الشارقة: «الخليج» «أبعد من الحلم» هو ديوان جديد للشاعرة سائدة أبوراس، ويضم نحو 50 قصيدة، حاولت فيها أبوراس أن تقدم تنويعات وجدانية وعاطفية ووطنية، كما حاولت قدر الإمكان أن تختصر المسافة بين القارئ والكلمة، وأن تضع هذا القارئ في أجواء رومانسية تخرج به من مناخات المكان والزمان، نحو فضاءات شعرية وإنسانية جديدة.في النصوص التي تضمنها الديوان، ثمة ملمح شعري حديث، يحاول أن يسمي العالم وأشياءه، وهنا نتذكر ما سبق وأن أشار إليه أدونيس في تعريفه للشعرية بالقول: «سر الشعرية هو أن تظل دائماً كلاماً ضد الكلام، لكي تقدر أن تسمي العالم وأشياءه أسماء جديدة، والشعر كلمة تتجاوز نفسها منفلتة من حدود حروفها، وحيث الشيء يأخذ صورة جديدة، ومعنى آخر».وفي ضوء تعريفات كثيرة تختلف أو تتفق، يظل الشعر بنية علائقية تستثمر كل ما في اللغة من قدرة على الإيحاء، وهنا، في تجربة الشاعرة سائدة أبوراس على وجه الخصوص، يمكن أن تكون لصيقة بالواقع الذي تعيش فيه الشاعرة، هل يطلق عليها شعرية الواقع؟ ربما.. وربما شعرية الحياة.. لنتأمل نصاً في «أبعد من الحلم»:لكي تظل الروح روحاًولا تغربلكي تغفو على أجفانيفراشاتي المدللةولا تهربلكي ألثم أوتار شعريوأعزف لحني وحديتحت كف ليليفكم من قصيدة وقصيدة سأنجب.هنا، تبرز ثقافة الشاعرة كمعيار يمكن الاستناد إليه، لتوليد طاقة شعرية تضيء على دلالات ومعانٍ وأفكار صاغتها قريحة التجربة، التي تحيل على كل ما هو جمالي وقادر على الإتيان؛ ما هو خصب في فضاء الدلالة والرمز والإيحاء، فنقرأ في قصيدة «كان لي وطن»:كان لي وطنحدوده الشمسأسواره من زهر الياسمينيغني على مسارح الأدبيهوى الجموحيصارع الطموحيعجن الحديدليصنع الذهب..تغرف سائدة من معين اليومي والعادي والمألوف والمعيش، وتوظف فيه طاقة شعرية خلاقة تجعله أشبه بحلم يلفح المخيلة، ويرسم معالم وملامح جديدة للأشياء والموجودات والمشاعر، فنقرأ في نصها «عشق حد الجنون» تقول:قُربك محرقة للوقت /ومصفاة للساعات! /أرجوك... /ابتعد عني قليلاًلأشعر بصقيع دقات الساعة/يلفح جسدي/ لأعيش اختبار الزمن/ وعُد إلي من جديد/كي أحلم/ بدفء نهايتي قربك...وفي قصيدة «السعادة» نقرأ:هذه هي السعادة!/فيضُ محبةونشوة انتصار/ سنبلة أملٍ مرصوفةٍبقمح الطموح/ في حقل دائم الخضارعنقود من عنب الدوالي/ يذوب بفم العبد/ فيغدو والي/ غموض وجيوب ملأى بالأسرار
مشاركة :