اجعل صمتك كلاماً مفيداً وكلامك صمتاً عن الأذى

  • 12/7/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة يستأنس بغيره من البشر فوجود مساحة ثقة لديه بآخر نعمة تستوجب الشكر، وإن كان ثمة من يفضّل الاكتفاء بنفسه ويميل للتكتم ويرفض الشريك في حواراته، بل وفي جل أموره، والبعض وأنا منهم يميل لمساحات الورق والسطور والكتابة ويسرُ لها بخلجات نفسه يناجيها ويرتاح لصحبتها، ومهما كان جمال هذا الخيار أو ذاك يظل وجود أذن من لحم ودم تسمعك وتسري عنك وتنصت لك بود لا يعادلها شيء آخر. يقولون إن المرأة إذا اهتمت أو اغتمت تُحب أن تتحدث وتفضفض وتخرج مكنون خاطرها ولو لم يكن بهدف طلب النصح أو تقديم المشورة فهي تتحدث لرغبة الحديث وحسب، وعلى النقيض الرجل الذي يتقوقع على نفسه وينزوي ويتجنب الحديث إذ ما كان في عز أزمته النفسية ويهرب من الحديث إلى أن يراجع حساباته وأفكاره وقراراته وينتهي وبعدها يسمح أن يُشارك الفكر والنقاش، وهذا الفرق الجوهري بين الجنسين هو مما يسبب مشاكل لا حصر لها حين تبوح المرأة ويلوم أو يفتي أو يتدخل الرجل، والخطأ ذاته حين ينزوي الرجل وتصر المرأة ألا تنتظر وتريده أن يتكلم ويعبر ويقول ما بداخله فتفجر غضبه واستياءه. ومن الناس من يقول أنا كتوم باقتناع وربما افتخار مع أن الشبه بين رأس وعقل الإنسان والبندق ليس من الذكاء في شيء، فقد يلجأ أحد للصمت حياءً أو إثر صدمة من شخصيات أو مواقف مر بها وحتى هذه لا بد أن تكون عابرة وعليه أن يتجاوزها ولا يعمم تجربة مع شخص على سائر خلق الله. .. اجعل صمتك يحدثهم عن رزانتك وترفعك عن سفيه الكلام، ويشرح عن وزن وقيمة السكوت عن بذيء الألفاظ والنميمة والغيبة وإفساد ذات البين. .. واجعل كلامك ذكراً وكل طيب يضاف لميزان الحسنات أو ما به منفعة لك أو لغيرك، كلام لا يزيدك إلا رفعة وقدراً يشهد عليها أهل السماء والأرض.

مشاركة :