تركيع الشرطة للطلاب يفجر غضبا عارما في فرنسا

  • 12/8/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

باريس – وكالات: أثار تصرف للشرطة الفرنسية غضبا وانتقادا كبيرين، بعدما ظهرت عناصر منها في مقطع فيديو وهم يركّعون طلبة بمدرسة ثانوية، فيما بدا شبيها بطريقة «الإعدام رميا بالرصاص». وقال موقع «بي إف إم تي في» الفرنسي إن الفيديو جرى تداوله على نطاق واسع خلال الساعات الماضية، إذ يظهر إيقاف العشرات من التلاميذ قرب مدرسة ثانوية في «مانت لا جولي» بطريقة مهينة وغير أخلاقية. ويرصد الفيديو نحو 150 طالبا راكعين يضعون أياديهم فوق رؤوسهم، في مشهد يوحي بأسرى الحرب أو باللحظة التي تسبق تنفيذ الإعدام رميا بالرصاص. وذكرت إذاعة «فرانس إنفو» أن السلطات الأمنية اعتقلت الطلاب بعد اندلاع أحداث عنف تخللها إحراق سيارتين، والإضرار بالمباني العامة. وواجهت الشرطة كمًّا هائلا من الانتقادات الشديدة اللهجة، إذ أجمعت كلها على أن تعامُل العناصر الأمنية مع التلاميذ غير مقبول، ودخيل على المجتمع الفرنسي. وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب تعبئة استثنائية في صفوف قوات الأمن للتصدي لأعمال تخريب وعنف محتملة قد تندلع خلال احتجاجات «السترات الصفراء»، مشيرًا إلى نشر 89 ألف شرطي وعربات مدرعة لم تستخدم منذ أعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في عام 2005. وفي الأثناء، تستعد الحكومة الفرنسية للأسوأ اليوم السبت، على خلفية ثلاثة أسابيع من التعبئة للاحتجاج على زيادة الرسوم على المحروقات. وفي جميع أنحاء فرنسا تتزايد الدعوات إلى التعبئة اليوم السبت، في حين تحدثت وزارة الداخلية عن «تعبئة من أقصى اليسار وأقصى اليمين». وأضافة إلى خشيتها من أعمال عنف اليوم السبت، تخشى الحكومة من اتّساع نطاق الغضب إلى قطاعات أخرى. ودعت سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية الفرنسية المواطنين الموجودين حاليا في فرنسا، وبالتحديد باريس، إلى أخذ الحيطة والحذر اليوم السبت الموافق 8 ديسمبر نظرًا إلى مظاهرات «السترات الصفراء»، لافتة إلى أن السلطات الفرنسية ستقوم باتخاذ تدابير أمنية مشدّدة حول شارع «الشانزيليزيه» والمناطق المجاورة. وذكرت السفارة البحرينية في تغريدات لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن موقع بلدية باريس أفاد بغلق بعض المواقع السياحية، منها «برج إيفل» و«متحف اللوفر»، وكذلك عدد من الشوارع التي يمنع وقوف السيارات فيها اليوم السبت. ونصحت السفارة بتفادي مناطق المظاهرات والتجمعات وضرورة اتّباع تعليمات السلطات المحلية، وفي حال أي استفسار الرجاء التواصل مع السفارة على الأرقام الآتية: 0033755170131، و0033630930932، و0097317227555. شهدت فرنسا توترا شديدا أمس الجمعة عشية تظاهرات جديدة لـ«السترات الصفراء» تثير مخاوف من تكرار أعمال العنف والشغب التي شهدتها باريس السبت الماضي، وهو سيناريو تسعى الحكومة لتفاديه بأي ثمن، واصفة حركة الاحتجاج بأنها «وحش» خارج عن السيطرة. وحذر وزير الداخلية كريستوف كاستانير قبل الظهر بأن «القوة ستبقى للقانون»، عارضا تدابير أمنية «واسعة النطاق سيتم اتخاذها لهذه المناسبة، من ضمنها استخدام آليات مدرعة لقوات الدرك قادرة على إزالة السواتر التي قد ينصبها المحتجون في العاصمة كما حصل في الأول من ديسمبر، في مشاهد انتشرت في جميع أنحاء العالم». وتكرر السلطات التنفيذية أنها في حال التيقظ القصوى، داعية الفرنسيين إلى التحلي بالروح الجمهورية، وهي لا تخفي قلقها حيال مخاطر انزلاق الوضع ربما إلى ما يشبه التمرد. وقال كاستانير إن «الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه»، واصفا بذلك حركة «السترات الصفراء» التي باشرها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديدا بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، غير أنها باتت ترفع فيها شتى المطالب والاحتجاجات وآخر المنضمين إليها طلاب الثانويات. وتراجعت الحكومة عن فرض زيادة ضريبة على الوقود، وهو الإجراء الذي أشعل الأزمة بالأساس، غير أن ذلك لم ينجح في وقف حركة لا قادة لها ولا هيكلية منظمة، تتطور خارج الاطر المحددة. وسيتم نشر 89 ألف شرطي وعنصر درك في جميع أنحاء فرنسا اليوم السبت لتفادي تكرار مشاهد الاسبوع الماضي من مواجهات تحت قوس النصر وحواجز مشتعلة في الأحياء الراقية وأعمال نهب ودخان غازات مسيلة للدموع سعيا لتفريق «السترات الصفراء» ومرتكبي أعمال التخريب. ووصف المدير العام للدرك الوطني ريشار ليزوري التدابير التي ستعتمد اليوم السبت بأنها «غير مسبوقة». وأكدت الحكومة الفرنسية أن قوات الأمن ستكون أكثر قدرة على الحركة للتجاوب «بشكل أكثر فاعلية مع استراتيجية المشاغبين القاضية بالتفرق والتحرك» لأن «كل المؤشرات تفيد بأن عناصر راديكاليين سيحاولون التعبئة». وتتحدث بعض الشعارات التي تطلَق على مواقع التواصل الاجتماعي، الوسيلة الرئيسية لتنظيم تحركات «السترات الصفراء»، بشكل واضح عن تغيير للنظام أو عن رحيل الرئيس إيمانويل ماكرون الذي مازال يلزم الصمت حتى الآن، غير أنه من المفترض أن يلقي كلمة حول هذه الأزمة الخطيرة مطلع الأسبوع المقبل. وقال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران إن الرئيس الذي يدرك أنه يجسد نقمة قسم كبير من الفرنسيين بعدما انتخب عام 2017 على أنه رجل التغيير والتجدد، «لا يود صب الزيت على النار وبالتالي لا ينوي التكلم قبل السبت». وستكون باريس مشلولة اليوم مع إغلاق برج إيفل ومتحفي اللوفر وأورسي ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا، كما سيطول الإغلاق المقاطعات، فيما ينشر جهاز الدولة وسائله بقوة. وأعلن النائب العام للعاصمة ريمي هايتز أنه اتّخذ التدابير اللازمة للسماح للشرطيين بتوقيف أي شخص يريد «التواجه مع قوات الأمن» قبل انطلاق التظاهرات. وعمدت السلطات في بعض المناطق إلى حظر التظاهر، كما في شمال فرنسا، أو بيع ونقل الوقود والمفرقعات والمواد القابلة للاشتعال أو الكيميائية، للحد من استخدام الزجاجات الحارقة.

مشاركة :