دبي: محمد ياسين في إطار الجهود المتواصلة ل«دبي العطاء»، لدعم جهود التعليم في الكثير من البلدان التي تعاني الفقر والصراعات، وما يترتب عليهما من تسرب من المدارس، وعدم القدرة على الالتحاق بالتعليم النظامي، بسبب عمليات اللجوء والنزوح، وصلت جهود «دبي العطاء» إلى كولومبيا، من خلال مشروع «نحن التعليم»، حيث طرق موظفو المشروع الذي تموله «دبي العطاء»، باب منزل مايكول في أوائل عام 2017، ودون تردد سجلت والدتها ماريا في المشروع، كما تلقت مايكول وشقيقتها كارين دروساً تحفيزية، حيث كانتا على استعداد للعودة إلى المدرسة. يشجع برنامج «دبي العطاء» ويدعم إشراك النازحين في أنظمة التعليم النظامية، لذا يمكن أن تستفيد مايكول من التعليم المعتمد الذي يتيح لها إحراز تقدم ضمن كافة مستويات نظام التعليم. فرص التعليم واجه الشعب الكولومبي معاناة كبيرة، حيث مرت البلاد بفترة عصيبة، فقد فيها الناس العديد من أصدقائهم وأقاربهم، بسبب النزاع. ووصل عدد القتلى نتيجة هذا النزاع إلى 2.5 مليون كولومبي. وفي هذا الصدد، تقول مايكول: «لا نريد رؤية المزيد من هذه الحوادث المأساوية»، فالشعب يتطلع للعيش بسلام والحصول على فرص التعليم.وتتابع: «أتذكر عندما كنت أذهب إلى المدرسة مع أخي الأكبر، كيف كنا نركض في الأرياف، وأخي يصيح على الأبقار، للأسف، لم يعد أخي معي بسبب الحرب». لقد تركت ذكريات الحرب والنزاع المسلح أسى كبيراً على طفولة مايكول في كولومبيا، حيث أجبرت عائلتها أيضاً على الفرار إلى فنزويلا عندما كان عمرها ست سنوات. حياة جديدة بعد تسع سنوات من ترك كل شيء، تتكرر القصة مرة أخرى، فقد عادت مايكول مع عائلتها إلى البلاد، ولم يكن لديهم الكثير في أيديهم، وأصبحوا يعيشون بدوى مأوى يؤويهم، ولا طعام يسد رمقهم، مما اضطرهم لطلب المساعدة، ومن حسن الحظ، فقد ساعدت الروابط العائلية على توفير المأوى والطعام لهم. وبالتالي، قرروا بدء حياة جديدة في باريو لارغو في منطقة تيبو الحضرية. واليوم، تعيش الأسرة في منزل صغير مصنوع من الخشب. وعلى الرغم من عدم توافر ماء أو كهرباء بشكل سليم، فإن بيت مايكول يوفر لهم فرصة آمنة لبدء حياتهم مرة أخرى، وللمرة الثالثة.ونتيجة لتهجيرهم من جديد، انقطعت مايكول وشقيقتها كارين، 12 سنة، عن التعليم لمدة عامين. وأدى نقص الفرص والموارد الاقتصادية إلى عدم القدرة على مواصلة التعليم. وتقول مايكول: «انقطعتُ عن الدراسة لمدة عامين، ومثَّل ذلك بالنسبة لي أسى كبيراً. وكان من الصعب الوصول إلى التعليم بسبب عمري، ولم يكن لدينا المال الكافي لدفع ثمن الكتب. جدير بالذكر أن «دبي العطاء» تنفذ برنامجاً تم إطلاقه في 2017، لحماية الأطفال والشباب المتأثرين بالنزاعات من خلال التعليم في شمال شرق كولومبيا، ويستهدف البرنامج الفتيات والفتيان والشباب المتضررين من النزاعات في منطقتي أراوكا ونورتي دي سانتاندر، وتبلغ قيمته 11 مليون درهم، ويستهدف 15 ألف طفل وشاب بشكل مباشر. ويهدف البرنامج الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين (NRC) ومنظمة «أنقذوا الأطفال» إلى التصدي لأربعة تحديات رئيسية شملت العدد المتزايد للأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس، والمعدلات المنخفضة للانتقال من مرحلة التعليم الأساسي إلى الثانوي، وكثرة المناطق الريفية، بالإضافة إلى سوء جودة التعليم.
مشاركة :