المنتدى الاستراتيجي العربي: مقاطعة قطر بسبب دعمها للإرهاب

  • 12/9/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حدد تقرير صادر عن المنتدى الاستراتيجي العربي بالتعاون مع معهد دول الخليج العربية في واشنطن، 5 أحداث مهمة ربما تؤدي إلى إعادة تشكيل مستقبل العالم العربي سياسياً واجتماعياً واقتصادياً في العقود المقبلة. وقد تم إطلاق التقرير في جلسة تحضيرية سبقت انعقاد المنتدى الاستراتيجي العربي المقرر 12 ديسمبر الجاري، وحضرها مجموعة من الأكاديميين والإعلاميين. ووصف التقرير الذي حمل عنوان: «5 أحداث في السنوات الخمس الماضية تعيد تشكيل الواقع العربي» المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة العربية بأنها «فترة انتقالية متقلبَّة»، مؤكداً أن العديد من العوامل الداخلية والخارجية تعمل على إعادة تشكيل العالم العربي، وقد لا يتم استيعاب بعضها بشكل كامل حتى الآن. مقاطعة قطر أكد التقرير أن القيادة الإقليمية والإدارة والنفوذ في العالم العربي شهدت تحولاً حاسماً في السنوات الأخيرة، لاسيما منذ انتفاضات ما يشار له بـ«الربيع العربي». وأبرز تلك الأحداث هي مقاطعة قطر بسبب دعمها للإرهاب في يونيو 2017. وقال التقرير إن «هذا الإجراء غير المسبوق يمثل ذروة سلسلة من المظالم التي طال أمدها من جانب هذه البلدان ضد سياسات الدوحة الإقليمية وعلاقاتها مع الجماعات المتطرفة والمعارضة». وأوضح الإعلان أن المقاطعة بدأت مفاجئة وغير متوقعة، لكنها كانت في الأساس استمراراً وتصاعداً لنزاع طويل الأمد بين قطر والعديد من جيرانها، إذ تعترض الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب على الدعم المالي والسياسي والإعلامي الذي تقدمه قطر لمجموعة من المنظمات الإرهابية. الانهيار المفاجئ لـ«الإخوان» أكد التقرير أن الظهور الوجيز والانهيار المفاجئ، والأزمة المستمرة للحركات المرتبطة بتنظيم «الإخوان» الإرهابي، ربما تكون من أهم نتائج انتفاضات ما يُسمّى «الربيع العربي»، على بعض الحكام العرب. وقد افترض بعض من المعلقين أن أحزاب «الإخوان» ستتبوأ مقاليد السلطة وتحدد التيار السياسي العربي الناشئ في أوائل القرن الحادي والعشرين! غير أن هذا لم يحدث، وبدلاً من ذلك، تجد هذه الحركات نفسها الآن في وضع متزعزع ومتقلقل لم يسبق له مثيل. وتابع التقرير أنه «بحلول العام 2013، وبدلاً من أن يركب الإخوان موجة السلطة، سرعان ما غرقوا في أزمة ما زالوا يتخبّطون فيها. وكانت نقطة التحول في مصر عام 2013، حيث تفاقم الاستياء بعد أن منح مرسي نفسه حقوقاً ديكتاتوريةً فعلياً لتجاوز السلطة القضائية، وبدا أنه مستعد للتخلص من منظومة الدولة أو هيكليتها البيروقراطية لصالح أنصار الإخوان». وأكد التقرير أن الإطاحة بمرسي كانت من علامات الفشل الواضحة للجماعات المتسترة بالإسلام في جميع أنحاء المنطقة. قيام «داعش» وسقوطه أكد التقرير أن الصراع ضد بعض أشرس أشكال التطرف الديني المسلَّح في السنوات الخمس الماضية، ركز على مكافحة الصعود المريع لتنظيم «داعش» الذي يعدّ أحد النماذج المتكررة العديدة للتوجهات «التكفيرية» المسلحة التي ظهرت في أعقاب حرب 1979- 1989 ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان. وتكمن الجذور الأيديولوجية لهذه الجماعات في معتقدات «الإخوان» وخليط من الروح «الثورية» مع الفكر المتطرف الذي تشكّل في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ولقد انصهرت هذه التوجهات المتطرفة مع مؤثرات أخرى في ساحات المعارك في أفغانستان، وأدت في نهاية المطاف إلى ظهور تنظيم «القاعدة» في التسعينيات. وأوضح التقرير أن لدى «داعش» اختلافات كبيرة مع «القاعدة» في الأيديولوجيا والبرامج. فمن الناحية الأيديولوجية، كان «داعش» يميل لكونه أكثر أصولية وتمسكاً بحرفية النص من «القاعدة»، مع التركيز بشكل خاص على النبوءات والتسليم بأننا نعيش في «نهاية العالم»، وكان الفارق الأساسي في البرنامج تأكيد داعش على إنشاء «الدولة الإسلامية» كهدف مباشر لعنفه، بينما بالنسبة للقاعدة، بقي هذا هدفاً بعيداً. وهذا يعني، في المحصلة، أن أجندة «داعش» تشكل رفضاً لمقولات أسامة بن لادن، زعيم القاعدة، من التسعينيات، تلك المقولات التي شكّلت في الواقع المبدأ الأساسي للقاعدة، وهي التركيز على «العدو البعيد» (الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية) أولاً من أجل التحضير للانتصارات النهائية على «العدو القريب» (الحكومات والمجتمعات العربية والإسلامية). وعلى خلفية الوحشية الاستثنائية من جانب نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين و«حزب الله»، انتعش داعش في الصراع السوري، كما ذكر التقرير، لكن في حين ركزت جميع جماعات المعارضة الأخرى على الإطاحة بالأسد، فقد ركز تنظيم «داعش» بدلاً من ذلك على تأسيس حكمه الخاص في المناطق التي يسيطر عليها. ولاحظ التقرير أنه في حين يرحب الجميع تقريباً بسقوط تنظيم داعش، ثمة سبب وجيه للتخوف من أنه على الرغم من أن هذه المعركة قد حسمت، فإن الحرب الأوسع ضدّ التطرف لا تزال مستمرة، وهي صراع شاق. مخاطر الميليشيات وأكد التقرير أنه بالإضافة إلى الجماعات الإرهابية مثل تنظيمَي «القاعدة» و«داعش»، هناك مجموعة مختلفة من العناصر المتطرفة من غير الدول تهدد الشرق الأوسط المعاصر: الميليشيات والأحزاب الموالية لإيران، معتبراً أن النموذج الأولي لمثل هذه المجموعات هو «حزب الله» اللبناني، ومن الصعب المبالغة في تقدير قيمة هذا الحزب الإرهابي كذخر استراتيجي لإيران في قلب العالم العربي وعلى طول حدود إسرائيل، خاصة أن الحزب أسّس في النهاية دولةً فاعلةً ذات سيطرة تامة داخل دولة لبنان. دولة سعودية رابعة وصف التقرير الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الجارية في المملكة العربية السعودية، بأنها إصلاحات شاملة لدرجة أنها من الممكن أن تشكل تطوراً يؤدي إلى «دولة سعودية رابعة»، مرجحاً أن «يكون لهذا التحول الذي يدار من الأعلى إلى الأسفل تداعيات عميقة ليس فقط على المجتمع السعودي وبقية دول منطقة الخليج وحسب، وإنما على العالم العربي بشكل عام، وذلك بسبب القيادة والنفوذ الهائل اللذين تمارسهما الرياض، ولأن هذا يمثل بديلاً محتملاً عن التغيرات الثورية الفوضوية الخارجة عن السيطرة في انتفاضات ما يشار له بالربيع العربي».

مشاركة :