انضمت السعودية إلى نادي صناعة الأقمار الاصطناعية العربية بالقدرات المحلية بعد أن نجحت الجمعة في إطلاق نسختين جديدتين، وذلك بفضل الخطط الحكومية الهادفة لجعل البلد الخليجي مركزا في هذا المجال وفق “رؤية 2030” من خلال تخصيص المليارات من الدولارات لتنفيذ مشروعها الواعد. الرياض - أطلقت السعودية بنجاح الجمعة من قاعدة تيوكوان لإطلاق الصواريخ في الصين القمرين الاصطناعيين “سعودي سات 5 أي” و”سعودي سات 5 بي”، واللذين يعتبران إنتاجا محليا بالكامل. ويأتي نجاح عملية الإطلاق ليؤكد صواب استراتيجية الحكومة، التي تطمح إلى إدخال الدولة الخليجية بقوة في عهد التصنيع الفضائي والاستفادة من التكنولوجيا بشكل أكبر في المستقبل. ويقول محللون إن الرياض أشعلت بذلك السباق العربي للفضاء بعد أن أطلقت الإمارات أواخر أكتوبر الماضي القمر “خليفة سات” ثم تلتها المغرب بقمر “محمد السادس بي”، بينما تسعى تونس للحاق بالركب بحلول 2020. الأمير تركي بن سعود: هذا الإنجاز يأتي استكمالا لما تم تحقيقه في مجالي الفضاء والطيرانالأمير تركي بن سعود: هذا الإنجاز يأتي استكمالا لما تم تحقيقه في مجالي الفضاء والطيران وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن عملية الإطلاق تم تحت شعار “لنا الأرض والفضاء” ضمن “رؤية السعودية 2030”، والتي تتضمن من بين أهدافها توطين التقنية. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن الإنجاز يأتي كمحصلة للجهود التي بذلتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على مدى سنوات في نقل وتوطين وتطوير التكنولوجيا ومنها تقنيات الأقمار الاصطناعية وبناء الكوادر الوطنية القادرة على التعامل معها وإنشاء البنى التحتية المتطورة. وكانت مدينة الملك عبدالعزيز قد أنهت خلال أكتوبر الماضي تصنيع القمرين الاصطناعيين لأغراض الاستطلاع لينضما إلى الجيل الثاني الأعلى دقة من أقمار الاستشعار عن بعد. ونسبت “واس” لرئيس مدينة الملك عبدالعزيز، الأمير تركي بن سعود، قوله إن “تحقيق هذا الإنجاز تم بفضل الله ثم برعاية ودعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين ومتابعة وعناية من ولي العهد، وتفاني منتسبي المدينة، ومساندة الجهات الحكومية”. وأكد أن هذا الإنجاز “يأتي استكمالا للعديد من الإنجازات التي تم تحقيقها في مجالات الفضاء والطيران انسجاما مع رؤية المملكة 2030”. وأوضح أن القمرين سيزودان الجهات الحكومية بالصور الفضائية عالية الدقة، والتي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، وذلك لاستخدامها في شتى مجالات التنمية المحلية. وأضاف “ستتم إدارة وتشغيل هذين القمرين من محطة تحكم متطورة تقع في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض”. وتم بناء أنظمة القمرين بواسطة مجموعة من المهندسين السعوديين في مجالات مختلفة، وتم تطبيق النظام الأوروبي في عملية تصميم وتصنيع تطبيقات الفضاء. وقام بصناعة القمرين أكثر من 120 مختصا سعوديا في مجالات الميكانيكا والاتصالات والهندسة الرقمية والطاقة وأنظمة التحكم والبرمجة وغيرها. وسبق أن أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز 13 قمرا اصطناعيا محلية الصنع ما بين عامي 2000 والعام الماضي، وهي تخطط لعملية إطلاق مستقبلية وفق خطة متكاملة. 15 عدد الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها السعودية منذ العام 2000 وحتى الآن وكل منها في مجال معين كما شاركت المدينة في تنفيذ تجارب علمية في الفضاء الخارجي بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وجامعة ستانفورد من على متن القمر سعودي “سات 4” في عام 2014، وكذلك شاركت في مهمة “تشانغ أي 4” بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية هذا العام لاستكشاف القمر. وكانت الإمارات قد أطلقت بنجاح من قاعدة لإطلاق الصواريخ في اليابان “خليفة سات”، وهو أول قمر اصطناعي صنع بأيد محلية بالكامل. وتم إطلاق القمر، الذي استغرق تصنيعه 4 سنوات من التجهيز والاستعداد والتدريب لفريق عمل من مركز محمد بن راشد للفضاء، إلى الفضاء الخارجي من المحطة الأرضية في مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان. وقال الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، في تغريدة على حسابه في توتير حينها، إنه “يوم تاريخي جديد لدولة الإمارات.. إطلاق خليفة سات أول قمر اصطناعي عربي مصنوع بأيد إماراتية 100 بالمئة”. و”خليفة سات” أحد القمرين الاصطناعيين المقرر إطلاقهما بحلول 2020، حيث تستعد وكالة الإمارات للفضاء لإطلاق قمر آخر لخدمة الجوانب التعليمية ليرتفع بذلك عدد الأقمار الإماراتية إلى 10 أقمار متعددة الاستخدامات. والشهر الماضي، أطلق المغرب القمر “محمد السادس بي” من مركز عمليات “أريان إيسباس” في قاعدة كورو الفضائية الواقعة بمنطقة غويانا الفرنسية، وهو ثاني أقمار البلد الأفريقي. وتقول الرباط إن القمر سيُستعمل في مراقبة حدود وشواطئ البلاد، إضافة إلى الوقاية من الكوارث الطبيعية ومعالجة تبعات هذه الكوارث، كما ستتم الاستفادة منه في مجال الزراعة. وأوضح عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري حينها أن القمر سيوفر البيانات والخرائط حول الأراضي الزراعية التي لم تستغل من أجل وضعها في خطط التطوير المستقبلية. وتعكف جارتها تونس على صناعة قمر اصطناعي محلي الصنع يتوقع أن يتم إطلاقه بحلول العام 2020 ويشرف عليه 25 مهندسا في ورشة تابعة لمجموعة “تلنات” في ولاية صفاقس جنوب البلاد. وقال محمد الفريخة المدير العام لتلنات في تدوينه على حسابه الرسمي في فيسبوك هذا الأسبوع “يواصل عدد من المهندسين التونسيين بالشركة العمل على إنجاز هذا القمر الاصطناعي بإمكانيات وبذكاء تونسي ولقد تقدم إنجاز المشروع شوطا هاما”.
مشاركة :