محمد علي الحوثي يهدد بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة اذا لم تتوصل المحادثات الى قرار برفع الحظر الجوي المفروض من التحالف العربي.صنعاء - هدد المسؤول السياسي في حركة المتمردين اليمنيين محمد علي الحوثي بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة في حال عدم توصل المحادثات التي تبدأ الخميس في السويد الى قرار بفتح المطار أمام الطيران المدني. في الاثناء، طالبت الحكومة اليمنية بانسحاب كامل للمتمردين اليمنيين من ميناء الحديدة في غرب البلاد. وتبدأ الخميس في السويد مفاوضات حاسمة برعاية الأمم المتّحدة بين السلطات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين الموالين لإيران، بهدف إنهاء النزاع الدامي في هذا البلد وسط أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم. وكتب الحوثي في تغريدة على موقع "تويتر"، "إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران". وأغلق التحالف العربي المجال الجوي لصنعاء منذ ثلاث سنوات. وتابع الحوثي "يتحمل مسؤولو الأمم وغيرهم الوصول الى صنعاء كما يصل المرضى والمسافرون اليمنيون الذين يحتاجون كما قيل لي، الى ما يقارب خمس عشرة ساعة حتى يصلوا برا". ونقلت وزارة الخارجية اليمنية عن وزير الخارجية خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده الى المحادثات، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنه "طالب بخروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية"، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين. وتشكل هذه المفاوضات أفضل فرصة حتى الآن لإعادة تحريك جهود السلام في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية. لكن المراقبين كما أطراف النزاع لا يتوقعون تحقيق اختراق في هذه المفاوضات، الأولى من نوعها منذ 2016 عندما فشلت محادثات استمرت أكثر من مئة يوم في الكويت في إنهاء الحرب التي دفعت 14 مليون يمني إلى حافة المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتّحدة. مراقبون وسياسيون لا يتوقعون حدوث اختراق في السويد وتوجه مبعوث الأمم المتّحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث شخصيا إلى صنعاء لاصطحاب وفد الحوثيين الذي وصل معه إلى السويد مساء الثلاثاء في طائرة خاصة كويتية. ووصل ممثلو الحكومة الذين انطلقوا من الرياض، إلى ستوكهولم مساء الأربعاء. وأعلن غريفيث رسميا في تغريدة مساء الأربعاء "استئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية في السويد يوم 6 كانون الأول/ديسمبر". وتجري المباحثات التي لم تعرف مدتها بعد قرب ريمبو في مركز المؤتمرات في قلعة يوهانسبرغ على بعد ستّين كيلومتراً شمال ستوكهولم وقد فرضت الشرطة طوقاً أمنيا حول الموقع. وأعرب الطرفان اليمنيان قبل مغادرة الوفدين إلى السويد عن آمال حذرة. ولم يحدّد محلّلون ومصادر الأمم المتحدة أهدافاً طموحة لهذه المحادثات غير المباشرة التي قالوا إنّ الهدف منها هو "بناء الثقة" بين الطرفين. وفشلت مساع سابقة قام بها غريفيث لعقد مفاوضات سلام في أيلول/سبتمبر في جنيف عند رفض الحوثيين مغادرة صنعاء في غياب ضمانات للعودة إليها وعند مسألة إجلاء مصابين من الحوثيين إلى سلطنة عمان. كما أُعلن الثلاثاء عن توقيع اتّفاق بين الحكومة والحوثيين لتبادل مئات الأسرى، تحت إشراف الاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وشهد الوضع في اليمن المزيد من التدهور في الأشهر الأخيرة ولا سيما مع تصاعد أعمال العنف في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون ويمر عبر مينائها القسم الأكبر من المساعدات الإنسانية. وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 80% من سكان اليمن البالغ عددهم الإجمالي حوالي 24 مليون نسمة "بحاجة الآن إلى شكل من أشكال الرعاية والمساعدة الإنسانية". وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنّ الأزمة الإنسانية في اليمن ستتفاقم في 2019، محذّرة من أنّ عدد من يحتاجون الى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.
مشاركة :