«عِلل الشتاء» تصيب الفصول الدراسية ب«البرد»

  • 12/9/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: جيهان شعيب  بداية شتوية بامتياز، يشهدها طقس الدولة حالياً، معلناً عن قرب قدوم فصل الشتاء، بزخات قوية من أمطار الخير والرحمة، وأجواء باردة، ورياح رعدية، وبرق يكاد يخطف الأبصار، وعلى الجانب المقابل؛ تستعد عدة أسر باتخاذ إجراءات احترازية مختلفة؛ لمواجهة تغير الفصول، وما يصاحبها من أمراض موسمية تمر على معظم البيوت، وتصيب الأطفال بشكل أكبر؛ لصغر السن، وضعف المناعة، فيما تكثر وتنتشر في الفصول الدراسية؛ لازدحامها، وضيق مساحتها، التي تساعد على سرعة انتشار العدوى بين الطلبة. أمراض الشتاء عارض صحي اعتيادي، يستلزم تأهب المدارس؛ لمواجهتها، ولحماية الطلبة من الإصابة بها، وإن كان الحذر لا يمنع من قدر، إلا أنه واجب في كل الأحوال؛ لتقليل أو تحجيم الضرر؛ لذا وعن أهم الأمراض، التي تصيب طلبة المدارس، والإجراءات الواجبة للمواجهة، تأتي آراء الأطباء، والجهات التربوية:   أجمع الأطباء أن حساسية الأنف والصدر، والجيوب الأنفية، ونزلات البرد، والتهاب واحتقان الحلق والإنفلونزا، من أمراض الشتاء، التي تنتشر في المدارس، وتكثر إصابة الطلبة، لاسيما تلاميذ المرحلة الابتدائية، وتتمثل أعراضها في ارتفاع درجة حرارة الجسم، والعطس المتواصل، وصداع ورعشة في بعض الأحيان، كما قد يحدث انسداد في الأنف، يتبعه حدوث انسداد وطنين في الأذن، يصل أحياناً إلى التهاب في الأذن الوسطى. ونصحوا بتهوية الفصول الدراسية بشكل جيد، وتوعية الأبناء؛ بغسل الأيدي بالماء والصابون قبل الأكل، واستعمال المناديل الورقية، وتجنب الاحتكاك بالمرضى من الطلبة حتى لا تنتشر العدوى، وشرب كوب من الماء على الريق، أو تناول بعض حبات التمر في الصباح مع كوب ماء، وتناول الخضراوات والفاكهة، وخاصة عصير البرتقال، والجوافة؛ لما تحتويه من فيتامين سي، إضافة إلى تناول كوب من اللبن الدافئ في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة، مع تحليته بملعقة من العسل، والحرص على تطهير حمامات المدارس؛ تجنباً لانتقال أية عدوى.  وأكدت الإدارات المدرسية، أهمية أن يمنع أولياء الأمور الأبناء من الحضور إلى المدارس في حال إصابتهم بأية أمراض على مدار العام الدراسي بشكل عام، خاصة أمراض الشتاء؛ للحيلولة دون نقل عدواهم إلى زملائهم الأصحاء، مؤكدين أن الأسر تعد شريكاً أساسياً في المحافظة على سلامة البيئة الصحية المدرسية؛ بالحرص على تجنيب الأبناء الإصابة بأمراض الشتاء؛ من خلال مجموعة كبيرة من الإجراءات الاحترازية؛ أهمها: تجنب الخروج في الأماكن المزدحمة، والاهتمام بتجديد التهوية في المنازل، وتناول الأطعمة والوجبات المفيدة، والمشروبات الدافئة. التهاب الملتحمة وتفصيلاً وحول أمراض المدارس، قال د. محمد عماد عليلو اختصاصي أمراض العيون: تكثر في فصل الشتاء إصابة الطلبة بالتهاب الملتحمة المرافق للرشح، والزكام؛ حيث إنه نظراً لطول اليوم المدرسي، واحتكاك الطلبة ببعضهم، تنتشر العدوى بسرعة بينهم، مع لمس العين باليد وهي غير نظيفة، فيما تظهر أعراض الالتهاب في صورة احمرار في العين، والشعور بحكة، وحرقة، ووجود جسم غريب فيها.   