تعليق البحث عن مفقودي الطائرة المنكوبة يعمق أحزان الإندونيسيين

  • 1/31/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سورابايا (إندونيسيا): جو كوشرين كانت ميد بوتري البالغة من العمر 10 سنوات، والمعروفة باسم كيشا، سعيدة للغاية أثناء استعدادها للسفر في أول رحلة طيران لها إلى الخارج، لقضاء إجازة عائلية في سنغافورة وماليزيا، حتى إنها ارتدت سترتها المفضلة عند صعودها على متن الطائرة في المطار هنا. كان لونها أحمر، مرسوما عليه «سبونج بوب» من الأمام، وكانت هذه السترة هدية قدمتها لها جدتها بمناسبة عيد ميلادها العام الماضي. كانت كيشا تنوي الاحتفال بعيد ميلادها الـ11، يوم 3 يناير (كانون الثاني)، أثناء قضاء العطلة مع والديها وشقيقتها بوتريان بيرماتا (16 عاما). لكن رحلتها على متن الطائرة التابعة لشركة «إير آسيا» يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) تعرضت لطقس عاصف بعد أقل من ساعة من إقلاعها من سورابايا، عاصمة إقليم جاوة الشرقية، فتحطمت الطائرة إيرباص A320 - 200. وسقطت في بحر جاوة وهي في طريقها إلى سنغافورة، ولا تزال أسباب حادث التحطم غير واضحة حتى الآن. ولقي جميع من كانوا على متن الطائرة حتفهم، وكان عددهم 162 شخصا. وقال جد كيشا، إمام سامبورنو: «لن تكون هناك هدية هذا العام». قال ذلك وهو يشاهد الصور الملتقطة من خلال الكاميرا الأمنية التي قدمتها الجهات المحققة في الحادث، وتظهر الصور فتاة ترتدي سترة حمراء، وهي تصعد على متن الطائرة مع أسرتها. منذ وقوع حادث تحطم الطائرة، يأتي إمام وزوجته، ماريا ايندانج ويراسمي، وكلاهما يبلغ من العمر 65 عاما، يوميا، إلى مركز الأزمات الذي يقع في مقر شرطة الإقليم على أمل الوصول إلى أخبار عن ابنتهما، دونا انداه نورواتي، وزوج ابنتهما بوبي وابنتيهما، الذين كانوا يعيشون في بلدة مجاورة، إذ كانت هذه الأسرة من بين 92 من ضحايا حادث التحطم الذين لم تنتشل، أو تحدد هوية جثثهم فرق الطب الشرعي العاملة في سورابايا، مع نفاد وقت عمليات البحث. قال إمام، وهو يدخن سجائر متتالية في أحد المطاعم المفتوحة هنا، الأسبوع الماضي، إنه لا يأمل في حدوث معجزات، لكنه أضاف، وهو مسلم ملتزم بشعائره الدينية، إنه يرغب فقط في دفنهم بطريقة لائقة. وقال: «أدعو الله أن أعثر على جثث أولادي وأحفادي فقط، بغض النظر عن حالة هذه الجثث. فإذا لم يتمكنوا من العثور عليها، فهذه مشيئة الله. نأمل فقط في أن تواصل الحكومة عمليات البحث حتى يتم العثور على جثامين جميع الضحايا». وقالت اللجنة الوطنية الإندونيسية لسلامة النقل، أمس، إن طائرة «إير آسيا» التي سقطت في البحر، الشهر الماضي، كانت في حالة سليمة، وإن كل أفراد الطاقم كانوا معتمدين على نحو لائق. وقال كبير محققي اللجنة ماردجونو سيسوسوارنو للصحافيين إن الصندوق الأسود للطائرة يقدم «صورة واضحة تماما» لما حدث في اللحظات الأخيرة قبل تحطم الطائرة. وأضاف أن الضابط الأول كان يحلق بالطائرة وقت الحادث الذي أودى بحياة كل من كانوا على متنها. وكانت القوات المسلحة الإندونيسية أعلنت، الثلاثاء الماضي، انتهاء عمليات البحث عن الضحايا المفقودين، وأعلنت أن غواصي البحرية انتشلوا جميع الجثث التي