في آخر 4 سنوات، سجّل يوفنتوس 18 هدفا من ركلات حرة مباشرة، وسجل ليون، ريال مدريد، روما 14، وسجل بايرن 13.. ليونيل ميسي سجّل وحده 19 هدفا من ركلات حرة في نفس المدة. الهداف التاريخي لبرشلونة اختلى بأحد ضحاياه المفضلين: إسبانيول، وأذاقه من مختلف كؤوس كرة القدم طوال المباراة، إلا أن ركلتين حرتين على حدود منطقة الجزاء كانتا غلافا مثاليا لمباراة متكاملة. ميسي سجّل مرتين من المواقف الثابتة، ورفع رصيده الإجمالي من هذه النوعية من الأهداف إلى 37 هدفا في مسيرته. الهداف التاريخي للدوري الإسباني قد لا يمتلك معدلات خارقة في ترجمة ركلات الجزاء، ولكنه في المقابل حوّل الركلات الحرة إلى سلاح مخيف لمختلف المنافسين، فصارت أدق الهفوات وأكثر المخالفات التي يمكن تجنُبها، إيذانا بهدفٍ في الطريق فور أن يرمق ميسي المرمى بعينه اللاتينية الثاقبة. واللافت في الأمر، أن الركلات الحرة، وخلافا للمقولة الشائعة عن أن ميسي موهبة طبيعية، فإنها لم تكن مهارة يمتلكها اللاعب ببداية مسيرته. فعندما تم تصعيده للفريق الأول في برشلونة، كان رونالدينيو مسيطرا على كل الكرات في تلك المناطق حول منطقة الجزاء، ونراه سجّل مثلا مرتين في شباك ريال بيتيس بالدوري الإسباني في نوفمبر 2007، إنجاز لم يكرره أي لاعب في برشلونة بمباراة واحدة في نفس المسابقة حتى 8 ديسمبر 2018. وحتى مع رحيل الساحر البرازيلي، واستحواذ ميسي على القميص رقم 10، وتحوّله لنجم مطلق في برشلونة لا يُضاهى، ظَل شابي هيرنانديز هو المسدد الأول في المسافات القريبة، وداني ألفيش هو مسدد المسافات البعيدة. بينما اكتفى ميسي بالتحايل واستغلال عدم تمركُز تيبو كورتوا بشكل صائب أثناء إعداده الحائط البشري، حتى يسجّل واحدا من أهدافه النادرة من ركلة حرة مباشرة في سنوات النصف الأول من مسيرته. قبل أن يتحوّل ميسي النجم الأرجنتيني أظهر تطورا كبيرا في لاحق السنوات على مستوى التسديدات بعيدة المدى، مسبغًا قوة أكبر على تسديداته، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على الركلات الحرة التي نفذها، وأثر التدريبات كان جليا على هذا الصعيد. يمكن القول أن الركلات الحرة مهارة اكتسبها ميسي بتدريبات مكثفة اعتمادا على باطن قدمه الذي لا يخطىء. الآن مع وصول ميسي لدرجة إتقان لا يمكن مضاهاتها، هل هناك وسيلة لإيقافه عن تسجيل ركلاته الحرة؟ دعونا نستعرض بعض الأساليب محاولين حَل اللغز.. احذر خدعة أسفل الجدار في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، سجّل كريستيانو رونالدو في شباك بايرن ميونيخ من ركلة حرة مباشرة نفّذها أرضية أسفل الجدار الذي قفَز بشكل روتيني. لاحقا نفّذ ميسي هذه الخدعة بشكل أكثر سلاسة، وصعّب من خيارات الحائط البشري. واحدة من النصائح التي تُعطى للمدافعين المتمركزين في الجدار أمام مخالفات ميسي، هي القفز بأعلى ما يقدرون، حتى يوفرون حماية كافية للزاوية المكشوفة الخالية من حارس المرمى. ميسي استغل هذا الاندفاع في القفز، وفتح خطا آخر من التسديدات أسفل الجدار. هذا النوع السفلي من التسديدات، وجد أسلوب دفاعي مضاد، كان أشهر منفذيه هو الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش لاعب إنتر ميلان في مواجهة برشلونة، ولكن لم يكن ميسي المسدد، بل لويس سواريز الذي حاول تقليد صديقه دون نجاح. ولذا، فلنتفق على تمركُز لاعب إضافي على أرض الملعب خلف الجدار لغلق أحد الخيارات.. تذاكي من حارس المرمى في المخالفة الأولى التي سجلها ميسي يوم أمس أمام إسبانيول، لم يمتلك حارس المرمى دييجو لوبيز كثيرا من الخيارات. حارس ريال مدريد السابق، قام بالعمل الصحيح على مستوى حركة أقدامه (Foot Working)، ومع 196 سم من الطول الفارع، لم يقدر لوبيز على الوصول للكرة في أبعد بقاع المرمى، واكتفى بملامستها، مصير واجهه قبله أغلب حراس الدوري الإسباني. ولذا لن يكون خطأ القول أن هذا النوع من التنفيذ، مستحيل التصدي على حراس المرمى مهما بلغ طولهم ومهما تحرّكوا للكرة بالشكل الصحيح. ليفتح هذا الاستنتاج الباب أمام نوع آخر من التذاكي: لماذا لا يتحرّك الحارس بشكل مسبق نحو زاوية الحائط البشري، أو أن يتمركز أقرب إليها قبل التسديد. في الواقع، ميسي نفسه تكفّل بالإجابة على ذلك، خلال مواجهة لاس بالماس بالموسم الماضي. مواطنه لياندرو تشيتشيزولا حاول أخذ خطوة استباقية والتحرك نحو الزاوية اليسرى، فباغته ميسي بتسديدة صاروخية مباشرة في زاويته الخاصة. ليس جديرا بحراس المرمى محاولة التذاكي مع ميسي إذا. حارس إضافي واحدة من الخدع الدفاعية في التعامل مع الركلات الحرة، هي تراجع أحد اللاعبين ليتمركز على خط المرمى في الزاوية التي لا يقف فيها الحارس، حتى يبعِد بسهولة أي كرة خارج متناول أيدي الرجل ذو القفازين. تمركُز مماثل كان كفيلا مثلا بتجنُب ركلتي ميسي يوم أمس أمام إسبانيول، ولكنه كان سيفتح احتمالية جديدة لـ ميسي حتى يتحوّل من دور المسجِل إلى الممر الحاسم. النجم الأرجنتيني لديه من القدرات الخاصة والقدم الدقيقة حتى يستغل تغطية التسلل، ويرسل كرة قصيرة إلى أحد زملائه في منطقة الجزاء ليترجمها إلى هدف. ولذا لن تكون هذه الوسيلة الدفاعية آمنة للغاية في مواجهة أخطر لاعب في العالم الذي لديه خطة بديلة دائما. فكرة مجنونة النجاح المستمر لـ ميسي في اختبارات الركلات الثابتة، ولّد يأسا في نفوس المنافسين، وانعكس ذلك على نبرة حديث روبي مدرب إسبانيول بعد المباراة. روبي قال: "تحاول عادة القيام ببعض الأمور البسيطة، تتحرك أو تقفز.. ولكن مع شخص مثل ميسي، لا يوجد الكثير لتفعله. ربما يمكن ألا نستعمل حائطا بشريا أو نخرج بفكرة جديدة.. لا أعلم". لا حائط؟ فكرة عبقرية مجنونة أم هلوسات رجل ضُربَت شباك فريقه بـ4 أهداف قبل عدة دقائق؟ لا نعرف، كل ما نعرفه هو أن الركلات الحرة الخاصة بـ ميسي غير قابلة للإيقاف حتى إشعار آخر. اقرأ أيضا: مصدر من الأهلي يكشف لـ في الجول: هل تم إبلاغ كوليبالي برحيله عن الفريق في الجول يكشف - الأقرب لمصير ملعبي المصري أمام الداخلية.. والأهلي في إفريقيا تعرف على تقييم صلاح أمام بورنموث من الصحف الإنجليزية "أين ذهبت الـ0.3 درجة" تشكيل الأهلي المتوقع – مروان يقود الهجوم.. وعودة وليد سليمان أمام طلائع الجيش عودة بالذاكرة لمواجهة وحيدة بين ويسكا وريال مدريد.. مدرب الأخير شارك والرئيس استقال
مشاركة :