ولتجنب الإصابة بالتهاب الملتحمة؛ ننصح بالاهتمام بالنظافة الشخصية بشكل أساسي، والانتباه مبكراً لإصابة الطالب بهذا الالتهاب؛ لمراجعة الطبيب على الفور، مع الحرص على عزله عن بقية زملائه؛ بإعطائه إجازة مرضية تتراوح ما بين 3-5 أيام، ريثما يتم خلالها السيطرة على الالتهاب بالعلاج الدوائي.أمراض تنفسية د. ليلى البحري اختصاصية أمراض الأطفال، تقول: تزداد في فصل الشتاء الأمراض التنفسية من الرشح، والتهاب القصبة الهوائية، واللوزتين، وأحياناً أمراض الرئة، وتزداد حدة المرض على التلميذ الصغير عندما ترتفع درجة حرارته، مع السعال والعطس، وإلزامه مع ذلك بالذهاب لمدرسته، ما يؤدي بالتالي إلى نشر الرذاذ بين أقرانه في الصف الدراسي، ونيتشر المرض سريعاً في كافة الأجواء المحيطة؛ لذا يتوجب على الأسر منع الأبناء من الدوام الدراسي حال مرضهم، وخاصة أطفال الحضانات، وتطعيمهم باللقاحات المناسبة لأمراض الشتاء، وأهمها الإنفلونزا، وتشجيعهم على تناول الفواكه، والحمضيات، وإعطائهم الفيتامينات الضرورية. وعلى المعلمين والمعلمات تخفيض قوة المكيفات الهوائية عند عودة الأطفال من الفسحة الدراسية إلى الصفوف، تلافياً لإصابتهم بالرشح؛ جرّاء تعرضهم للبرودة المفاجئة داخل الصف، مقارنة بالساحات المدرسية.أمراض فطرية د. سناء فهمي اختصاصية أمراض جلدية: يعد جدري الماء من أكثر الأمراض انتشاراً بين طلاب المدارس، وتتباين أعراضه بين بقع حمراء تتطور إلى حوصلة ثم إلى بثور سوداء، وتختلف درجة الإصابة من طفل إلى آخر حسب قوة العدوى، وتناوله للتطعيمات، كما ترتفع الإصابة بالأمراض الفطرية؛ مثل: «التنيا» المنتشرة بين الأطفال، وتصيب الشعر والجلد ثم الجسد، وتحتاج إلى علاج بالمضادات والشامبو والعزل وعدم الاختلاط بالمصاب، وأخذ المضادات الحيوية الموضعية والعامة المضادة للفيروسات، وغيرها من مضادات الفطريات، والطفيليات، فيما لابد من الاهتمام بالفحص الدوري للطلبة، كون الصحة المدرسية من الأهمية بمكان، ولتلافي انتشار بعض الأمراض الفطرية والجرثومية وحتى الطفيلية. الدور الواجب وبالنسبة لدور الجهات التربوية، قال د. سعيد الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم: من المفترض على الأسر منع الابن المريض من الذهاب للمدرسة، حتى لا ينقل العدوى لزملائه، وعلى المعلمين والمعلمات الانتباه للطلبة، وتبين المرضى منهم، وإرسالهم إلى العيادة الصحية في المدرسة؛ لإبعادهم عن زملائهم وعزلهم، إلى حين قدوم أحد أفراد أسرتهم؛ وأخذهم للمنزل، لاسيما مع وجوب التعاون بين الأسر والمعلمين في كل ما يخص الأبناء  الطلاب؛ كون ذلك من الأهمية بمكان، خاصة متابعة حالتهم الصحية، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه أية حالة مرضية طارئة، ويفترض أيضاً أن تحرص الإدارات المدرسية على مداومة نظافة الفصول الدراسية، ودورات المياه؛ لإرساء بيئة مدرسية صحية للطلاب.