برلين- وكالات: فازت أنجريت كرامب كارينباور في انتخابات رئاسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني المُحافظ الجمعة، بعد حصولها على أكثر من 51% من الأصوات في مُؤتمر الحزب. وتغلبت كارينباور المقرّبة من ميركل على فريدريك ميرز الذي يُريد أن يُعطي سياسات الحزب اتجاهاً أكثر يمينية. وبذلك تنتهي زعامة ميركل للحزب الذي تولّت رئاسته قبل 18 عاماً. وفازت كارينباور (56 عاماً) بأكثر من 51% من الأصوات في مؤتمر الحزب، في مواجهة فريدريك ميرز خصم ميركل الذي أراد تغيير سياسة الحزب بالاتجاه أكثر نحو اليمين. وفي كلمة مقتضبة قبل التصويت، دعت ميركل الحزب إلى رفض سياسات الخوف، حيث يشقّ اليمين المتطرف طريقه في ألمانيا وأوروبا. وقالت “يجب أن نتحلّى بالشجاعة لمُواصلة المسيرة”. وكانت ميركل (64 عاماً) قد شنّت في وقت سابق دفاعاً قوياً عن نهجها الوسطي والإنساني الذي طبع على مدى 18 عاماً رئاستها للحزب المحافظ قبل التصويت على اختيار خلف لها. وصفق أعضاء الحزب وهم واقفون مطولاً لميركل إثر هذا الخطاب الوداعي أمام مؤتمر الحزب في هامبورج الذي يحضره نحو ألف عضو. وبكى بعضهم وحملوا لافتات برتقالية كتب عليها “شكراً أيتها الرئيسة”. لكن قبل أن تسلم شعلة رئاسة الحزب، دافعت ميركل بشدة عن إرثها السياسي رغم الانتقادات الموجهة إليها في ألمانيا والخارج، وخصوصاً حول مسألة الهجرة. وقالت وقد بدت عليها علامات التأثر “في هذه الأوقات الصعبة، علينا ألا ننسى قيمنا المسيحية الديمقراطية”. وعددت ميركل التي تتخلّى عن رئاسة حزبها لكنها ستبقى مستشارة حتى نهاية ولايتها في 2021، لائحة طويلة من المخاطر الحالية مثل “التشكيك بالنهج التعددي والتراجع على الصعيد الوطني وخفض التعاون الدولي” والتهديدات “بحرب تجارية” في إشارة واضحة إلى سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل خاص. كما حذّرت من “الحروب الهجينة أو زعزعة استقرار مجتمعات عبر الأخبار الكاذبة”. ووجهت أيضاً دعوة إلى وحدة حزبها، بعدما أثارت حملة خلافتها في الأسابيع الماضية توترات داخل صفوف الديمقراطيين المسيحيين. وقالت “آمل في أن نخرج من هذا المؤتمر متحدين ومصممين”. وتنافس ثلاثة مرشحين على المنصب الذي يعد جسراً إلى تولي المستشارية. وانحصرت المُنافسة بين الأمينة العامة للحزب كارينباور والمليونير ميرز. واضطرت ميركل التي كان يلقبها الألمان بود عند فوزها بـ”موتي” (الأم) للإعلان عن تخليها عن قيادة الحزب في أكتوبر بعد انتخابات في اثنتين من المناطق جاءت نتائجها مخيبة للآمال. إلا أن المستشارة التي تقود منذ 13 عاماً أكبر اقتصاد أوروبي، حريصة على إكمال ولايتها هذه حتى نهايتها، أي حتى 2021. وقالت يسعدني أن أواصل العمل كمُستشارة.
مشاركة :