خريطة العالم العربي بعد «الربيع»

  • 12/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ان وضعت بعض الحروب أوزارها في الوطن العربي، خصوصا بعد ما اطلق عليه «الربيع العربي»، وهو تدخل أفراد وأحزاب متطرفة من كل أنحاء دول العالم بشكل غير قانوني وغير شرعي، مما سمي مجموعات عابرة للقارات والحدود، تجمعها غاية واحدة، وهي إسقاط حكومات دول لا تنتمي اليها وليست من رعاياها، واستطاعت الدخول عنوة من حدود دول اخرى، قد تكون بعضها غضت النظر عنها في ليال ظلماء.. هذه القوى والجماعات أتت من كل القارات، وظهر هذا المشهد في القطر العربي السوري الشقيق، وتدخلت تلك الجماعات وأصبحت تحارب جهتين الحكومة الشرعية والشعب السوري، الذي ذاق مرارة القتل والتشرد واللجوء في سابقة تاريخية لم يشهدها العالم العربي من قبل، بل وعاشت حتى هذه اللحظة في المخيمات التركية، والاردنية، واللبنانية، وهروب الآلاف الى القارة الأوروبية، واستوطنت سوريا العربية أفراد وجماعات وكأنها سياسة إحلال شعوب مستوردة الى أهل الارض والعرض والانتماء العروبي. فالدول والحكومات معنية بشعوبها، كما ان الاتفاقيات الدولية مع الدول والمنظمات الاممية كفيلة بمعالجة قضايا الشعوب وحقوق الانسان. ونشهد الآن نهاية المشهد السوري بعد اتفاقيات دولية مع روسيا الاتحادية، التي تربطها اتفاقية تعاون أمني مع سوريا، والجانب الاممي عبر دي مستورا، المبعوث الخاص للوضع السوري، في التحول التدريجي نحو التعددية والحريّة الديموقراطية لسوريا الغد، بعيدا عن الاختطاف القسري، الذي تعرض له هذا البلد، الذي يعتبر البعد الجيواستراتيجي للمنطقة العربية والشرق الأدنى، والذي استنزف الوطن العربي اقتصاديا وتجاريا وماليا عبر الدول المانحة لإعادة البناء والتنمية، بعد التطهير من الذين حاولوا تقسيم سوريا الى أقاليم متنازعة ومتنافرة وخلق حروب في الوطن الواحد. حان الأوان لبناء سوريا موحدة لافشال مخطط الارهاب في المنطقة ليعيش مقطع الأوصال تتنازعه ميليشيات الارهاب المستوردة. بعد ان دفع المدنيون فاتورة حياتهم من دمائهم الزكية. العالم الحر يتطلع للدور الاممي واتفاقيات استانة، التي رعتها الامم المتحدة وروسيا، الى قطع الطريق امام ميليشيات عابرة للحدود، التي تحاول عرقلة الحل السلمي في سوريا، وتعود الى الحظيرة العربية من خلال مظلة الجامعة العربية والمنظمات الدولية ومجلس الأمن، وعودة المهجرين واللاجئين في المخيمات عبر الحدود، بعد ان شردتهم قوى الظلام التي دخلت سوريا من دون وثائق شرعية أو نظامية، وعاثت في سوريا الدمار والقتل وتدمير البنى التحتية. العالم يتطلع إلى الاتفاق الروسي ــ التركي في أدلب، وهل سيكون آخر تطهير للبلاد، كي تعود سوريا الى وطن الأحرار مع شقيقاتها من الدول العربية، وتعود عضوا فاعلا في المنظمات الدولية والجامعة العربية، بعد ان علقت عضويتها فترة من الزمن بسبب اختطافها من أمراء الميليشيات الحربية. د. فهد حمد المكراد

مشاركة :