فضيلة الشيخ أحمد مهنا السيسي: أمتنا الإسلامية.. الخير باق فيها إلى يوم القيامة

  • 12/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في خطبته ليوم الجمعة أمس بجامع أبوحامد الغزالي بقلالي تحدث فضيلة الشيخ أحمد مهنا السيسي عن «أمة سيدنا محمد أمة الخيرية والوسطية»، فقال: لقد خصَّ الله أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالخيرية والوسطية على سائر الأُمَم، وأن مُلكَها سيبلغُ مبلغا عظيما في الأرض. قال تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ». قال القرطبيُّ رحمه الله: «هذا مدحٌ لهذه الأمة ما أقامُوا ذلك واتَّصَفُوا به، فإذا ترَكوا التغييرَ وتواطَؤُوا على المُنكَر زالَ عنهم اسمُ المَدحِ ولحِقَهم اسمُ الذَّمِّ، وكان ذلك سببًا لهلاكِهم». وقد أخذَ الله العهد على جميع الأنبياء أن يتَّبِعوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إن بُعِثَ فيهم، وحفِظَ الله لهذه الأمة دينَها ووعَدَ بإظهاره ونسخ به ما سبقه من الديانات، ونبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم خيرُ خلق الله وسيدُ ولد آدم يوم القيامة، والأنبياء له أتباع وقد أمهم صلى الله عليه وسلم في بيتِ المقدسِ، وأُعطِيَ جوامِع الكلِمِ وبعثَه الله إلى الناس كافَّةً بشيرا ونذيرا، وصحابتُه رضي الله عنهم هم خيرُ صحب قال صلى الله عليه وسلم: «خيرُ الناس قَرْني» بل الخير باق في هذه الأمة إلى يوم القيامة «لا تَزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهِرين على الحقِّ، لا يضرُّهم من خذَلَهم حتى يأتي أمرُ الله وهم كذلكِ» وعلماؤُها ورثَةُ الأنبياء ولا يجتمِعون على ضلالةٍ، وهي شاهِدةٌ على جميع الأُمَم قال تعالى: «هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ». ووضع عنها قيودا وآصاراً كانت على من قبلَها، ورُفِع عنها الخطأ والنسيان والوسوسة وما استُكرِهت عليه، وفتح أبواب التوبة والمغفرة للتائبين النادمين. وهي عدلٌ خِيارٌ في الأُمم، وتشريعاتُها ميسرة تامَّة مُوافِقة للفِطرة «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْر ولا يُريدُ بكمُ العسرَ». إنها أمةٌ بُورِك لها في بُكُورِها، وليلِها ونهارِها، فصيام رمضان مع ستةٍ من شوال كصيام الدهر، وليلة القدر خير من ألف شهر.. والله عز وجل تكرَّم عليها بأمكِنة مقدسة مُبارَكة فصلاةٌ في المسجد الحرام عن مائة ألف صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ألف صلاةٍ فيما سِواه، وصلاةٌ في المسجد الأقصى عن خمسمائة صلاةٍ. ومن صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فكأنَّما قامَ نصفَ الليل، ومن صلَّى الفجرَ في جماعةٍ فكأنَّما قامَ الليلَ كلَّه، وغير ذلك مما لا حدَّ ولا عدِّ لفضل الله فيه فهو أكرم الأكرمين. أمةٌ تحيتها السلام في الدنيا والآخرة، وأُجورُها مُضاعفةٌ مرتين بل عشر مرات والله يضاعف لمن يشاء لا حدود لكرمه.. أمةٌ وفقها الله لخير يوم طلَعَت عليه الشمسُ وهو يومُ الجمعة الأسعد، وأعطَاها أمانَين من العذاب، الأول: مادام فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والثاني: هو استغفارهم لله. وأولُ من ينشقُّ عنه القبرُ في المحشَر هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أولُ شافِعٍ وأولُ مُشفَّعٍ، وتدعى أمته يوم القيامة من بين سائرِ الأُمم غُرًّا مُحجَّلين من آثار الوضوء. ولكل نبيٍّ دعوةٌ مُستجابةٌ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد ادخر دعوتَه للشفاعة لأمته، وهي أولُ من يُجيزُ الصِّراطَ، وأولُ وأكثرُ الأُممِ دخولاً في الجنة. وكما أكرمَ الله أمته صلى الله عليه وسلم بالدين، وفتَحَ لها أبواب الأرزاق في الدنيا.. أمةٌ مهابةُ الجانب بين الأُمم ما تمسكت بدينها، لحقيقٌ بالمؤمن أن يعتزَّ بدينِه وبأمته، وألا يصغى لأهل الباطِل، فأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي أمة الخيرية والوسطية. أيها المسلمون، إن أمةً هذه مكانتُها وهذا مقامُها، والخير باقٍ فيها إلى يوم القيامة، هل يحق لِمُهلكي الحرثَ والنسلَ ممن أبادُوا الشعوبَ وضيعوها وشردوها وسرقوا خيراتها أن يتكلموا في رجالها وقادتِها وأبطالِها؟! جاعلين من أنفسهم أوصياء على أمن شعوبها، هل يحق للذين أجرموا هذه الجرائم في شعوب الأرض وشعوب العرب والمسلمين أن يزايدوا على قادة العرب والمسلمين فيما بينهم وبين أبناء أوطانهم؟ لا أبدًا.. كيف لهؤلاء أن يجعلوا من أنفسهم الأُمناء على حقوق الإنسان وهم أعدى أعدائه وأكثر ما يسوؤهم أمنه في وطنه ووئامه مع قادته وولاة أمره وتطور ورفعة شأن وطنه. لا بد من الرد على هؤلاء ليعرفوا حدودهم وقدرَ من يُسيئون إليه، ليعلموا أن شعوب الأرض لم ولن تنسَ جرائمهم ومعتقلاتهم الجماعية وحرائقَهم وحروبَهم على البشرية، «كُلما أوقدُوا نارًا للحربِ أطفأها الله» كيف لهؤلاء أن يجلسوا من مسافاتِ آلافِ الأميال أو من وراء البحار ويتكلموا في خير أمةٍ أُخرجت للناس!

مشاركة :