تختزن ذاكرة العم أحمد بدوي أدق التفاصيل عن قرية الجرف التراثية التي عاش فيها منذ أن رأت عيناه النور قبل 75 عاما، مشيرا إلى أنها من أقدم القرى الأثرية في محافظة رجال ألمع، وتحتوي على العديد من القصور الأثرية والقلاع الحربية ومسجد داخل القرية يزيد عمره على أكثر من 400 عام، وتقع على مرتفع يطل على مدينة الجرف الجديد. وبين بدوي أن القرية تحوي حتى الآن قلعتين حربية لا تزال صامدتان على الرغم من مرور مئات السنين على إنشائها في موقعين مطلين على القرية وهما بمثابة الحماية لأهالي القرية من اللصوص آنذاك. واعتبر العم بدوي قرية الجرف حاضرة رجال ألمع، إذ كانت تحتوي على العديد من الدكاكين التي يبلغ عددها آنذاك أكثر من ثماني دكاكين، وكان يقصدها المتسوقون من كافة قرى وهجر محافظة رجال ألمع ومن خارج المحافظة، حتى المتسوقون كانوا يفدون إليها من محافظة بيشة. وذكر العم بدوي أنهم كانوا يطلقون على القرية قبل 200 عام «معتق» نسبة إلى ارتفاعها وإطلالها على المحافظة، مشيرا إلى أن موقعها الاستراتيجي حماها من اللصوص. وكشف أنه يخترق القرية نفق يزيد طوله على200 متر وجميع من في القرية يستخدمه، لإنه يؤدي بمرتاديه إلى خارج القرية، مشيرا إلى أن للقرية ثلاثة أبواب كانت تغلق أثناء دخول فترة المساء، ولا يمكن لأي شخص أن يدخل إلى هذه القرية إلا بواسطة هذه الأبواب الثلاثة. وأفاد أن القرية كانت تتمتع بحركة تجارية كبيرة في ذلك الوقت وكان التجار يستوردون سلعهم من القحمة والبندر (القنفذة حاليا)، إضافة إلى أنهم يصدرون العسل والسمن والحبوب إلى خارج المحافظة، التي كان يقصدها المتسوقون من جميع المحافظات المجاورة. وذكر البدوي أن أهالي القرية يتمنون فتح طريق إلى قريتهم، مبينا أنه وصل إلى القرية مؤخرا وفد من الهيئة العامة للسياحة والآثار قادما من الرياض ووقف على القرية، مؤكدا أن الهيئة تسلمت سابقا ملفين يحويان كل ما يتعلق بهذه القرية الأثرية التي تحتوي على العشرات من القصور الأثرية والقلاع الحربية، ذات النمط المعماري التاريخي المتميز. وألمح إلى أن الأهالي يتطلعون إلى إعادة تأهيل القرية بما يجعلها رافدا سياحيا آخر لمحافظة رجال ألمع، لا سيما أن موقعها استراتيجي، وذات مطلات جميلة على مدينة الجرف الجديدة.
مشاركة :