«العلوم والتقنية» لـ "الاقتصادية": مردود اقتصادي لتصنيع الأقمار الصناعية محليا

  • 12/8/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال لـ "الاقتصادية" الأمير الدكتور تركي بن سعود؛ رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، "إن الهدف من إطلاق الأقمار هو بناء القدرات الوطنية في مجال تقنية الأقمار الصناعية والاستفادة من خدمات هذه الأقمار بصورة أكثر استقلالية وتحقيق اكتفاء ذاتي في هذه الصناعة المتطورة"، مؤكدا أن ذلك ما دفع المملكة إلى بناء أقمارها الصناعية بنفسها بدلا من فعل ذلك مع شركاء أجانب أو عبر تعاقدات خارجية. وحول إمكانية أن تحقق المملكة عوائد مالية تجارية من صناعة الأقمار الصناعية، أكد رئيس مدينة "العلوم والتقنية" أن ذلك هدف، مبينا أن هذه الصناعة يمكن أن تحقق مردودا اقتصاديا للمملكة. وأضاف، "نعم يمكننا في المستقبل بناء أقمار صناعية بالكامل لدول أخرى مثلما كانت تفعل الدول المتقدمة للسعودية وغيرها". وفيما يتعلق بأهمية أن تصنع المملكة أقمارها بنفسها، أكد الأمير تركي بن سعود، أن ذلك من شأنه أن يسمح بالاستفادة الكاملة من خدمات القمر، مشيرا إلى أن الأقمار الموجودة في المدارات عندما يتم طلب المعلومات منها من عديد من الدول تواجه هذه الدول عديدا من المعوقات، منها التأخير الزمني ولا تصل المعلومات إليها بتلك الدقة الكافية، لكن عندما تبني السعودية أقمارها الصناعية بنفسها ستوفر لنفسها آلية التحكم في المعلومات ودقة المعلومات المراد توفيرها بجودة أعلى. وأوضح الأمير تركي بن سعود، أن المملكة تحتاج إلى خدمات الأقمار الصناعية ومنتجاتها مثل الصور الفضائية بشكل يومي، مبينا أن هناك كثيرا من الجهات تستفيد من هذه المعلومات، وتوفيرها محليا لا شك يعطي المملكة تحكما في هذه التقنية وقدرة واستقلالية أكبر، إضافة طبعا إلى تراجع التكلفة بشكل كبير خصوصا عندما تمتلك هذه الصناعة والمعرفة. وتابع "المملكة تجد في هذه التقنيات مجالا للمنافسة العالمية وأرى أننا نستطيع أن ننافس ونقدم خدمات عالمية من خلال هذه الصناعة"، مضيفا أنه "لا توجد جهة لا تحتاج إلى صور الأقمار الصناعية وهي مطلب لكل إنسان وهي تقنية مهمة جداً وامتلاكها والاستفادة منها يأتي لمصلحتنا". وقال الأمير تركي بن سعود، "إنه يجب أن تكون لدينا تلك النظرة الطموحة بحيث نشكل الإضافة لما هو متوافر على الساحة العالمية"، موضحا أن السعودية تمتلك القدرات سواء كانت من الشباب أو الشابات للانخراط في هذه المجالات وأن نعطي ونقدم مثلما يُقدم من تلك الدول المتقدمة". وأكد أن المشروع يشكل حجر أساس مهم وأن تقنيات الفضاء من أهم التقنيات الاستراتيجية للدول وهي تقنية معقدة ومتى ما استطاعت أن تطورها فستشكل الفائدة حتى في مجالات أخرى، موضحا أن ظروف الفضاء بشكل عام تعتبر معقدة وأن تطوير هذه التقنيات ستكون لها انعكاسات علمية واقتصادية. وأكد أن هذه الأقمار هي ملك للمملكة، وأنه سيتم بالمستقبل وباستخدام هذه التقنيات بناء عدد من الأقمار بشكل تجاري بالتعاون مع جهات خارجية. وأوضح الأمير أن تحقيق هذا الانجاز يأتي استكمالا لعديد من الإنجازات التي تم تحقيقها في مجالات الفضاء والطيران انسجاما مع "رؤية المملكة 2030". يأتي تحقيق هذا الإنجاز كمحصلة للجهود التي بذلتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على مدى سنوات في نقل وتوطين وتطوير عديد من التقنيات المتقدمة ومنها تقنيات الأقمار الصناعية وبناء الكوادر الوطنية القادرة على التعامل مع هذه التقنيات وإنشاء البنى التحتية المتطورة، ما مكن المدينة من تطوير وتصنيع القمرين الصناعيين "سعودي سات 5أ" و"سعودي سات 5ب" في معاملها بأياد وطنية، حيث ستتم الاستفادة من هذين القمرين في تزويد الجهات الحكومية بالصور الفضائية عالية الدقة التي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، وذلك لاستخدامها في شتى مجالات التنمية الوطنية. وستتم إدارة وتشغيل هذين القمرين من محطة تحكم متطورة تقع في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض. من جهته، قال المهندس أحمد الحديدي؛ مهندس النظم في مشروع "سعودي 5 سات"، "إن عملية إطلاق القمرين السعوديين 5أ و5ب من قاعدة جيوجوان في الصين تمت بنجاح لتكون ثمرة لمجموعة من الجهود المبذولة من قبل الطاقم السعودي المكون من المهندسين والمهندسات الذين عملوا على المشروع من فترة طويلة بداية من التصاميم إلى بناء النموذج الأولي ثم النموذج النهائي". وبين الحديدي أن عدد الكادر الموجود في المشروع قد بلغ 200 موظف وموظفة سعودية يعملون في مجال تقنية الأقمار الصناعية. وحول اختيار جمهورية الصين لإطلاق الأقمار، أكد أنه يعود إلى عدة عقود واتفاقيات قد تم توقيعها أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. يذكر أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سبق أن أطلقت 13 قمرا صناعيا سعوديا ما بين عامي 2000 و2017م، كما شاركت في تنفيذ تجارب علمية في الفضاء الخارجي بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وجامعة ستانفورد من على متن القمر سعودي سات 4 في عام 2014م، وكذلك شاركت في مهمة "تشانق اي 4" بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية في عام 2018 لاستكشاف القمر.

مشاركة :