كانت موجودة داخل هيكل الطائرة الذي تعرض لأضرار بالغة، ويقبع قبالة الساحل الجنوبي لبورنيو، على عمق نحو 100 قدم. كما أنها لا تعتزم بذل مزيد من الجهود سعيا لانتشال حطام الطائرة. وأعلنت هيئة البحث والإنقاذ الوطنية الإندونيسية، أول من أمس، أنها ستواصل عمليات البحث، ولكن على نطاق أصغر كثيرا، حتى 6 فبراير (شباط) المقبل. كما قال مسؤولون إنهم يحاولون حشد الصيادين والسكان في المجتمعات الساحلية للانضمام لعملية البحث. أصبحت سورابايا، وهي مدينة ساحلية يرجع تاريخها إلى القرن الـ13 الميلادي على الأقل، مقصدا للتعبير عن الحزن الذي تشعر به عائلات مثل عائلة إمام. كان يعيش هنا نحو نصف من قضوا على متن الطائرة المنكوبة، وعددهم 162 شخصا، ويشعر غالبية الأهالي بشيء من الصلة بهم. تقع المدينة، التي يبدو أنها قريبة الشبه ببلدة نظرا لشوارعها الواسعة التي تصطف على جوانبها الأشجار، وعدم وجود مبانٍ شاهقة، على الشاطئ الشمالي لإقليم جاوة الشرقية، عند مصب نهر ماس. ورغم أن غالبية سكان سورابايا مسلمون، فإن كثيرا من الضحايا إندونيسيون من أصل صيني، وينتمون إلى الأقلية الغنية المسيحية في أغلبها، الذين تركوا علامات في هذه المدينة كتجار ومتعاملين ورجال أعمال، خصوصا خلال الـ50 عاما الماضية. وقال القس يوهانس سوني سوسانتو (38 عاما) من كنيسة ماوار شارون البروتستانتية التي تضم 8 آلاف عضو فقد 43 منهم في حادث التحطم: «لا نعرف السر وراء وقوع هذه المأساة، لكننا نعلم أن الله له حكمة في ذلك». خلال الأيام الأولى من وقوع الحادث، اكتظ مركز الأزمات بمئات من الأقارب المفجوعين، سعيا للحصول على إجابات، وأملا في وقوع معجزات، وفقا للاختصاصيين النفسيين الذين زاروهم. ومع ذلك أتى خلال الأسبوع الماضي أقل من 30 من أفراد الأسر كل يوم، والباقي ينتظرون في منازلهم في سورابايا، وعبر إقليم جاوة الشرقية، على أمل تلقي مكالمة هاتفية أو رسالة نصية تخبرهم بأنه تم انتشال جثث ذويهم أو التعرف عليهم. من ناحية أخرى، لا تزال الصورة ضبابية بالنسبة لخطط دفن جو إندري (80 عاما) المقرر دفنها في المقابر المخصصة عادة للإندونيسيين من أصول صينية في سورابايا. جو إندري هي عميدة عائلة بوذية - كونفوشيوسية فقدت كذلك 5 آخرين من أفرادها في الحادث. تم التعرف على أشلاء ابنة إندري ميجي ثيجا كوسوما (44 عاما) وحفيدتيها؛ ستيفي جوناوان (10 سنوات) وستيفاني جوناوان (21 عاما)، وجرى دفنهن. وظل الباقون في عداد المفقودين. أصبح بعض أهالي سورابايا «ضحايا آخرين» لحادث تحطم الطائرة، حيث أصبحوا يعانون من القلق والخوف من ركوب الطائرات، بعد مشاهدتهم للتغطية الإخبارية المكثفة لحادث الطائرة. ومن بين هؤلاء ديانا دارمايانتي (21 عاما)، وهي طالبة في السنة النهائية للحصول على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة بترا المسيحية في سورابايا. قالت إنها حجزت، قبل وقوع الحادث، تذكرة للسفر إلى سنغافورة في مارس (آذار) على متن نفس الطائرة رقم «8501» التابعة لشركة «إير آسيا». وقالت دارمايانتي بعد أدائي الصلاة في معبد كونفوشيوسي في الحي الصيني: «تم تغيير رقم الرحلة، ولكن ما زلت مترددة؛ هل سأسافر على متنها أم لا»

مشاركة :