلك نجد أن أعداء الأمة ودعاة التيارات الفكرية خصوا هذه الفئة الغالية دون غيرها بمناهجهم المعلولة، وسعوا لاجتذابهم وكسر صلابتهم وتمييع أصالتهم ليقضوا بذلك على القيم الأخلاقية الفاضلة في نفوسهم .وأضاف الثبيتي أنه ليس بغريب أن تهتم السعودية بحماية شبابها من الانحراف الفكري والسلوكي من خلال السعي إلى توفير المحاضن التربوية المتخصصة من أندية رياضية ومراكز علمية وثقافية ونحوها، لتشغل وقت فراغهم وتنمي عقولهم، وتزكي نفوسهم، وترتقي بالاستعدادات والمواهب، وتغرس فيهم القيم الإسلامية الفاضلة، لذا أُسست الهيئة العامة للرياضة التي كانت ولا زالت تسعى بجدية واهتمام كبيرين إلى تحقيق تلك الغاية من خلال مناشطها الرياضية والثقافية والاجتماعية التي تهدف إلى رعاية الشباب و توجيههم التوجيه الصحيح وفق مراد الله ورسوله، مؤكدا بأن دور الأندية الرياضية لا يقتصر على الجوانب الرياضية فحسب، بل يقع على عاتقها مسؤولية تحصين الشباب بنظام قيمي ثقافي رصين، مستمد من ديننا الحنيف لكي يستطيع الشباب مواجهة أعداء الأمة والتصدي لهجماتهم الشرسة .واستعرض الدكتور علي بن عوض علي الغامدي من إدارة الإشراف التربوي بوزارة التعليم بالطائف، دراسة عن الدور التربوي الوقائي للمدرسة الثانوية في توعية طلابها بأضرار التعصب الرياضي من وجهة نظر المعلمين بمحافظة الطائف، حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على الدور التربوي الوقائي للمدرسة الثانوية في توعية طلابها بأضرار التعصب الرياضي من وجهة نظر المعلمين بمحافظة الطائف، وقد توصلت الدراسة إلى أن للمدرسة الثانوية أدوارًا تربوية وقائية إيجابية في توعية طلابها بأضرار التعصب الرياضي منها: الاهتمام بضبط انفعالات الطلاب عند التشجيع الرياضي داخل المدرسة، تحسين فرص ممارسة الأنشطة الرياضية بجميع أشكالها داخل المدرسة.وتطرق أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بعفيف - جامعة شقراء - الدكتور جمال الدين إبراهيم العمرجي ، إلى دور المؤسسات التعليمية في محاربة التعصب الرياضي والتي بينت أن ظاهرة التعصب الرياضي أصبحت سمة واضحة في الرياضة وخاصة في مجال كرة القدم، حيث تحظى هذه الرياضة باهتمام الكثير ، وانتشار هذه الظاهرة خطيرة تحتاج إلى تكاتف وتعاون الجميع خاصة المؤسسات التعليمية للحد من خطورتها، مشيرًا إلى أن النسق التربوي في الوقت الحاضر أصبح يعاني من الكثير من الضغوط بسبب قصوره عن أداء بعض الأدوار المناطة به؛ مما يتطلب إعادة النظر فيه بعقلية انفتاحيه اجتماعية ليسهم في القضاء على العديد من المشكلات التي أصبحت تهدد أمن المجتمع مثل التعصب الرياضي.وأكد العمرجي أهمية التركيز على دور التعليم في تعزيز الروح الرياضية والاعتدال وتربية الأجيال بما يعصمها من الوقوع في التعصب الرياضي، لأن مؤسسات التعليم هي التي يمكنها تربية النشء على ممارسة الرياضة وقبول الاختلاف وإدارته، ويرسِّخ فيهم قبول الآخرين ومنافستهم رياضيا وحسن التعايش معهم، ويمكنهم من امتلاك الأدوات التي يستطيعون أن يواجهوا بها تحديات الحياة دون إفراط أو تفريط، وبغير أن يسقطوا في هاوية الغلو والتعصب.وانطلقت الجلسة السادسة برئاسة الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور راشد الجساس ، وتحدث فيها الدكتور حمد بن عبدالله القميزي أستاذ مشارك بكلية التربية بالخرج من جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز حول دراسته التي حملت عنوان "تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى التعصب الرياضي لدى طلاب وطالبات كلية التربية بالخرج في جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز"، والتي تطرق فيها إلى التعرف على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى التعصب الرياضي لدى عينة من الطلاب والطالبات من خلال استخدام المنهج الوصفي المسحي، حيث توصل البحث إلى عددٍ من النتائج أبرزها : وجود تأثير كبير لوسائل التواصل الاجتماعي في رفع مستوى التعصب الرياضي لدى الذكور والإناث من طلبة كلية التربية في الخرج.