على الرغم من تنازل الحكومة الفرنسية، عن قرارتها بزيادة الضرائب على الوقود، والتي أشعلت غضباً عارماً لم تشهده البلاد منذ أربعة عقود، لكن يبدو أنها وصلت إلى نقطة اللاعودة، إذ لا تزال الاحتجاجات متواصلة، في الوقت الذي تواصل فيه حركة «السترات الصفراء» حشدها إلى السبت المقبل، أكدت معه السلطات قلقها من «عنف هائل» قد يجتاح العاصمة في ظل دعوات المحتجين إلى التوجه إلى باريس، وحشدت لها أكثر من 65 ألفا من الشرطة في محاولة يائسة لاحتواء أسوأ أزمة تمر بها رئاسة ماكرون.وفيما تتواصل الاحتجاجات في أنحاء فرنسا رفضاً لسياسة الرئيس إيمانويل ماكرون من جانب طلاب ورافضي لسياسته الضريبية، أعلنت السلطات إغلاق برج إيفيل الشهير تحسباً للتظاهرات، وأعرب الإليزيه، أمس عن قلق السلطات من انطلاق موجة أخرى من «العنف الهائل» والشغب في باريس مطلع الأسبوع المقبل من جانب حركة «السترات الصفراء». وقال مسؤول بالإليزيه: إن المعلومات تفيد أن بعض المحتجين سيأتون إلى العاصمة «للتخريب والقتل». وأعلنت إدارة الرئيس ماكرون، نشر 65 ألف عنصر أمن لمواجهة أحداث العنف المرتقبة خلال السبت المقبل.ويأتي التخوف الرسمي، رغم التنازل عن خطط زيادة الضرائب على الوقود، والتي فجرت احتجاجات في أرجاء فرنسا، ويكافح الرئيس إيمانويل ماكرون لتهدئة الغضب الذي أدى إلى أسوأ اضطرابات في وسط باريس منذ عام 1968.ويشكل خطر وقوع المزيد من العنف كابوسا أمنيا للسلطات التي تفرق بين محتجي (السترات الصفراء) السلميين والجماعات العنيفة ومثيري الفوضى، والذين يأتون من أحياء فقيرة، بهدف النهب وتقول إنهم تسللوا إلى صفوف الحركة.من ناحية أخرى، قال وزير الميزانية جيرالد دارمانان: إن «بلاده تواجه لحظة خطرة» مضيفاً إن التخلي عن خطط فرض زيادات أخرى للضرائب على الوقود في 2019 يكلف خزانة الدولة أربعة مليارات يورو.وأعلنت شركة الكهرباء الفرنسية، أمس، إنها ستقدم مزيداً من الدعم للأسر التي تحول أنظمة التدفئة المركزية لديها المعتمدة على الوقود إلى أنظمة تعمل بالكهرباء. وقال جون برنار ليفي، المدير التنفيذي للشركة التي تديرها الدولة: «الوقود باهظ ويسبب التلوث، قررنا بذل جهد لمساعدة الناس على تغيير أجهزة التدفئة لديهم»، وأضاف أن الشركة ستقدم دعماً مالياً يصل إلى نصف الإعانات التي تقدمها الدولة وتبلغ ثلاثة آلاف يورو للأسر محدودة الدخل، وألفي يورو لأسر أخرى.من جهة أخرى، أكدت الشرطة الفرنسية، أمس، إلقاء القبض على نحو 146 شخصاً، من طلبة المرحلة الثانوية، بالقرب من مدرسة واقعة خارج باريس. وأوضحت الشرطة إن الاعتقالات، جرت بعد وقوع أعمال تخريب في بلدة مانت-لا-جولي.وذكرت وسائل إعلامية، أن هناك مدارس ثانوية أخرى في منطقة باريس، وفي مناطق أخرى، شهدت أيضا تجمعات للطلبة وإقامة حواجز.وبحسب صحيفة «لو باريزيان»، فإن شكاوى الطلبة تضمنت القيام بإصلاحات للتعليم، وتوفير منصة إلكترونية جديدة، لتخصيص أماكن في الجامعات.وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الطلبة كانوا يرغبون في دعم «السترات الصفراء»، ضد فرض زيادة الضريبة على البنزين والديزل.وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أعلن، إن حكومته تخلت عن زيادة الضرائب على الوقود التي كانت مقررة في عام 2019، بعد يوم من إعلانها تعليق العمل بها لستة أشهر، في محاولة لنزع فتيل الأزمة.(وكالات)
مشاركة :