بدون شكّ، الكثير يقدّر الجهود التي يبذلها رئيس لجنة حكام الطائرة راشد جابر، الذي نفسه يستشعر أنّ المهمة الملقاة على عاتقه ليست بالسّهلة، وإنما هي صعبة، والصعوبة لا تكمن في أسلوب تسيير دفّة اللجنة، وإيصال عملها إلى برّ الأمان، ولكن الصعوبة الكبرى في إرضاء الأندية المنضوية تحت راية الاتحاد، وخاصة الأندية التي تقع في المقدمة، والتي دائما ما ينظر إليها على أنها منافسة، ورغم أنّ رئيس اللجنة وضع ثقته بالتساوي في جميع حكامه، وأتاح الفرصة للكل بأنّ يأخذ فرصته، حتى يعبّر عن قدراته التحكيمية، والعمل الذي يقوم به راشد جابر هو محل ترحيب وتقدير حكامه، الذين يتواجد معهم من قرب، ويتابعهم أولا بأول، فضلا عن سلاسة المعاملة وطيبها التي تجعل منه واحدا منهم وليس مسؤولا عليهم. إلا أنّنا هنا نتمنى ألا تكون مباراة النجمة ودار كليب ضمن إحدى الجولات التنافسية من دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة، والتي انتهت نتيجتها لصالح النجمة بثلاثة أشواط مقابل شوطين، والتي أدارها الدوليان علي مكي الشيخ (أول) ومحمد منصور (ثان)، نقول نتمنى أنّ هذه المباراة بكل ما اعتراها من إيجابيات وسلبيات، واعتراضات واحتجاجات، ألا تمرّ على رئيس اللجنة مرور الكرام. شخصيا لا نتدخّل في شأن عمل رئيس لجنة الحكام، وما نقوله هنا يأتي من باب إسداء النصح، والكلمة الطيبة، فإن أخذ أبو جابر بها فنحن مشاركوه في عمله، وإن لم يأخذ بها فمن جانبنا أدينا دورنا، وبرّأنا ساحتنا، وكما قلنا في مقالتنا الأسبوعية «وقت مستقطع» إن ثقتنا واحدة في مختلف حكامنا، وكلّ منهم يجتهد بحسب سعته، وليس المكان الحالي مكانا لنعيد ونكرّر ما قلناه في المقالة المشار إلى مكانها، ولكن ما نريد أن نهمس به في أذن رئيس لجنة حكام الطائرة هو ألا يستعجل في الزّج بالحكام الجدد في المباريات القوية الحسّاسة، التي يبحث أصحابها عن خطأ واحد حتى يحمّلوا التحكيم سبب الخسارة، نحن على قناعة بحسن نوايا رئيس اللجنة عندما يوكل المباراة «لسين أو صاد» من الحكام، ولكن عليه أن يتريّث مع الحكام الجدد، وألا يستعجل على إنضاجهم، فالعجلة غير المحسوبة قد تحرق هذه الوجوه الجديدة. * والحكم الدولي علي مكي الشيخ واحد من الحكام الشباب القادمين بقوة، والذين يتوقع لهم أصحاب الشأن نجاحا مستقبليا في ساحة التحكيم، وصحيح أنّ الشيخ قد منحه رئيس لجنة الحكام بالبطولة الآسيوية للناشئين الثقة لإدارة المباراة النهائية، وهذه الثقة شرّفتنا كبحرينيين جميعا، ولكن نعرف، والأستاذ راشد يعرف قبلنا أنّ تواجد حكامنا في البطولات الخارجية شيء وتواجدهم في منافساتنا المحلية شيء آخر، وإلا كيف لنا أن نفهم بعض الأصوات القليلة التي تصف حكمنا الدولي جعفر إبراهيم بأنه لا يصلح حتى لإدارة مباراة ضمن منافسات الصغار، في الوقت الذي يتلقى فيه الحكم سنويا دعوات متواترة للتواجد في أرقى البطولات العالمية؟ فالذي نريد أن نوصله إلى رئيس لجنة حكام الطائرة، أنّ هناك مباريات محلية معينة يشوبها التنافس الحسّاس، ولذلك يتطلب من لجنته أن تختار الحكام المناسبين لها، رغم معرفتنا أنّ رئيس اللجنة مخيّر في قراراته، ولا تسيّره رغبات الأندية التي لن تتوقف.