مع دخول فصل الشتاء بدأ أهالي محافظة وادي الدواسر جنوب مدينة الرياض في مواجهة برده، مستعينين بكثير من الأشياء التي تبعث إلى الدفء، ومنها أغطية النوم القطنية التي يُطلق عليها عدة مسميات منها «الملحف، المضرب، والداشق»، حيث يحرص الأهالي على اقتنائها واستخدامها على رغم وجود ما يقوم بدورها من الصناعات الحديثة. وتُعد هذه الأغطية إحدى الحرف اليدوية الاستثمارية التي كانت تقوم بها نساء وادي الدواسر إلى وقت قريب كمصدر دخل لكثير من الأسر، إلا إنها بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً، ولا سيما مع ظهور الصناعات القطنية الحديثة. وتقول إحدى الشهيرات في عمل تلك الأغطية سابقاً وتدعى أم محمد: «بعد أن نقطف ثمار القطن التي تسمّى أيضا الجوزة أو اللوزة من الأشجار المنتشرة في الوادي، نخلص القطن من الغطاء وهو ما نسميه (الفقوش) التي نُقدمها في وقتنا طعام للأنعام، ثم ندخل القطن في آلة تسمى (المحلج) مصنوعة من خشب الأثل تتكون من قاعدة وركبتين وعيدان تدار بشكل عكسي من قبل امرأتين لتفرز القطن من البذرة التي نسميها (حلاج) وهي ايضاً غذاء جيد للبهائم». وتتابع حديثها لوكالة الأنباء السعودية: «ثم نبدأ في عملية الندف وهو تخليص القطن من بعضه ومن الشوائب، فنقوم بطرقه بأعواد من شجر الأثل حتى يصبح ناعماً نظيفاً، بعد ذلك نبدأ في تسويته على القماش الذي كان له عدة أنواع من أهمها (التترون، والشالكي، والتركال، والبوال الكريزي، والشال، والروز) وكل منها له سعره، بعدها نبدأ في تقفيل الفراش من الخارج، ثم الخياطة على شكل مربعات حول الغطاء المراد تصنيعها ويبدأ إصغار المربع إلى أقل مقاس وسط الغطاء وعادة يكون بين كل مربع وأخر مسافة لا تتجاوز 3 سم». وأشارت إلى أن صناعة الغطاء الكبير لشخصين تنتهي في ثلاثة أيام، «فيما الصغير لشخص واحد في يومين»، مبينة أن أسعارها حينما كانت تعمل عليها «يصل الكبير منها إلى 400 ريال، والصغير من 300 إلى 250 ريالاً». يذكر أن جميع سكان وادي الدواسر من كبار السن والشبان يحرصون على اقتناء الأغطية القطنية، ويتعاملون معها على أساس أنها من الموروث الشعبي للوادي، ومن المستلزمات الشخصية الخاصة في النوم.
مشاركة :