أيام قرطاج المسرحية: المسرح يكرّم نفسه

  • 12/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - تفتتح السبت، الدورة العشرون لمهرجان قرطاج المسرحي، إحدى أهم وأعرق التظاهرات المسرحية في أفريقيا والعالم العربي، والذي جعل من تونس إحدى عواصم الفن الرابع، مستندة في ذلك إلى إرث مسرحي يمتد، وبصفة متواصلة، من ستينات القرن الماضي، حين راهنت السياسة الثقافية في دولة الاستقلال آنذاك على المسرح كوسيلة توعية وتعبير، وطريقة مثلى نحو الحداثة في بلد قال زعيمه الحبيب بورقيبة يوما “لو لم أكن رجل دولة لكنت رجل مسرح”. ويشارك في هذه الدورة، التي صارت سنوية، بعد أن كانت كل عامين تتناوب التنظيم مع مهرجان دمشق المسرحي، 39 بلدا من ضمنها 10 بلدان عربية و11 أفريقية، ستقدم ما لا يقل عن 150 عرضا منها 16 عملا للأطفال، و117 عملا تم توزيعها على فضاءات للعرض داخل العاصمة تونس وخارجها في محافظات مختلفة، مما جعل المهرجان يخرج من مركزيته التي بدأها في السنوات الأولى لتأسيسه وينفتح على مناطق داخلية ضمن استراتيجية لامركزية ممنهجة. و“المسرح لدى التونسيين بمثابة الفوتبول لدى البرازيليين” هكذا قال أحد المشاركين في تنظيم الدورة التي تأتي تحت شعار “استنطاق ذاكرة المهرجان”. ورصد المنظمون لهذه التظاهرة التي تكلف الدولة ما يقارب المليون دولار، والتي تحتفي بمرور 35 سنة على تأسيسها (1983) مبلغا ماليا قيمته 80 ألف دينار (ما يقارب 30 ألف دولار) للمتوجين بمختلف جوائز الدورة، في البلد الذي يعاني ضائقة مالية وهبوطا مدويا لعملته، لكنه يرصد قسطا مهما من ميزانيته للثقافة، مقارنة بدول أخرى في البلدان النامية، ويحاول مثقفوه دائما أن يقارنوا وضع الثقافة في بلادهم ببلدان أخرى من الشمال الأوروبي. وعاد المهرجان أخيرا للعمل بالمسابقة الرسمية التي طالما اختلف عليها المنظمون بين الداعين لإلغائها، بذريعة أن المسرح بمختلف توجهاته وطبيعة عمقه التجريبي الذي يلغي المقاييس الثابتة، ليس مضمارا للسباق، وبين المتحمسين إليها، وحجتهم في ذلك أنها تبعث روح الحماس ونبل التنافس، وتعطي الأيام نوعا من الحركية والتشويق فتخرجها من كونها مجرد تظاهرة ثقافية تشبه بقية الندوات التي لا تتجاوز أصداؤها القاعات. وتحل دولتا فلسطين وبوركينا فاسو، ضيفي شرف لهذا المهرجان الذي أراد له مؤسسوه الاحتفاء بالمسرحين الأفريقي والعربي. واختارت لجنة انتقاء العروض التي يرأسها الفنان المسرحي رؤوف بن عمر عمليْن من أفريقيا لكل من غينيا والتوغو. و يمثل تونس في هذه المسابقة عملان هما “ذاكرة قصيرة” لوحيد العجمي، و“جويف” (يهودي) للمخرج حمادي الوهايبي. وسينافس هذان العملان على جوائز المسابقة الرسمية، أعمالا عربية وأفريقية هي “تقاسيم على الحياة” من العراق و“عبث” من المغرب و”الساعة الأخيرة” من مصر. وتسجّل سوريا حضورها بمسرحية “تصحيح ألوان”، والأردن بـ“هملت بعد حين”، والكويت بـ“يوميات أدت إلى الجنون”، في حين ستكون الإمارات ممثلة في المسابقة بـ“المجنون”.

مشاركة :