أعلنت الرئاسة الفرنسية، الأحد، أن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون سيوجه خطابا للأمة غدا الاثنين، بشأن أزمة احتجاجات السترات الصفراء. وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، الأحد: إن حركة السترات الصفراء الاحتجاجية لها أثر بالغ على اقتصاد البلاد. وذكر لومير لتلفزيون رويترز وهو يتفقد المتاجر والمطاعم التي خربت في احتجاجات أمس السبت، أن حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون تتوقع “تباطؤا جديدا في النمو الاقتصادي في نهاية العام نتيجة احتجاجات السترات الصفراء”. أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم، أن قوات الأمن ألقت القبض على 1723 شخصًا في أنحاء البلاد، خلال احتجاجات متظاهري السترات الصفراء. وقالت الوزارة، في بيان لها إن 125 ألف شخص شاركوا في المظاهرات في أنحاء فرنسا، من بينهم نحو 10 آلاف في باريس فقط. وأشارت وسائل الإعلام المحلية إلى أن عدد المصابين بلغ 264 شخصا، بينهم 39 من أفراد القوات الأمنية. واستخدمت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين، وفي باريس، أضرم مثيرو الشغب النار في السيارات وحاولوا إزالة الحواجز. وفي محاولة للتهدئة، دعا رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، لإجراء حوار جديد مع ممثلي حركة السترات الصفراء. من جهة أخرى، أعيد فتح مواقع أثرية في باريس، حيث جاب عمال النظافة الشوارع وحاول أصحاب متاجر جعل المدينة تقف على قدميها مرة أخرى، وذلك بعد أن تسببت المظاهرات في إصابة 71 شخصا بالعاصمة الفرنسية وأحدثت أضرارا واسعة النطاق. وفي أول تعليق له، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشكر لقوات الشرطة الفرنسية، وقال في تغريدة له عبر “تويتر”: “إلى جميع قوى النظام المعبأة اليوم، أشكركم على الشجاعة والمهنية الاستثنائية التي أظهرتموها”. وفي سياق متصل، أطلقت السلطات الفرنسية تحقيقا بشأن “حسابات إلكترونية مزيفة” قالت إنها تهدف لتضخيم حركة السترات الصفراء على مواقع التواصل الاجتماعي. وذكر مصدر أن الاستخبارات الفرنسية “حذرة جدا” من تلاعب بالمعلومات، لكن لا يزال من المبكر البت في مسألة صحة معلومات نشرتها صحيفة تايمز البريطانية، التي أكدت أن مئات الحسابات المزيفة التي تدعمها روسيا تسعى إلى تضخيم الثورة. واندلعت احتجاجات السترات الصفراء في 17 نوفمبر الماضي، عندما خرج نحو 300 ألف متظاهر إلى الشوارع في أنحاء البلاد للتنديد بارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة أسعار الوقود والمحروقات. وقال المتظاهرون إن الإجراءات الاقتصادية تحابي الأثرياء، ولا تقدم شيئا من أجل مساعدة الفقراء، وأطلقوا على احتجاجات أمس اسم “التحرك الرابع”، بعد ثلاث مرات جرى فيها تنظيم المظاهرات كل يوم سبت من الأسابيع الثلاثة الماضية.
مشاركة :