ويرى القمبيزي أنه مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها بادر مستخدمو شبكة الإنترنت في العالم العربي إلى قبول هذه التقنية الجديدة بشكل سريع والاستفادة من كل ما تقدمه هذه الوسائل في الاتصال والتواصل وتبادل المعلومات مع الآخرين، وقد شكلت وسائل التواصل الاجتماعي حيزاً كبيراً من فكر واهتمام ووجدان وعقول طلاب وطالبات الجامعات، دون اعتبارات لأي فوارق جغرافية أو عرقية أو جنسية أو سياسية أو غيرها، ليمتزج الاتصال الشخصي والجمعي والجماهيري في بيئة واحدة، وإعادة تشكيل السلوكيات الاجتماعية، والتأثير على منظومة القيم والأخلاق والتفكير.بدوره, عرض الدكتور سفيان بن إبراهيم الربدي ورقته البحثية التي جاءت تحت عنوان "التعصب الرياضي لدى طلاب جامعة القصيم في ضوء بعض المتغيرات الشخصية"، أكد خلالها أن الرياضة تعد جانباً مهماً في حياة البشر في المجتمعات المختلفة التي تمارس أنشطتها وألعابها بشكل فردي أو جماعي ولها متابعين ومهتمين وتقام لها الدورات والتجمعات المحلية والإقليمية والعالمية بشكل مستمر في جميع دول العالم ومثال ذلك (كأس العالم لكرة القدم والدورات الأولمبية للألعاب المختلفة على مستوى العالم ).وقال : بما أن الرياضة تمارس بشكل فردي أو جماعي من قبل الأفراد فإن الدول تحرص على القيام بتأسيس أندية رياضية تمارس بها الأنشطة الرياضية المختلفة بحيث تكون مؤسسة رياضية اجتماعية ثقافية تخضع للأنظمة المتبعة في الدولة، وتقوم هذه الأندية بالمشاركة في المنافسات الرياضية المحلية والإقليمية والعالمية بمختلف الألعاب الرياضية.وأضاف الربدي أن الرياضة في زمننا المعاصر أصبحت استثمار وصناعة وجانب اقتصادي مهم لكثير من الدول، فالمبالغ الفلكية التي يتم رصدها لشراء عقد لاعب معين، ومبالغ الإعلانات التجارية خلال المنافسات المحلية والإقليمية والعالمية، ومبالغ حقوق النقل التلفزيوني، جميعها تثبت أن الاستثمار في الرياضة أصبح جاذب ومغري لكثير من الأغنياء والشركات العالمية.وفي ختام الجلسة السادسة تحدث الأستاذ المشارك في القانون الإداري والدستوري بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بجامعة شقراء الدكتور إكرامي بسيوني عبد الحي خطاب ، عن "التعصب الرياضي بين الحرية الدستورية والضوابط القانونية" قائلاً : لما كانت الرياضة هي غذاء البدن، فإن ممارستها يتفق مع الفطرة السليمة، ويحث عليها الشرع، وتضع لها الدول من القوانين ما ينظم آلية ممارستها، ولكل رياضة ممارسين ومشجعين، فضلا عن مجموعة من القواعد والقوانين التي تنظم ممارستها، لذا فإن تنظيم سلوك المشجعين لهذه الرياضات لابد أن تحكمه قواعد قانونية تمنع من تغول هؤلاء المشجعين وتعصبهم في مواجهة الفرق الرياضية المنافسة.وأوضحت الدراسة أن التعصب الرياضي متعدد الطرق والوسائل، كما أن وسائل معالجته لابد أن تتم في إطار شرعي وقانوني مزدوج، فلا ينبغي أن يعالج التعصب الرياضي بعصا القانون وحده، بل يتعين أن يضاف إلى هذه العصا درع من الحماية الأخلاقية تخمد نار التعصب وتروي زهور المحبة والمنافسة الرياضية الشريفة، وقد يعتقد البعض أن التعصب لنادي أو لفريق أو لشخصية رياضية نوع من أنواع الحرية الدستورية في إبداء الرأي والتعبير، ورغم أن غالبية دساتير العالم تؤكد على هذه الحرية ومن بينها الوثائق الدستورية السعودية وعلى رأسها النظام الأساسي للحكم، إلا أن هذه الدساتير تؤكد في ذات الوقت على أن ممارسة هذه الحرية لابد أن تتم في إطار من الضوابط الشرعية والقانونية، فالحرية ليست حقا مطلقا من كل قيد بل هي محاطة بسياج من الشرعية القانونية لا ينبغي أن تتعداه أو تتخطاه.

مشاركة :