أعلن المبعوث الأممي للصحراء الغربية أمس، أن هناك إمكانية للتوصل إلى «حل سلمي» للنزاع في المنطقة بعد التئام ممثلي الأطراف حول طاولة مستديرة في جنيف لأول مرة منذ 2012. وقال هورست كولر وهو رئيس ألماني سابق مكلف بالملف منذ 2017، للصحافيين إن «الحل السلمي ممكن لهذا النزاع»، وذلك في ختام محادثات استمرت يومين بمشاركة المغرب وجبهة «بوليساريو» والجزائر وموريتانيا. وقال كوهلر إنه «مسرور للغاية للإعلان عن التزام الوفود بالمحادثات»، مضيفاً أن جولة محادثات جديدة ستجري «في الربع الأول من 2019». وقال «من خلال مناقشاتنا، يتضح لي أن لا أحد يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه، وأعتقد اعتقادا راسخاً أنه من مصلحة الجميع حل هذا النزاع». من جانبه، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للصحافيين إن المحادثات جرت «في أجواء جيدة جداً»، لكنه شدد على أنه «لا يكفي... يجب أن تترجم الأجواء الجيدة إلى إرادة حقيقية» لتغيير هذا الوضع. وحذر من أن «هذا الزخم سيخبو في غياب الإرادة السياسية». تقع الصحراء الغربية على الطرف الغربي للصحراء الشاسعة وتمتد على مسافة 1000 كيلومتر على طول ساحل المحيط الأطلسي، عندما انسحبت إسبانيا منها في عام 1975، أعلنت الرباط أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من المغرب. في العام التالي أعلنت «بوليساريو» إقامة «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» بدعم من الجزائر وليبيا، وطالبت بإجراء استفتاء حول تقرير المصير. ومذاك، اعترفت 84 دولة عضو في الأمم المتحدة بالجمهورية الصحراوية. إلا أن حالة من الجمود سيطرت على الوضع، وقام المغرب ببناء جدران رملية تعلوها أسلاك شائكة في الصحراء لا تزال تحيط بثمانين في المئة من الأراضي التي يسيطر عليها. وبموجب وقف إطلاق النار لعام 1991، نشرت الأمم المتحدة بعثة لحفظ السلام أدامت خط المراقبة. ورعت الأمم المتحدة آخر محادثات مباشرة في عام 2007 لكنها انهارت بعد ذلك بخمس سنوات حول وضع الإقليم والاستفتاء المقترح.
مشاركة :