«مرحباً بكم في قصر الحصن، موطن أجداد آل نهيان، وأقدم بناء على أرض الجزيرة العربية- أبوظبي»، هذا ما يقرأه الزائر في اللوحة الإرشادية التي كتبت بخط جميل، تعرّف الزائر بقصر الحصن، المعلم التاريخي بموقعه المتميز في وسط العاصمة أبوظبي، وتتكون «منطقة الحصن الثقافية» التي تم تطويرها بإشراف دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، من 4 أجزاء هي: «قصر الحصن»، و«المجمع الثقافي»، والمبنى التاريخي لـ«المجلس الاستشاري الوطني»، و«بيت الحرفيين». ومن خلال جولة لـ(الاتحاد) في مبنى «المجلس الاستشاري الوطني» ومقتنياته، تبرز أهمية المكان كمحطة تاريخية مهمة، حيث رسمت فيه السياسات، واستضاف الحوارات الأساسية التي كانت تتم خارج جدران الحصن، وقد تحوّل مبنى المجلس إلى مكان للاحتفاء بالمناسبات التاريخية عقب تأسيس الدولة في الثاني من ديسمبر عام 1971، حيث احتضن الاجتماعات الأولى للمجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وفي صدر القاعة صورة الشيخ زايد كتب فوقها: «وأمرهم شورى بينهم»، كما كتب على اللوحات الإرشادية «الاتحاد والمشورة» وقد اكتمل بناء المجلس الاستشاري الوطني عام 1968، منذ أن قرر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يكون هذا البناء مجلساً خاصاً له، ثم أصبح المجلس مكاناً شاهداً على العديد من الأحداث التاريخية المهمة. وتشير اللوحات الشارحة بالمبنى إلى دور المجلس الاستشاري الوطني وإلى تمثيل الناس وقضاياهم، حيث كان منتدى لمناقشة قضايا المواطنين وهمومهم، مما جعله بمثابة حلقة وصل مهمة بين مواطني أبوظبي وحكومتهم. كما تسلط المعروضات الموجودة في المبنى التاريخي الضوء على كل أعضاء المجلس، والعمل الذي قاموا به، مثل المناقشات والمشاورات بين الأعضاء، وكان مهماً جداً توثيق محاضر الجلسات والاجتماعات بدقة، وبعد أن تسجل كان يتم تفريغها كتابياً لتحفظ بالأرشيف، كمرجع دائم. وهناك سجل ضخم محفوظ بالجلد، وهو وثيقة تاريخية، كما يحتوى أيضاً على تقرير مكتوب بخط اليد لأول جلسة للمجلس الاستشاري الوطني، التي كانت قد عقدت في قصر الحصن في أكتوبر 1971. وتشير هذه السجلات إلى أن نادر شيخ خزعل، «المستشار القانوني» وقتها قد قام بنسخ الجلسة من التسجيل، حيث كانت تسجل الجلسات صوتياً. وتوجد في مبنى المجلس الاستشاري أيضاً وثيقة تشير إلى اختيار أعضاء المجلس، وفيها عناوين عدة: «قضايا للنقاش»، «صوت الشعب»، «على مرأى الجميع»، «من خلف الكواليس»، الأولى تسلط الضوء على قرارات وتوصيات المجلس وعلى حياة المواطنين كأفراد وعلى المجتمع ككل، كما تشير هذه الوثيقة إلى أخذ قرار تعيين خريج جديد في وظيفة في شركة بترول أبوظبي، ومراجعة المجلس لإجراءات الترخيص التجاري. وهناك أيضاً في القاعة المرافقة للمجلس دفتر سجل محاضر الجلسات التي كانت تتم في المجلس الاستشاري الوطني، إضافة إلى جهاز تلفون قديم، ونسخة من جريدة «الاتحاد» بتاريخ 27 يونيو 1988، تتصدرها صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو يستقبل ولي عهد البحرين في الرباط.
مشاركة :