السفير ليهوفيتش: بولندا مستعدّة لإفادة الكويت من تجربتها الناجحة...

  • 12/9/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى سفير بولندا لدى الكويت بافيل ليهوفيتش، استعداد بلاده لتسهم في إحداث تغيير إيجابي في الكويت، في ما يتعلق بانبعاث الغازات، مشيرا إلى ان بولندا على استعداد لتقديم خبراتها وتجربتها الخاصة في هذا المجال، وهو مجال محتمل للتنمية في العلاقات الثنائية بين بولندا والكويت.وأكد ليهوفيتش، في لقاء مع «الراي»، أهمية استضافة بلاده لمؤتمر التغير المناخي «COP24» الذي انطلق يوم الثلاثاء الماضي، ويستمر حتى 14 من الشهر الجاري، في مدينة كاتوفيتشي، لافتا إلى أن بولندا ستقوم برئاسة اتفاقية المناخ للمرة الثالثة. وقال إن COP24 اسم غير رسمي للمؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ «UNFCCC»، والتي يطلق عليها «اتفاقية ريو»، مشيرا إلى أنها واحدة من ثلاث اتفاقيات تم تبنيها في «قمة الأرض في ريو» في عام 1992 ودخلت حيز التنفيذ في 21 مارس 1994، وتتمتع بعضوية شبه عالمية، بهدف منع التدخل البشري الخطير في النظام المناخي.وتابع أن القمة ستتيح لرؤساء الدول والحكومات فرصة لإرسال إشارة قوية من أجل التوصل إلى الحزمة الأكثر شمولا لتنفيذ التدابير الممكنة لاتفاقية باريس. وذكر أن بولندا بصدد صياغة مجموعة أخرى من الأولويات والمبادرات التي قد تترك علامة دائمة على العملية والعالم الحقيقي، من حيث الهدف طويل الأجل لاتفاقية باريس، والذي يهدف إلى تحقيق الحياد المناخي والحد من مستويات ثاني أكسيد الكربون.وكشف عن مشاركة الكويت في هذه القمة بوفد يترأسه مدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد، لافتاً إلى أن الظروف المناخية الأخيرة في الكويت أظهرت لشعبها أن تغير المناخ يؤثر على بلدهم بشكل مباشر وأن هناك حاجة للعمل في مجال تحييد آثار تغير المناخ، ويبدو أن الوعي بالظروف البيئية المتأثرة بتغير المناخ يتنامى في المجتمع الكويتي. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء: ● هل يمكن أن تخبرنا عن مؤتمر «COP24»؟«COP24» هو الاسم غير الرسمي للمؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ «UNFCCC». واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ هي «اتفاقية ريو»، وهي واحدة من ثلاث اتفاقيات تم تبنيها في «قمة الأرض في ريو» في عام 1992. وقد دخلت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ حيز التنفيذ في 21 مارس 1994. واليوم، تتمتع هذه المنظمة بعضوية شبه عالمية. البلدان التي صدقت على الاتفاقية تسمى الأطراف في الاتفاقية. إن منع التدخل البشري «الخطير» في النظام المناخي هو الهدف النهائي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ.أما مؤتمر الأطراف «COP» فهو الهيئة العليا لاتفاقية «UNFCCC»، وهو يتألف من ممثلي الأطراف في الاتفاقية التي تعقد دوراتها كل عام. ويتخذ مؤتمر الأطراف القرارات اللازمة لضمان التنفيذ الفعال لأحكام الاتفاقية ويستعرض بانتظام تنفيذ هذه الأحكام. ووفقًا لقرار الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية المناخ (COP22) في مراكش في نوفمبر 2016، تترأس بولندا اتفاقية المناخ للمرة الثالثة. ويعقد «COP24» في الفترة بين 3 و14 ديسمبر الجاري، في مدينة كاتوفيتشي.● كم عدد الدول التي وافقت على المشاركة في مؤتمر تغير المناخ؟ وهل ستكون على مستوى رؤساء الدول؟ وهل تم تأكيد مشاركة الكويت؟أكدت 50 دولة مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى، والكويت أكدت مشاركة وفدها برئاسة مدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد، على أن يترأس الوفد الكويتي بداية المؤتمر سفير الكويت في بولندا.●  عانت الكويت والعديد من البلدان الأخرى في المنطقة من آثار تغير المناخ في الآونة الأخيرة، فهل تتوقع أن يكون هذا حافزا كبيرا لهم للمشاركة بقوة؟أظهرت الظروف المناخية الأخيرة في الكويت لشعبها أن تغير المناخ يؤثر على بلدهم بشكل مباشر، وأن هناك حاجة للعمل في مجال تحييد آثار تغير المناخ. ويبدو أن الوعي بالظروف البيئية المتأثرة بتغير المناخ يتنامى في المجتمع الكويتي، وقد ظهر الموضوع بقوة في النقاش العام والإعلام. لذلك نتوقع من الكويت المشاركة بنشاط ودعم مبادرات COP24.● كان لبولندا تجربة ناجحة للحد من انبعاثات الغاز. هل تنوون نقل نجاح تجربتكم إلى الكويت؟من المؤكد أن هذا سيكون مجالاً يمكن لبولندا أن تسهم فيه في إحداث تغيير إيجابي في الكويت. فبولندا على استعداد لتقديم خبراتها وتجربتها الخاصة في الحد من انبعاثات الغازات، وبالتالي فهذا مجال محتمل للتنمية في العلاقات الثنائية بين بولندا والكويت.