انتقل إلى جوار ربه هذا الصباح الداعية الفلبيني الشيخ عبدالله بدجيم في مدينة باقيو شمال الفلبين برصاصات غادرة لم يعرف من وراء مطلقها الذي لاذ بالفرار بعد جريمته النكراء. ولم تعرف بعد حتى هذه اللحظة من الجهة التي تقف وراء مقتل الداعية، لكن الملاحظ أن هناك استهداف واضح ورسائل تهديد متكررة للدعاة المميزين هناك، خصوصاً في الفترة الاخيرة، وتعتبر هذه هي الحادث الثالثة خلال أقل من عام، سائلين المولى تعالى أن يحفظ دعاة الاسلام ويشد على قلوبهم. كان للشيخ جهود جبارة في دعوة غير المسلمين، حيث أسلم على يديه آلاف من الناس في بلاده و خارجها. كان يحمل هم تبليغ رسالة التوحيد دون كلل ولا ملل، وكان يعرف أنه مستهدف لكن ذلك لم يثبطه يوماً عن الدعوة إلى سبيل سبحانه وتعالى. بدأ رسالته الدعوية منذ قرابة الثلاثين عاماً في العاصمة مانيلا في إحدى مراكزها ومعه فريق من المتطوعين من معتنقي الإسلام. وقد كان ذا همة عالية وعزيمة منذ شبابه ، وقد سافر بعد ذلك للعمل في إحدى مراكز دعوة الجاليات بمدينة جدة وبقي فيها قرابة الخمسة أعوام ، عاد بعدها ليفتتح هو ومجموعة من الدعاة مركز دعوي في مانيلا ( مركز المعلومات الاسلامي) والذي كان له دور هام في تحسين صورة الإسلام في العاصمة مانيلا ، ثم انتقل لمدينة باقيو لإكمال مشواره الدعوي هناك وليتعلم اللغة العربية في معهد المعارف الشرعي في الفلبين، علما أنه كان قد تجاوز الأربعين عاماً من عمره حينها، ولم يثنيه ذلك عن هدفه الشريف لاتقان لغة القرآن كما كان يقول وقد تم له ذلك وكان آخر عمل له بمركز دسكفر إسلام الذي قتل بقربه. وقد تميز الشيخ بدجيم بقوة شخصيته ودماثة خلقه وأسلوبه الراقي والمرح في الوصول إلى قلوب الناس من شتى المشارب، وقد كان له علاقات مميزة مع كبار القوم في الفلبين، من أبرزها مقابلتة لرئيس الفلبين قبل عدة أشهر مع علاقاته المميزة مع الممثل العائد للإسلام روبن بديليا، وقد أسلم على يديه عدد كبير من الشخصيات الهامة من أهل الفلبين. بلغ الفقيد الخمسين عاماً من العمر، وترك عدد من البنين والبنات الثكالى وأرملة. مضى إلى جوار ربه وهو في طريقه إلى إحدى المناشط الدعوية هناك… وترك لنا رسالة عظيمة… ماذا عملنا نحن للإسلام وكم كان لنا من أدوار في إيصال رسالة التوحيد إلى من هم في أمس الحاجة لها. نحتسبه شهيداً عند المولى سبحانه وتعالى ونسأله تعالى أن يخلف على الدعوة خيراً إنه سميع مجيب.
مشاركة :