تتوجه الأنظار إلى الرئيس الفرنسي ماكرون والخطاب المقرر أن يلقيه ويشرح فيه رؤيته ورده على أزمة الاحتجاجات. كلام ماكرون يأتي بعد جولة جديدة من تعبئة "السترات الصفراء" التي أفضت إلى أعمال عنف وعدد قياسي من المعتقلين. أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن 136 ألف شخص شاركوا في تحركات يوم أمس السبت (الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2018) من تظاهرات ونصب حواجز واعتصامات. وفي باريس كان عددهم أكبر من الأول من كانون الأول/ديسمبر إذ بلغ عشرة آلاف (مقابل ثمانية آلاف في الأسبوع الماضي). ولتجنب مشاهد أقرب إلى حرب شوارع، قامت السلطات بتوقيف عدد قياسي من الأشخاص في باريس، حسب أرقام الشرطة اليوم الأحد. وهذا العدد أكبر بكثير من عدد الذين أوقفوا في الأول من كانون الأول/ديسمبر وبلغ 412 شخصا. وتكررت السبت مشاهد أعمال العنف من إطلاق الغازات المسيلة للدموع في محيط جادة الشانزيليزيه وتكسير واجهات وإحراق سيارات في باريس، وكذلك صدامات في مدن كبيرة، لكنها لم تصل إلى حجم مشاهد حرب الشوارع التي سجلت قبل أسبوع وأذهلت العالم عند قوس النصر أحد المواقع الرمزية لفرنسا. من جانبه طالب رئيس الوزراء ادوار فيليب المحتجين بالحوار قائلا: "أصبح علينا إعادة نسج الوحدة الوطنية" التي تعرضت لهزة في هذا التمرد الشعبي غير المسبوق الذي ولد على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وأكد فيليب أن الرئيس ماكرون "سيتحدث" - ربما الاثنين - و"سيعود إليه أمر اقتراح الإجراءات" ليتاح "لكل الأمة الفرنسية أن تجتمع من جديد". ماذا سيقول ماكرون في خطابه المرتقب؟ ردود فعل دولية وبعد اتهامات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلطات الفرنسية "باستخدام غير متكافئ للقوة"، قال الرئيس الأميركي ترامب أن باريس شهدت من جديد "يوما حزينا". وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان رد على ترامب مطالبا إياه بعدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لفرنسا بعد تعليقاته الناقدة على تحرك "السترات الصفراء". ويبدو أن التنازلات التي قدمتها السلطات وخصوصا إلغاء الزيادة على رسوم المحروقات، أدت قبل كل شيء إلى إضعاف رئيس الوزراء الذي، كان يدافع عن قرار بتعليق هذه الزيادة قبل أن تتخذ الرئاسة فجأة قرارا مخالفا لطرحه. والسؤال المطروح حاليا هو هل سيتم الإعلان عن تغيير حاسم في السياسة الاجتماعية أو "الإبقاء على توجه" الإصلاحات؟ وفيما طالب جان لوك ميلانشون، زعيم كتلة حزب "فرنسا المتمردة" اليساري الراديكالي، بـ "حل" الجمعية الوطنية، دعت رئيسة حزب التجمع الوطني اليميني القومي مارين لوبن، التي تطالب بحل الجمعية الوطنية أيضا، ماكرون لاتخاذ "إجراءات قوية وفورية" للتجاوب مع "معاناة" المحتجين. م.أ.م/ أ.ح ( أ ف ب، رويترز)
مشاركة :