● ما الجهود التي تبذلها بولندا التي تهدف إلى تخفيض مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؟وضعت الحكومة البولندية، تطبيقا لاستراتيجية التنمية المسؤولة، سلسلة من اللوائح التي تهدف إلى تعميم استخدام السيارات منخفضة الانبعاثات وخالية من الانبعاثات. وتشمل حزمة النقل النظيف وثائق مثل خطة تطوير القدرة الكهربائية في بولندا، والإطار الوطني لسياسة التنمية للبنية التحتية البديلة للوقود، وقانون التنقل الكهربائي والوقود البديل. نظرًا لعدد من المبادرات المدرجة في الحزمة، فقد تقرر أيضًا إعداد جهاز مالي من شأنه دعم تنفيذ التدابير المنصوص عليها في هذه الوثائق. وهو صندوق النقل منخفض الكربون، الذي بحلول عام 2027 سيدير 6.7 مليار زلوتي بولندي.وفي 7 يونيو الماضي أطلقت الحكومة البولندية برنامج «الهواء النقي»، والهدف الرئيسي له تحسين كفاءة الطاقة للمباني القائمة والحد بشكل كبير من انبعاثات الملوثات الجوية. سيستغرق التنفيذ عشر سنوات وستبلغ ميزانيتها الإجمالية 103 مليارات زلوتي بولندي. وتحاول الحكومة البولندية تهيئة ظروف ملائمة لبناء قطاع مناجم الفحم الحجري المربح والفعال والحديث، على أساس التعاون والمعرفة والابتكار. ويتم اختبار تقنيات الفحم المبتكرة النقية مثل تحويل الفحم الى غاز في سيليسيا. ومن بين المشاريع التي قدمتها بولندا، وهناك خطط لإنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية يتم ضخها في منجم كروبيسكيكي المصفي في سوسزيك أو مشروع لخلايا الهيدروجين.كما ان تغطية الغابات في بولندا تتزايد بشكل منتظم. ومن عام 1995 إلى 2014، زادت مساحة الغابات بمقدار 504 ألف هكتار. ويشمل ذلك فضلا كبيرا للغابات الحكومية التي تشرف عليها وزارة البيئة. وتشكل الغابات ما يقرب من ثلث أراضي بولندا. هذا وتظهر الأبحاث العلمية أنه من خلال زراعة أنواع محددة من الأشجار، يمكننا زيادة قدرة الغابات على امتصاص CO2. خلال مؤتمر COP24، تريد بولندا أن تقدم للبلدان الأخرى تقنية امتصاص ثاني أكسيد الكربون بواسطة التربة والغابات (مشروع «مزارع الفحم الحجري»).● ما المبادرات البولندية في مجال الطاقة المتجددة وأنواع الوقود البديلة والتنقل الكهربائي؟يعتبر تطوير قطاع الطاقة المتجددة من أولويات الحكومة البولندية وتتمثل الأهداف المحددة لسياسة الطاقة البولندية في ما يلي: زيادة نسبة الطاقة من المصادر المتجددة في استهلاك الطاقة النهائي في عام 2020 إلى 15.5 في المئة «19.3 في المئة للكهرباء، 17 للتدفئة والتبريد، 10.2 لأنواع وقود النقل». ويتطلب تحقيق هذه الأهداف استثمارات في قدرات الجيل الجديد. حتى بعد عام 2020، سوف يستمر الجهد المبذول لجعل الاقتصاد البولندي أكثر خضرة.كما أصبحت بولندا بشكل تدريجي وجهة جذابة للاستثمارات في تصنيع الأجهزة المستخدمة في توليد الطاقة. هناك ما يقدر بأكثر من 200 شركة إنتاج تعمل في قطاع الطاقة المتجددة (معهد بيانات الطاقة المتجددة). وتقدم الحكومة البولندية أشكال دعم عدة لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، منها حوافز الاستثمار لمنتجي الطاقة المتجددة «نظام المزادات»، وتلزم شركات الطاقة لتداول الكهرباء بموجب القانون بشراء الطاقة من المصادر المتجددة، وتعطى منتجي الطاقة المتجددة أولوية الوصول إلى شبكة النقل، وإعفاء الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة من ضريبة الإنتاج، وتقليل رسوم توصيل الشبكة للمنشآت الأصغر «أقل من 5 ميغاواط» بنسبة 50 في المئة. هذه المنشآت معفاة من رسوم الترخيص والرسوم السنوية التي يدفعها حاملو الترخيص.● أخبرنا عن مقترح «قيادة التغيير معاً» من بولندا.شراكة تغيير القيادة معاً من أجل التنقل الكهربائي ووسائل النقل من دون انبعاثات، مكرسة للتغيير التكنولوجي والتنظيمي نحو وسائل نقل من دون الانبعاثات. إن الحفاظ على المعدل الحالي للتنمية، بما في ذلك تطوير التجمعات الحضرية والمدن الكبرى، مع الحفاظ على نموذج النقل الحالي والأنماط السائدة للدفع ومصادر الطاقة، غير متوافق مع تعزيز نموذج النقل المستدام والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، بهدف تسريع الانتقال إلى المركبات منخفضة الانبعاثات، من خلال الالتزام بمستقبل صفر الانبعاثات للنقل، والتعاون دوليا لتعزيز نشر المركبات منعدمة الانبعاثات على نطاق عالمي.● هل هناك أي مبادرات متعلقة بالمناخ مخطط لها في الكويت؟هناك مبادرة مخطط لها بين سفارة بولندا والمؤسسات الكويتية، تهدف إلى تعزيز حماية البيئة وأسلوب حياة أكثر صداقة للبيئة. ستركز المبادرة على بناء مواقف إيجابية تجاه البيئة بين الأطفال والشباب، حيث إن الترويج لعقلية بيئية معينة في هذه المجموعة يمكن أن يكون له الأثر الأكبر في المستقبل.

مشاركة :