إنشاء أول كنيس يهودي في الإمارات

  • 12/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبو ظبي - وكالات: كشفت وكالة “بلومبرج” الأمريكية،أن دولة الإمارات سمحت للطائفة اليهودية في دبي، بإنشاء أول كنيس يهودي لها في المدينة، وذلك بمباركة من حكومة دبي. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الخطوة تأتي مع زيادة الدفء في العلاقات بين (إسرائيل) والدول الخليجية، وأيضا في ظل محاولة الإمارات الظهور في صورة الدولة المتسامحة. وذكرت الوكالة أنه لعدة قرون، قام اليهود بمعاملات تجارية والاختلاط اجتماعيا، مع جيرانهم العرب من بغداد إلى بيروت، لكن معظمهم طردوا أو هاجروا، عندما تأسست إسرائيل عام 1948. ولفتت الوكالة إلى أنه الوقت الحالي، ومع نمو اقتصاد المنطقة وتخفيف دولها لمواقفها السابقة تجاه إسرائيل، أسست الجالية اليهودية الناشئة في دبي، أول كنيس لها بالمدينة. وأوضحت الوكالة أنه بعد سنوات من الاجتماعات في منازل بعضهم البعض، قام يهود دبي -مغتربون يعملون في مجالات مثل التمويل والقانون والطاقة، وغيرها- قبل 3 سنوات بتأجير فيلا في حي سكني هادئ للخدمات وتحويله لكنيس. ولفتت الوكالة إلى أن المبنى الذي لا يحمل أية إشارات تدل على كونه مكانا للصلاة، يحتوي على مطبخ متوافق مع الشريعة اليهودية، وعدد قليل من غرف النوم للزوار أو أفراد الجالية الذين لا يقودون السيارات يوم السبت. ونقل التقرير عن “إيلي إبشتاين” -أحد سكان نيويورك، والذي ساعد في تأسيس الكنيس وتبرع بنسخة من التوراه-، قوله: لقد قطعنا شوطاً طويلاً منذ أن بدأت لأول مرة بالذهاب إلى دبي قبل 30 عاماً، وفي ذلك الوقت أخبرني الناس أنني يجب أن أتجنب استخدام اسمي الأخير (اسم العائلة)، لأنه يبدو يهودياً للغاية. وقالت الوكالة إن ظهور الكنيس من الظلال يعكس مدى العلاقات الدافئة بين إسرائيل والحكومات في المنطقة. وأضافت أن قادة السعودية والإمارات ينظرون إلى إيران على أنها بمثابة تهديد أكبر من الدولة اليهودية، الأمر الذي دفعهما إلى إقامة تحالف غير معلن مع إسرائيل، وكسر ما كان يعتبر من المحرمات منذ فترة طويلة وهو التعامل المباشر مع إسرائيل. ولفتت الوكالة إلى أنه ومع سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط، فإن الحكومات العربية تدعو كلا من الفلسطينيين وإسرائيل إلى حل نزاعهما. وقد دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عندما نأى قادة أجانب آخرون عنه بعد مقتل جمال خاشقجي في تركيا، وفقا ل“بلومبرج”. وأكدت الوكالة أن دولة الإمارات على وجه الخصوص، سعت إلى إبراز صورتها بشكل أكثر انفتاحا، بتخفيف القيود على الأديان الأخرى غير الإسلام في حملة تهدف إلى توليد المزيد من الأعمال التجارية. وقد عينت الإمارات وزيرا للتسامح، قام في نوفمبر برعاية القمة العالمية للتسامح، وقد حضرها 1200 مسلم ومسيحي وهندوسي ويهودي، وآخرون من جميع أنحاء العالم. وأوضحت الوكالة أنه لطالما طالب أعضاء الكنيس، الزائرين بعدم الكشف عن موقعه أو الكتابة عن أنشطته، ومازال البعض يعارض التحدث بشكل صريح عنه حتى الآن، حيث إن الرأي العام في الإمارات مؤيد بشكل قوي للفلسطينيين، ويرى الكثير من الناس أن العلاقات مع إسرائيل خيانة. وأشارت الوكالة إلى أن قلة في دبي هم من نسوا أنه قبل 8 سنوات، قتل عملاء الموساد الإسرائيليون زعيما ل “حماس”، في أحد الفنادق بالإمارة، لكن دفع التسامح الذي تعلنه الإمارات، الآخرين إلى استنتاج أن الأمر رفع عنه الحرج تدريجيا. ولفت تقرير الوكالة إلى أن الكنيس حظي بتشجيع من مجموعات يهودية، مثل مركز “سيمون فيزنتال”، بالإضافة إلى حكومة دبي، ومحمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، الذي بنى برج خليفة المكون من 163 طابقاً. وعندما تبرع إبشتاين بكتب التوراة منذ 3 سنوات، أهدى واحداً بغطاء مخملي مع نقش عربي مطرّز بالذهب ل“العبار”، الذي يعرفه منذ أن أدارا مشروعاً للألمنيوم في التسعينات.وقال غانم نسيبة، المؤسس المشارك لمكتب “كورنستون جلوبال أسوشيتس” لاستشارات المخاطر السياسية، الذي يزور الكنيس في بعض الأحيان: طوال عقود تم تجنب أي شيء يهودي في العالم العربي، وكانت العلامات الصريحة على اليهودية محفوفة بالمخاطر. وأضاف، أن هناك جيلا جديدا من العرب واليهود أكثر قبولا ثقافيا لبعضهم البعض.

مشاركة :