حملة تطعيم وقالت نعيمة حمدان نائب رئيس مجلس أولياء الأمور في كلباء: على الأسر الانتباه لتطعيم الأبناء ضد الإنفلونزا الموسمية؛ لتجنيبهم الإصابة بها مع تغيير الفصول، وعلى المدارس تنظيم حملة توعيه في هذا الأمر؛ عن طريق مجالس أولياء الأمور، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن الممكن أن تنسق المدارس مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أو المناطق الطبية؛ بتنظيم حملة تطعيم داخل المدارس، إلى جانب التوعية؛ بمنع حضور الطلبة المرضى للمدارس، تلافياً لانتشار العدوى.إجراءات متبعة أوضحت د. نجلاء حسين سجواني استشاري طب الأسرة، رئيس قسم الصحة المدرسية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، في حديث سابق، إن الوزارة مسؤولة بشكل كامل عن العيادات في المدارس الحكومية، وهناك إشراف عام لها على عيادات المدارس الخاصة، وتتابع عملها وجاهزيتها بشكل مستمر، وفي حال اكتشاف إصابة طالب بالصف المدرسي بأي مرض معدٍ، تتولى الممرضات إجراء كشف على كامل طلبة الفصل؛ للوقوف على حالاتهم الصحية، واتخاذ الإجراء اللازم. وقالت: إن الكثير من ذوي الطلبة يتعاملون ببساطة مع إصابة أبنائهم بأمراض معدية، رغم احتمال انتقال هذه الأمراض لزملائهم، ما يؤدي إلى تزايد عدد المصابين في الفصل الواحد؛ لذا على أولياء الأمور الالتزام بنصائح الأطباء، وتنفيذ توجيهاتهم بعزل الابن، وعدم ذهابه إلى المدرسة، إذا كانت حالته الصحية خطرة، أو غير مستقرة، وتستدعي ذلك، لاسيما وأن هناك أمراضاً تتطلب عزل الطالب عن زملائه لمدة 10 أيام؛ مثل: «الجديري المائي». وأضافت: إنه من غير مصرح للممرضات في المدارس إعطاء الأطفال أكثر من خافض للحرارة، فيما إذا تطلب الأمر أكثر من ذلك، وظهرت على الطالب علامات تهدد حياته أو عضواً من أعضائه يتم نقله إلى المستشفى أو المركز الصحي  حسب الحالة  بعد إخبار ولي الأمر.فيتامينات ضرورية الفيتامينات المهمة الواجب على الأسر تزويد الأبناء بها خلال فصل الشتاء تحديداً؛ لوقايتهم من الإصابة بالأمراض الآتي: تناول فيتامين (C)؛ حيث يساعد على الوقاية من الإصابة بنزلات البرد، ويسهم بالمقابل في تقليص مدة الإصابة وسرعة التعافي، ويوجد في الجوافة والبرتقال واليوسفي والليمون، والجريب فروت. الزنك من المعادن، التي تحمي من الإصابة بأمراض الشتاء، وتعجل بالشفاء أيضاً. ينشط الزنجبيل الدورة الدموية، ويعمل على تدفئة الجسم، ويساعد في التخلص من البلغم. يحتوي التفاح على فيتامين (أ) و(ج) وأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور، ويساعد في علاج السعال، ونزلات البرد، والالتهاب الشعبي. يحتوي الزعتر على زيوت طيارة، يشكل مركب الثايمول حوالي 80% منه، وله تأثير مضاد للسعال والربو.. يحتوي الشمر على مركب رئيسي يسمى فنشون، وهو مضاد للالتهابات عامة، والتهاب الحلق خاصة.

مشاركة :