قال موقع "إيران نيوز أبديت" إن نفوذ ملالي طهران في العراق ربما يتلاشى مع فشل الاقتصاد الإيراني. وبحسب تقرير للموقع المهتم بالشأن الإيراني، ترجمته "عاجل"، فإن النفوذ الإيراني في العراق كان يُمارَس إلى حد كبير من خلال توفير الأموال للمشروعات والمبادرات التي تعمل على تحسين ثقافة واقتصاد العراق؛ ولكن مع تجفيف الأموال ، ترك النظام الإيراني العديد من المشروعات غير مكتملة، وهو شيء مدمر للغاية للشعب العراقي. وتابع التقرير: "أحد الأمثلة على ذلك هو مشروع إسكان الأهوار؛ حيث قامت الشركات الإيرانية بصب الأساسات الخرسانية للمنازل التي ستفيد فقراء عرب الأهوار الذين يعيشون في جنوب العراق؛ لكنها لم تكمل العمل؛ حيث كان يتم الدفع للشركات مسبقًا، لذا فإن عرب الأهوار أصبحوا أسوأ حالًا من ذي قبل؛ لأنهم الآن ليس لديهم منازل ولا مال". وضرب التقرير مثالا آخر، قائلا، إن "طريق منفذ الشيب الحدودي، الذي أرادته إيران من أجل تسليم بضائعها من المعبر الحدودي إلى المناطق الحضرية في محافظة ميسان، نصف مكتمل ولا توجد علامة على قرب الانتهاء منه". وأردف التقرير: "مع مرور الوقت، لا يرى العراق سوى المزيد من الوعود من إيران التي تنصلت منها وسحبت المزيد من المساعدات الاقتصادية؛ لكن ما هو أسوأ من ذلك، أنه في الوقت الذي لم تعد إيران قادرة على شراء النفوذ، فقد أرسلت ميليشياتها كي تمارس هذا النفوذ بالقوة". وتابع: "تخضع المعابر الحدودية في جنوب العراق لسيطرة الحكومة العراقية، على عكس المعابر الحدودية الشمالية، التي تخضع لسيطرة قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، التي ترفض البضائع الإيرانية المتدنية. وهو شيء يؤثر بشكل خطير على الاقتصاد الإيراني (..) ولهذا السبب ترسل إيران ميليشياتها للسيطرة على المعابر الحدودية وضمان دخول البضائع الإيرانية إلى العراق للبيع إلى جمهور بريء". ومضى التقرير يقول "تعمل الميليشيات الإيرانية بنفس الطريقة التي تعمل بها داعش، وتستخدم السرقة ، ومجموعات الحماية، وعمليات الاستيلاء على الأعمال تحت تهديد السلاح لتدعيم أفعالها"، مؤكدًا أن "الميليشيات الإيرانية تقوم بالتهديد، ومحاولة الاغتيالات، وخلق فوضى عامة للحصول على الأموال اللازمة لتمويل نفسها والنظام الإيراني". وأردف التقرير: "في حين أن الأذى المباشر الذي ترتكبه إيران في تزايد، فإن نفوذها في العراق يتراجع باطراد. وقد يكون التغيير في العراق قد بدأ بالفعل". ونقل عن الكاتب مايكل فلاناجان، قوله: "من الممكن أن تكون نقطة التحول في متناول اليد. سوف تستمر إيران في ممارسة النفوذ بشكل شرعي من خلال الأنشطة السياسية والاقتصادية أو بشكل غير شرعي من خلال الميليشيات التابعة لها. في كلتا الحالتين، ستكون إيران هي الوجود الأجنبي المهيمن في العراق لبعض الوقت؛ لكن قد ينتهي وقت إيران في العراق".
مشاركة :