كتبت - هناء صالح الترك: أكد خبراء ومحللون استراتيجيون أن دولة قطر نجحت في إدارة الأزمة الخليجية الراهنة وتمكنت من التغلب عليها وقوضت مساعي دول الحصار للنيل من سيادتها واقتصادها وتماسكها الاجتماعي، وأن دولة قطر أصبحت أكثر قوة في ظل الأزمة الخليجية الراهنة، وقدمت نموذجا ناجحا في كيفية إدارة الأزمات وتحويل التحديات إلى فرص، واعتماد استراتيجيات مرنة لمواجهة التداعيات الناجمة عن الحصار لاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي. جاء ذلك خلال اليوم الأول للمؤتمر الدولي الثالث لمركز دراسات الخليج بجامعة قطر حول “الأزمة الخليجية: الأصل والتداعيات والآفاق”، حيث أكد الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر أهمية المؤتمر في ترسيخ الفهم الأكاديمي لجميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الخليجية الراهنة، وذلك من أجل بلورة آليات تساعد على فهم أصلها وتداعياتها وآفاقها باعتبارها أزمة فاقت كل التوقعات. وقال: إن المنطقة العربية بشكل عام تعاني مختلف أنواع الأزمات وبشكل متواصل ومستمر منذ عقود عديدة ربما أكثر من أي منطقة أخرى في العالم كله، وتواجه اليوم تزايداً ملحوظاً في تواتر وحِدّة الأزمات المتلاحقة، واتساع نطاقها، مما من شأنه أن يعيق مسيرة التنمية الشاملة وجهود السلام.. وقد جاءت الأزمة الخليجية لترسخ لهذا الخلل في المنطقة. د.أسماء العطية: دراسة استطلاعية أولية حول الحصار قدمت الدكتورة أسماء عبد الله العطية عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس قسم العلوم النفسية كلية التربية - جامعة قطر دراسة استطلاعية أولية حول اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وأزمة حصار دولة قطر من وجهة نظر عينة الشباب، وقالت: يعتبر قـرار حصـار دولـة قطـر الـذي اتخذتـه الـدول الخليجيـة الثلاث، وهـي المملكـة العربيـة السـعودية، ودولـة الإمارات العربيـة المتحـدة، ومملكـة البحريـن، بالإضافة إلـى جمهوريـة مصـر العربية قراراً خطيراً في كامل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا سيما في هذه الفترة التي تشهد توتر الظروف الإقليمية المحيطة التي تمرّ بها المنطقة وتعمـق التوتـر بيـن العلاقات الخليجيـة بسـبب أدوات الضغـط المختلفـة التي تسـتخدمها دول الحصـار للتأثيـر علـى قطـر حكومـة وشـعباً. د. الغيلاني:الحصار يستهدف سيادة قطر اكد الدكتور عبد الله الغيلاني أكاديمي وباحث في الشؤون الاستراتيجية من سلطنة عمان لـ الراية : المؤتمر يتناول الأزمة الخليجية التي انفجرت في 2017 ومازالت مستمرة منذ ذلك الوقت ويبحث في جذور هذه الأزمة وما هي مآلات هذه الأزمة وهنا شبه اتفاق أن الأزمة لم تبدأ في 2017 وإنما بدأت قبل ذلك إنما انفجرت في هذا التاريخ، أما تكيف هذه الأزمة فليس صحيحا أن هذه الأزمة بسبب تورط قطر في دعم الإرهاب والمطالب الثلاثة عشر، إنما دول الحصار تستهدف السيادة القطرية وهناك نزعة هيمنة موجودة في المنطقة من قبل المملكة العربية السعودية تحديدا ومن ورائها الإمارات، المستهدف القرار السيادي الوطني وبالتالي قطر إلى هذه اللحظة تمانع وتصر على استقلالها، وهذا التكيف للأزمة يقود إلى نتيجة مفادها أنه ليس هناك أية مؤشرات تلوح في الأفق إلى نهاية قريبة للأزمة،على اعتبار أن الخلاف ليس خلافا تكتيكيا وليس خلافا على قضايا ثانوية إنما هو خلاف جذري يتعلق بالسيادة، وهناك ما يشبه الإجماع بين المتحدثين أن الأزمة ربما تأخذ وقتا أطول. زهية يسعد: تشويه الحقائق فرق البيت الخليجي قالت الباحثة زهية يسعد من الجزائر لـ الراية: اليوم أشارك في ورقة بعنوان: دور الإعلام الاجتماعي في تغذية وصناعة الأزمات في الوطن العربي دراسة تحليلية لعينة من الهاشتاقات خلال الأزمة الخليجية على تويتر، وصلت من خلال تحليلي للعديد من التغريدات سواء من طرف المغردين القطريين أو المغردين في دول الحصار تبين أن تويتر لعب دورا كبيرا في زيادة الأزمة وتعقيدها من خلال منشورات المغردين سواء من أجل دعم طرف نزاع ضد طرف آخر أو الدعاية ضد الطرف الآخر في النزاع وأيضا لترويج أخبار زائفة وغير دقيقة، ومارست دورا كبيرا في تشويه الحقائق وتزييفها لتفريق البيت الخليجي. د. ماجد الأنصاري:لا جديد في القمة الخليجية كشفت الدكتور ماجد الأنصاري أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر في مداخلة بعنوان “حتمية النزاعات في دول مجلس التعاون الخليجي..” تناول فيها بالتحليل العلاقات بين دول الخليج ومحاولات الهيمنة الإقليمية. وكشف د. الأنصاري لـ الراية أن السيناريوهات المتوقعة للمرحلة القادمة أن تكون هناك تحالفات جديدة في المنطقة تستوعب هذه الخلافات أو أن نجد حالة انهيار شامل لمنظومة الأمن الجماعي، وممارسة فردية بين كل هذه الدول، وأن يكون استمرارا طبيعيا لحالة الأزمة بين الأطراف المختلفة، لأنه لا يوجد طرف مستعد لإنهاء الأزمة في الوقت الحالي، مؤكداً أن القمة الخليجية التي عقدت أمس ليس فيها أي جديد، وهذه القمة هي فارغة سياسيا. كما أكد الأنصاري أن بقاء قطر في مجلس التعاون الخليجي هو أمر مازال مطلبا بالرغم من ضعف المجلس وفشله في تحقيق أي من أهدافه السياسية، مشيرا إلى أن المجلس يبقى هو مشكل الهوية الخليجية في المنطقة، وهو الذي يضمن وجود ثقافة خليجية مشتركة إلى حد كبير. من جهتها قالت أروى كمال الدين جعفر، طالبة الدكتوراه والباحثة في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر وأحد المنظمين الرئيسيين لمؤتمر مركز دراسات الخليج لـ الراية، أن المؤتمر أتاح الفرصة للباحثين والأكاديميين والطلبة المتخصصين في الشأن الخليجي والذين أثارت الأزمة الخليجية حفيظتهم الأكاديمية تحليلها أكاديميا من نواح سياسية متمثلة في تغير السياسات الداخلية والخارجية لبعض دول الخليج وتغير التحالفات الإقليمية بهدف إدارة الأزمة والذي انطوى عليه تغير في طبيعة الخلاف الخليجي ليتعدى المستوى الذي بدأ منه، ونواح اقتصادية متمثلة في التعامل الناجع لدولة قطر مع أزمة الأمن الغذائي إبان الحصار، والسعي الحثيث لدول مجلس التعاون الخليجي لتنويع اقتصاداتهم للخروج من دائرة الاقتصاد الريعي.
مشاركة :