لعيون «سارة» تشرق الشمس وتغيب نبض الحياة بخافقي من نظرها

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أخذوني بناتي من باب الترويح عن نفسي قليلاً وإبعادي عن جو الحزن الذي أشعر به منذ عدة أيام لوفاة صديقي عبدالله جاسم المسباح، طيب الله ثراه، الذي عانى كثيراً ولعدة سنوات من مرض الالتهاب الرئوي، أقعده عن الخروج من المنزل، فلا يبرحه إلا للمستشفيات المتخصصة، ندعو له بالرحمة والمغفرة، ولمعرفة أريج وسبيكة عشقي للزمن الماضي الجميل، الذي يجسد في مصر العشرينيات والثلاثينيات، العصر الذهبي للحرية والديموقراطية والازدهار والرقي، فدعونني أوسع صدري الى استعراض متميز أداء وديكوراً وأزياء وتقنية فنية لا محدودة يتسق مع كلمات وألحان الأغاني في أمسية «أبيض وأسود» عرض به رائحة الماضي وسحره. فالتقنيات المذهلة بتطورها مع أناقة أزياء وتسريحات شعر زمن الثلاثينيات والاكسسوارات وأداء البطلين والفرقة الاستعراضية الرائعة متناغمة لايف مع عزف وكورال فرقة مركز جابر الاحمد الثقافي من الشباب والفتيات الكويتيين. لقد نجح القائمون على الأمسية بتحويلها الى حبكة وقصة حب تدور بين المطربة شاليمار الفنانة «عبير نعمة»، صاحبة الصوت العذب والقوي والمتميزة بطبقات صوتها الرائعة، والمطرب حسن، ويقوم بدوره الفنان الرخيم الصوت والاتقان بالأداء طارق بشير، استمتع الجمهور بالمسرح المتطور تقنياً، والذي عدد مقاعده 1700 مقعد، بالعرض الذي بدأ بأغنية لشادية «القلب يحب مرة مايحبش مرتين» لمطربة صوتها بديع، وتبعتها بأغنية لأسمهان «امتى حتعرف اني بحبك امتى».. ويرقصون رقصة الفالس.. حيث نجح من يدير هذا النوع من الاستعراضات والابوريتات الموسيقية بمركز جابر في إعطائها روح الغرب بالصمت التام، وعدم الهتاف والتصفيق والتجاوب والصفير، وهذه تجربة قد يجد أهل الخليج وبعض العرب انها تقيدهم لعدم اظهار تفاعلهم واندماجهم، وطربهم مع الأغنية الجميلة رفع مستوى التذوق الفني بطريقة راقية، وهم يغلقون الأبواب، وعدم السماح بالدخول لمن يتأخر بالوصول قبل بداية العرض او ما بعد الاستراحة، ويتم إنذار بشعاع ضوء الليزر من يستخدم الموبايل. عشنا أجواء زمن أفلام الأبيض والأسود بالقدرة الفنية، التي جمعت بين الواقعية بشخوص المؤدين على المسرح، وبين إدخال الأفلام بشاشة علوية على المسرح دليل حرفنة فنية إبداعية، تلتها أغنية «أمانة عليك ياليل طول»، يغني لنا مطربنا وهو على جسر، وتحته المياه تترقرق، تقنية عالية وفن عالي الجودة، إخراج وديكور وإضاءة وملابس ذلك الزمن الجميل، والصوت جداً رائع. فعلاً الكويت ما مثلها ديرة «إبداع ما مثله إبداع».. وبعدها أبهرونا بأغنية «حكيم عيون»، التي يعطونك جو الفيلم ومعايشته، لدرجة يصورنهم بالمسرح، وكأنهم بالأستديو في ذلك الزمن، وتظهر الصور بالاعلى ابيض واسود.. إبهار لا مثيل له ومن خلال راوية يروي قصة الفيلم الناقد الفني فاروق عبدالعزيز، وبعدها أغنية ام كلثوم «الورد جميل»، وقدرت المطربة لكل الطبقات تقنية سقوط أوراق الشجر على المطربة والراقصين كحقيقة، وهي فن تكنيك تصويري، ثم أغنية «يا تمر حنة»، وتظهر القرية وكأنها حقيقة ومساكن الفلاحين بالريف والنخيل، وبعدها إسكتش فكاهي للمغني في حفلة زواج شعبية «بطلوا ده واسمعوا ده الغراب جاه وقعه سوده، زوجته أحلى يمامة»، وخلف المغني فرقة تخت شرقي كفرق موسيقى الأفراح ايام زمان، وصارت خنائة (هوشة) اللي تصير عادة بالأفراح المصرية الشعبية، والخنائة الهوشة كانت بشكل لطيف، تبعتها أغنية «جميل جمال مالوش مثال»، تبعتها أغنية «على بلدي المحبوب