كلفت السلطات الفرنسية 89 ألف شرطي بحفظ الأمن في عموم البلاد، بينهم 8 آلاف في باريس، مزودين بـ 12 عربة مدرعة. وبدأ المتظاهرون التوافد إلى شارع الشانزليزيه الشهير في باريس. وسمحت الشرطة بدخول المتظاهرين إلى الشارع الذي يعد من رموز باريس، عقب تفتيشهم، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها خشية تكرار أحداث الشغب. واقتادت قوات الأمن 121 شخصا إلى مراكز الشرطة لاستجوابهم قبيل تظاهرات السبت في باريس، حيث تم توقيف 32 منهم بذريعة حيازتهم حجارة ومطارق. ومساء الجمعة، التقى رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب وفدا يمثل حركة السترات الصفراء، قبيل الاحتجاجات الواسعة المنتظرة اليوم في عموم البلاد. وقالت جاكلين مورو من أعضاء الوفد للصحفيين عقب اللقاء، إن ممثلي الحركة طرحوا آراءهم أمام رئيس الوزراء. وأكدت أنه يجب على ماكرون اتخاذ خطوات من شأنها خفض التوتر القائم. وطلبت الشرطة في وقت سابق من أصحاب المحلات والمطاعم في شارع الشانزليزيه إغلاق محلاتهم، وعدم ترك طاولات وكراسٍ في الخارج يوم السبت. وقررت السلطات الفرنسية إغلاق المتاحف القريبة من الشانزليزيه وإلغاء حفلات الأوبرا في مبنيي غارنيه والباستيل، فضلا عن تأجيل مباراة باريس سان جيرمان ومونبلييه في دوري كرة القدم. كما أعلنت أنها ستغلق برج إيفل مع الإبقاء على قوس النصر مغلقا، بسبب الاحتجاجات. ومن المقرر وقف رحلات مترو الأنفاق في حوالي 30 خطا في باريس، مع إغلاق الكثير من الشوارع في محيط الشانزليزيه. ويبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مخرج من "الأزمة" الناجمة عن احتجاجات "السترات الصفراء"، التي بدأت في 17 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، وتعد الأكثر عنفا خلال السنوات الأخيرة. ماكرون اضطر على خلفية الاحتجاجات إلى إلغاء زيارة رسمية له الأسبوع الجاري لصربيا، وأعلن عبر قصر الإليزيه إلغاء ضرائب على الوقود كان مقررا فرضها في 2019. لكن إعلان إلغاء الضرائب لم يكن كافيا لتهدئة غضب أصحاب "السترات الصفراء". وأظهر استطلاع أجرته شركة "إيلاب" للأبحاث، أن 78 في المائة من الفرنسيين يعتقدون أن التدابير التي أعلنها ماكرون لم تكن كافية لتلبية مطالب المحتجين. واحتجاجات "السترات الصفراء" ضد الضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة، والتي عمت مدنا مختلفة منذ 17 نوفمبر الماضي، شهدت مقتل 4 أشخاص وإصابة المئات، وسط اتهامات للشرطة باستخدام العنف. واعتبر ماكرون أن المشاركين في احتجاجات باريس السبت الماضي "مجموعة من الغوغاء لا علاقة لهم بالتعبير السلمي عن مطلب مشروع"، ما أثار انتقادات على نطاق واسع. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :