مدريد - أ ف ب - في مباراة يؤمل أن تضع حدا لسلسلة من الأحداث المثيرة للجدل، يتواعد الغريمان الأرجنتينيان ريفر بليت وبوكا جونيورز، اليوم، على ملعب «سانتياغو برنابيو» التابع لنادي ريال مدريد الإسباني في إياب الدور النهائي لـ«كوبا ليبرتادوريس» الأميركية الجنوبية لكرة القدم. وبعد رفض ريفر خوض نهائي المسابقة القارية بعيدا من ملعبه، ومطالبة بوكا باعتباره فائزا باللقب بعد تعرض حافلته لاعتداء من مشجعي منافسه، يتحضر الفريقان في العاصمة الإسبانية لخوض لقاء بات يعرف بـ«نهائي القرن»، نظرا لأنه يجمع للمرة الأولى في النهائي، بين القطبين الأرجنتينيين. وكانت مباراة الإياب مقررة في 24 نوفمبر الماضي على ملعب «مونيومنتال» التابع لريفر، لكنها أرجئت بعد اعتداء مشجعيه على حافلة بوكا قبيل وصولها للملعب. وقرر الاتحاد القاري (كونميبول) بعد تعثر اقامتها في الأرجنتين، نقلها الى مدريد. وفي حين أن فرصة اللعب في الاستاد التاريخي الذي يتسع لـ81 ألف متفرج قد تروق لأي لاعب في العالم، الا أن لاعبي الفريقين لم يخفوا خيبة أملهم لاضطرارهم لمحاولة الظفر بأغلى لقب بالنسبة الى الأندية الأميركية الجنوبية بعيدا من القارة. وفي هذا الصدد، قال نجم بوكا كارلوس تيفيز: «كلاعب، أعتقد أنه من المهم التركيز على المباراة لأن خوض مباراة نهائية لكوبا ليبرتادوريس، بين ريفر وبوكا في مدريد. شيء غريب». أما حارس مرمى ريفر فرانكو أرماني، فقال: «جميعنا كنا نرغب في أن نخوض المباراة على أرضنا، في ملعبنا، أمام مشجعينا الذين يستحقون ذلك، الا ان القرار اتخذ. علينا أن نقوم بأفضل الممكن». وأثار نقل المباراة الى مدريد حفيظة الناديين: ريفر رفض خوض المباراة في مدريد، على اعتبار أنه لا يتحمل مسؤولية الاعتداء على حافلة بوكا لأنه وقع خارج ملعبه «مونيومنتال»، ويستحق أن يخوض الإياب على أرضه بعد تعادل الفريقين ذهابا على ملعب بوكا «بومبونيرا» 2-2. في المقابل، لا يزال بوكا مصرّا على أنه يستحق نيل اللقب من دون أن يخوض الإياب، وهو رفع القضية الى محكمة التحكيم الرياضي «كاس»، مطالبا بتعليق إقامة المباراة، بيد ان الأخيرة أعلنت، امس، رفضها الطلب المعجّل.وأشارت في بيان الى أن النادي تقدم بهذا الطلب بعد رفض الهيئات المعنية في الاتحاد الأميركي الجنوبي، طلبا تقدم به لـ«إقصاء ريفر بليت من كوبا ليبرتادوريس 2018». ولفتت الى أنها ستدرس «في وقت لاحق» الأسس التي بنى عليها بوكا طلب الاستئناف. ومن أجل التصدي لمثيري الشغب، الذين تم تحميلهم مسؤولية الاعتداء على حافلة بوكا، وتحذيرهم من القدوم الى مدريد، وفّرت السلطات الإسبانية 4 آلاف شرطي وعنصر أمن خاص لحماية المباراة. هذا، ويأمل الناديان في أن تمتلئ المدرجات، باستثناء جزء منها سيبقى فارغا للفصل بين المشجعين. وهي المرة الأولى منذ نحو 5 أعوام التي ستكون مدرجات ملعب بين فريقين أرجنتينيين، محتشدة بمشجعي الطرفين، بعدما دفع العنف بالسلطات الأرجنتينية، بدءا من عام 2013، الى منع حضور جمهور الفريق الزائر. ويعود الفوز الأخير لبوكا باللقب إلى 2007 وهو السادس. أما ريفر، فيسعى الى التتويج للمرة الرابعة في تاريخه والأولى منذ 2015. معلوم ان الفائز باللقب سيمثل أميركا الجنوبية في كأس العالم للأندية التي تنطلق في الإمارات يوم 12 الجاري.
مشاركة :