وديني زاد وجدي والبعد كاويني» بالأعلى بمنظر السماء ملبدة بالغيوع المرصعة بالنجوم المضيئة، والحبيبة بغرفة نومها، حيث يغني حبيبها من باريس، والمنظر يطل على غرفة نومها وهي تناجيه، صاحبتها صفقة قصيرة خفيفة موزونة مع الأغنية لتفاعل الجمهور مع جمال الاغنية ولمدة قصيرة. كل التفاصيل تم أخذها بالعمل.. عمل ذكي فني، تلتها أغنية «بس وحياة اللي فات»، فرقة بالية محترفة تتناسب حركاتها مع الاغنية، تلتها أغنية حلوة «على أد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلم»، تفاعل معها الجمهور بصفقة خافتة، وختمتها بصوتها الأوبرالي «انا قلبي دليلي قلي حاتحبي». قيل ما قيل وانا منهم عن المبالغة الزائدة بتكاليف بناء الأوبرا وملحقاتها التي شارفت المليار دولار، إنما كان تصميمها تحفة فنية تليق باسم الكويت، وظلت فترة كم سنة بعد الانجاز لم تفتتح بها أي فعالية، وبعد أن تسلّم إدارتها الاستاذ فيصل خاجة، كان شعلة من النشاط، بالتعاون مع شباب وفتيات كويتيين مُبدعين، منهم غالبية من كان يعزف موسيقى استعراض أسود وابيض كويتيون، والاستاذ فيصل خاجة لديه الافكار الرائعة التي نفذ بعضاً منها، مثل «مُذكرات بحار» للشاعر الوطني محمد الفايز طيب الله ثراه، وكان إخراجها وديكورها والأداء الموسيقي والغنائي متميزاً، كما أقاموا الكثير من الأمسيات الفنية الغنائية، وكذلك معزوفات الاوركسترا السيمفونية، التي لها عشاقها في الكويت، مثال الاوركسترا الفيلهارموني، التي عدد عازفيها ١٠٠ عازف تكلف مليون دولار. ما فهمته بكيفية إدارة مركز جابر الاحمد الثقافي أنه تم ما ننادي به منذ زمن طويل، بأن نجعل جهات الاختصاص في العمل الخاص تدير مؤسساتنا، حتى لا تدمرها البيروقراطية وكثرة عدد الموظفين والمسؤولين، فيضيع الهدف، بل سنتفرج كما حصل في ابيض وأسود على الابداع الفني المتميز بأقل كلفة على المال العام. هناك ٣٠ فعالية موسيقية وأدبية وثقافية مجانية يقدمها مركز حابر الاحمد الثقافي، كنت اتمنى ألا يكون عمل من يدير مركز جابر الاحمد موجها للنخب في الذوق الفني او في القدرة المالية، ولكونهم يقيمون أمسيات مجانية شهرياً، نتمنى ان يبادروا مع القائمين على دار الآثار الاسلامية، الشيخة حصة الصباح، والاستاذ صباح الريس، والاستاذ أسامة البلهان، الذين يعملون بجد ومثابرة وصمت وبميزانيات محدودة جدا، ان يشجعوهم مقابل رسوم رمزية من الجمهور بعرض أمسيات فنية عدنية وأصوات شعبية وسامريات أو مقامات عراقية أو تخت شرقي.. كما اقترح على العاملين إدخال جميع الفنون الكويتية التي لها عشاق كُثر، مثل السامري والاصوات والعدني والشيلات البدوية الطربية الجميلة والمقامات العراقية وبأسعار رمزية. *** جورج بوش بعد الله وبعد قراره بإرسال جنوده وطياريه لتحرير الكويت، مع دعم الراحلة مارغريت تاتشر ودعم دولي، ومن خلال فتح الشقيقة الكبرى السعودية أراضيها للقوات العسكرية، لما تم تحرير الكويت، نشكر جورج بوش حياً وميتاً. *** نهنئ الشقيقة دولة الامارات العربية المتحدة قيادة وشعباً وحكومة بعيدها الوطني. *** مع تَحفظي وعدم رضاي على أداء بعض الوزراء، فإنني أجد أداء الوزيرتين هند الصبيح وجنان بوشهري أفضل من بعض الوزراء، ومع هذا نجد التركيز بالتهديد بالاستجوابات عليهما، هذا لا يجوز عدلاً وإنصافاً مع احترامنا للاستجواب كأداة رقابة. *** بمناسبة عقد قران الغالية سارة ابنة شقيقي عادل للشاب الطيب القلب والروح مرزوق جاسم البحر، أهدي لها هذه الابيات مع دعواتي لهما بالتوفيق وألف مبروك: خليفة الخرافي kalkharafi@gmail.com@kalkharafi

مشاركة :