كشف تقرير صادر عن مؤشر الإرهاب العالمي عن تراجع عدد الذين قُتلوا في اعتداءات إرهابية عام 2017، مشيرًا إلى أن السعودية من أكثر 30 دولة تأثرًا بهذه الاعتداءات. وذكر موقع "بيزنس إنسايدر" (في نسخته الفرنسية) أن الهجمات الإرهابية حول العالم عام 2017 أدت إلى وقوع عدد أقل من الضحايا من ضحايا 2016. وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن الأعمال الإرهابية بنسبة 27٪، وفقًا لـ"مؤشر الإرهاب العالمي 2018" الصادر عن معهد الاقتصاديات والسلام، وهو مؤسسة فكرية مستقلة. وسقط 18 ألفًا و814 شخصًا عام 2017 بسبب الإرهاب؛ وذلك مع حدوث انتكاسات كبيرة مسجلة في العراق وسوريا. وأكد تقرير المؤشر أنه للسنة الثالثة على التوالي يُسجل انخفاض في الهجمات الإرهابية؛ إذ شهد 2017 تحسنًا في العديد من البلدان (94 في المجموع). اقتصاديًّا، كان للإرهاب تأثير واضح في 2017، بلغ 52 مليار دولار، بانخفاض 42٪ عن عام 2016. وشكلت الوفيات 72٪ من هذا المبلغ. أما الباقي فيُعزى إلى فقدان الناتج المحلي الإجمالي وتدمير الممتلكات والإصابات غير المميتة. ويوضح التقرير أن من المرجح أن يكون التأثير الاقتصادي الحقيقي للإرهاب أكبر بكثير؛ لأن هذه الأرقام لا تأخذ في الحسبان العواقب غير المباشرة على الأعمال والاستثمار والتكاليف المرتبطة بالأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب. وتابع التقرير: "لا يمثل الإرهاب سوى 0.4٪ من إجمالي تكلفة العنف في العالم؛ حيث بلغت 14.76 مليار دولار عام 2017، بما في ذلك جرائم القتل والنزاع المسلح والإنفاق العسكري". أوروبا الأقل تأثرًا وفي أوروبا، انخفض عدد الوفيات 75٪ عن العام الماضي، من 168 عام 2016 ، إلى 81 في 2017، مع تطورات إيجابية كبيرة بفرنسا وبلجيكا وألمانيا. ويستمر هذا الاتجاه في عام 2018؛ فبين يناير وأكتوبر من هذا العام، قتل الإرهاب أقل من 10 أشخاص في أوروبا الغربية. وعانت إسبانيا من تدهور في هذه الاتجاه. ويرجع ذلك أساسًا إلى الهجوم الذي وقع في أغسطس 2017 ببرشلونة. وشهدت أوروبا الغربية والولايات المتحدة أيضًا ظهور أعمال إرهابية من جانب اليمينيين المتطرفين؛ حيث سجلت 31 اعتداءً العام الماضي تسبب في 17 حالة وفاة. ورغم الانخفاض عام 2017 ، يبقى الإرهاب ظاهرة عالمية: فقد شهدت 67 دولة وفاة واحدة على الأقل بسبب هجوم مقابل 79 في عام 2016. وبشكل أكثر دراماتيكيةً، سجلت 19 دولة أكثر من 100 حالة وفاة، و5 بلدان أكثر من 1000. وشهدت الصومال ومصر أكبر هجومين؛ ما أسفر عن مقتل 587 شخصًا و311 على التوالي، كما تعد دول وسط آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا من أكثر الدول تضررًا بالإرهاب. وأدى انهيار تنظيم داعش في العراق وسوريا إلى تحويل الأنشطة الإرهابية إلى منطقتي المغرب العربي والساحل، بالإضافة إلى جنوب شرق آسيا، وخاصةً الفلبين. وبحسب الطبعة السادسة من مؤشر الإرهاب العالمي، جاءت السعودية في المركز الـ29 بقائمة الأكثر 30 دولة تضررًا من الإرهاب العام الماضي بعد فرنسا، وقبل المملكة المتحدة وكولومبيا وإثيوبيا وبنجلاديش وميانمار والنيجر ومالي. ومن الدول الأكثر تضررًا، جاءت أيضًا أوكرانيا في المركز 21، بعد والولايات المتحدة وكينيا والسودان وتايلاند والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان وليبيا، وتركيا والكونغو، والفلبين ومصر التي احتلت المركز التاسع. فيما جاء اليمن في المركز الثامن متأخرًا عن الهند والصومال وباكستان وسوريا ونيجيريا وأفغانستان والعراق الذي تصدر قائمة أكثر الدول تضررًا من الإرهاب عام 2017.
مشاركة :