الدوحة - الراية : قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تقدمت أمس، بمشروع قرار يُحمّل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسؤولية قتل الصحفي جمال خاشقجي. وقالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن هذا القرار ينص بشكل قاطع، على أن ولي العهد السعودي كان متواطئاً في جريمة قتل خاشقجي، وكان بمثابة تحطيم للمنطقة بما يهدّد مصالح واشنطن الأمنية على جبهات متعددة. وقدَّم مشروعَ القرار عدد من أبرز أعضاء المجلس، بينهم الجمهوريان ليندسي غراهام وماركو روبيو، والديمقراطيان إيد ماركي وديان فاينستاين. ويحمّل المشروع ابن سلمان المسؤولية المباشرة عن مقتل خاشقجي، ويشير إلى أن الأعضاء المذكورين في مجلس الشيوخ لديهم “ثقة شبه مؤكدة” بتورط ولي العهد في الجريمة. ويشدّد على أن “ابن سلمان، بصفته ولياً للعهد، كان يسيطر على الفريق الأمني الذي ارتكب الجريمة، وهذا ما يشير إلى أنه كان على رأس التخطيط لهذا العمل الدنيء”. ويناشد مشروع القرار الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي تحميل ابن سلمان مسؤولية الأزمة الإنسانية في اليمن، وحصار قطر، والضغوط الممارَسة على المعارضين السعوديين، إلى جانب جريمة قتل خاشقجي. ويدعو المشروع السعودية للتفاوض مباشرة مع الحوثيين لإنهاء حرب اليمن، ويوصي بالتفاوض لحل الأزمة مع قطر، وإطلاق سراح المدون رائف بدوي. وقال غراهام، في بيان حول المشروع: إن “إدلاء الولايات المتحدة ببيان واضح حول جريمة قتل خاشقجي الوحشية يتمتع بأهمية قصوى على صعيد مصلحة الأمن القومي، وإنه أي، ابن سلمان، قوة تدمير للمنطقة”. واعتبر السيناتور ليندسي غراهام أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتس كانا جنديَّين جيدَين للدفاع عن ابن سلمان، وأنهما كانا في “جيب” السعودية بعد أن قالا إنه لا أدلة حاسمة على تورط ابن سلمان بجريمة مقتل خاشقجي. بدوره، أكد السيناتور ماركو روبيو، في البيان ذاته، أنه لم يعد هناك أي شك بمعرفة ابن سلمان بأمر الجريمة، “بالعكس غض الطرف عنها، وشارك فيها من خلال التخطيط لها”. من جهته، قال السيناتور إيد ميركي إن ولي العهد السعودي ليس مصلحاً، وهو الدور الذي يحاول التظاهر به. ويأتي مشروع القرار بعد إحاطة قدمتها مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، في جلسة مغلقة لبعض أعضاء مجلس الشيوخ. ووقَّع ستة من أعضاء الكونغرس على تقديم مشروع القرار، من بينهم العضو الديمقراطي بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ كريس مورفي، الذي اتهم وزيري الدفاع والخارجية بتضليل المجلس في أثناء إفادتهما أمامه الأسبوع الماضي. وفي لقاء مع قناة “إم إس إن بي سي” الأمريكية، قال مورفي إنه بدا واضحاً لمعظم أعضاء المجلس تجنبهما الحديث عن علاقة ولي العهد السعودي بالاغتيال وأن معظم الأعضاء كانوا مدركين لعملية التضليل. وأثارت جريمة قتل خاشقجي غضباً عالمياً ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان جثته، ومَن أمر بقتله. ورغم أن قرار اليمن لا علاقة له بقضية خاشقجي بشكل مباشر، إلا أن مقتله أسهم بدفع قضية الحرب للواجهة من جديد، حيث يعيش اليمن أسوأ أزمة إنسانية. كما يأتي المشروع بوقت يستعد فيه مجلس الشيوخ للمضي قدماً في مناقشة قرار يقضي بتقليص الدعم الأمريكي المقدّم للحملة العسكريّة التي تقودها السعودية باليمن.
مشاركة :