"أوبك" على استعداد لخفض الإنتاج: هل تلتزم روسيا؟

  • 12/7/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد أسواق النفط العالمية حالة من عدم اليقين، بعد اتخاذ أعضاء منظمة الدول المُصدرة للبترول "أوبك"، اليوم الخميس، قرارًا مبدئيًّا فقط، يفرض قيودًا على الإنتاج، مع الانتظار لسماع رأي روسيا قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن الحجم اللازم استقطاعه لمواجهة الانخفاض في أسعار النفط العالمية. ويدرس مندوبو أوبك تخفيضات في الإنتاج تصل لنحو مليون برميل في اليوم، وإن كان السوق في حاجة لأكثر من ذلك لتعويض الخسائر التي لحقت بالأسعار منذ بداية أكتوبر الماضي وحتى الآن. قرار مؤقت ويظل الجدل دائرًا بين أعضاء أوبك حول وجوب التزام جميع الدول الأعضاء بخفض الإنتاج على قدم المساواة أو ما إذا كانت السعودية وغيرها من المنتجين الكبار يجب أن يتحملوا معظم العبء. وقال وزير الطاقة خالد الفالح: "حتى الآن ليس لدينا اتفاق نهائي (..) نريد الاستماع إلى وجهات نظر الدول الأعضاء، لكن الأهم من ذلك هو ضرورة انضمام الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك إلى الاتفاق في المستقبل". وبالفعل طالبت ليبيا وإيران وفنزويلا، بإعفاءات خاصة من التخفيضات، بعد تعرضهم لتحديات سياسية وأمنية واقتصادية أسهم بشكل كبير في تقييد حركة الإنتاج النفطي بحقولهم المحلية خلال السنوات الماضية. تراجع الأسعار تأتي القمة نصف السنوية الرسمية لمنظمة أوبك، المنعقدة بمقرها الرئيسي بفيينا، خلال يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الجاري، في ظل استمرار فقدان المجموعة لحصة مُهمة من السوق العالمية نتيجة لزيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، التي أثرت بشكل كبير على تراجع أسعار النفط العالمية. وكان المحللون يتوقعون وصول سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل قبل شهر، وبدلًا من ذلك، انخفضت الأسعار، وسط ضعف توقعات النمو العالمي على توقعات الطلب على النفط. وزاد عدم اتخاذ أوبك قرارًا نهائيًّا بشأن التخفيضات من الضغط على أسعار النفط العالمية، حيث انخفض خام برنت، المؤشر العالمي للنفط، بنسبة 3.61٪ إلى 59.34 دولارًا للبرميل، وانخفض سعر خام غرب تكساس الأمريكي بنسبة 3.65% إلى 50.96 دولارًا للبرميل. وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 30٪ منذ أن وصلت إلى 87 دولارًا للبرميل في أوائل أكتوبر الماضي، فيما أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات المخزون والإنتاج الأسبوعية، اليوم الخميس، التي أظهرت انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة بنحو 7.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر الماضي، بعد عشرة أسابيع متتالية من الزيادات. تأتي هذه البيانات بعد يومين من خيبة أمل أصابت المتعاملين بالأسواق من بيانات المعهد الأمريكي للبترول، حيث أعلنت عن زيادة المخزون بنحو 5.36 مليون برميل خلال الأسبوع ذاته، ما دفع أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى ما يقارب 50 دولارًا للبرميل. زيادة الإنتاج الأمريكي استمر إنتاج النفط في الولايات المتحدة في الارتفاع خلال العام الجاري، وسط توقعات بأن يتوسع أكثر في العام 2019 مع ظهور خطوط أنابيب جديدة، بما يُغذي وفرة الإمدادات المتزايدة من المعروض، ما زاد من الضغط على أسعار النفط الخام. يأتي زيادة المعروض الأمريكي؛ في الوقت الذي تظهر فيه علامات ضعف على الطلب العالمي على النفط، كما أن تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يهدد بجعل الأمور أسوأ. وفي وقت سابق من العام الجاري، زادت منظمة أوبك الإنتاج لتعويض الخسائر المتوقعة للإمدادات الإيرانية من الأسواق العالمية، حيث أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، لكن عندما دخلت العقوبات حيز التنفيذ في أوائل نوفمبر، منحت إدارة ترامب إعفاءات لأكبر زبائن إيران؛ الأمر الذي أسهم في استمرار زيادة المعروض العالمي من النفط. ومع ذلك من المتوقع، على نطاق واسع، أن توقع أوبك وشركاؤها اتفاقًا لتقليص الانتاج، غدًا الجمعة، مع أعضاء من خارج أوبك. ومن المرجح أن تقوم "أوبك" بخفض "ما يكفي لوضع حد للأسعار، وربما تحقيق بعض الانتعاش.

مشاركة :